دام برس_ ريتا قاجو
لطالما حذرت القيادة في سوريا من خطر تمدد الإرهاب في سوريا وارتداد آثاره على كل العالم، منذ بداية الأزمة تزاحمت الأيادي الدولية لتخط بأقلامها الحمراء مستقبل سوريا وشعبها، مغفلين حقيقة أن من يطبخ السم يأكله.
الخوف يخيم على أوروبا بأكملها، خاصة بعد اعتداءات باريس الأخيرة، واليوم إلى آسيا اليابانيون ضحايا الإرهاب الجدد، وهو ما رآه العالم في الفيديو الذي بثه تنظيم "داعش" يوم أمس، والذي يظهر إعدام الرهينة الياباني "هارونا يوكاوا" الذي احتجز برفقة الياباني الآخر "كينجي غوتو" المخطوف منذ شهر أكتوبر الماضي.
صحيفة نيويورك تايمز ذكرت في عددها الصادر اليوم، أن اليابان والولايات المتحدة الأمريكية ستعمل على التأكد من صحة الفيديو المنشور، حيث تقول المنظمة المتابعة للدعاية الجهادية، أن الفيديو تم نشره على مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية ، ولا يمكن الـتأكد من صحة الفيديو، الذي يظهر "غوتو" حياً وبجانبه جثة أخرى مقطوعة الرأس يزعم الفيديو أنها للسيد "يوكاوا".
يوم الثلاثاء الماضي طلب الخاطفون فدية من الحكومة اليابانية قدرها 200 مليون دولار لموعد أقصاه 72 ساعة مقابل إطلاق سراح الرهينتين، رداً على ما أسماه التنظيم الإرهابي مشاركة اليابان في قتل المسلمين، عبر المساعدات المالية التي قدمتها للتحالف الدولي ضد "داعش".
وبعد انتشار الفيديو الذي يظهر مقتل الرهينة يوكاوا، تتحدث صحيفة نيويورك تايمز عن تغير مطالب الخاطفين، الذي اشترطوا إطلاق سراح الرجل الآخر مقابل إفراج السلطات الأردنية عن "ساجدة الريشاوي" الجهادية المعتقلة لتورطها في تفجيرات هزت العاصمة الأردنية عمان عام 2005، وهو ما يعتقد أنه يربك السلطات الأردنية كثيراً.
وتنقل الصحيفة عن السيد" شيزو آبي" رئيس الوزراء الياباني، أن اليابان لن تخضع للترهيب وستواصل كافة السبل لتحرير الرهينة دون الإذعان لمطالب الإرهابيين حسب تعبيره، حيث عقد اجتماع طارئ عبر به عن غضبه الشديد من استفزازات الخاطفين.
السيد برايان هيل ، المتحدث باسم مكتب الاستخبارات الوطنية الأمريكية قال أن الولايات المتحدة لديها ما يجعلها تشك في صحة الفيديو المنشور، وأنها ستواصل جهودها للتحقق من ذلك حسب ما نقلته الصحيفة.
الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني السيد "يوشيهيدي سوغا"، يؤكد أن بلاده ستكرس كل جهودها للتعاون مع السلطات الأردنية بهذا الخصوص، حيث تم إرسال ثاني مسؤول من وزارة الشؤون الخارجية في البلاد إلى العاصمة الأردنية عمان .
وتشير الصحيفة إلى أن تقارير الأنباء اليابانية تبين أن زوجة المخطوف غوتو البالغ من العمر 47 عاماً حاولت التواصل مع المتشددين الخاطفين ، لتناشدهم من أجل إطلاق سراح زوجها، فتواصلت مع وزارة الشؤون الخارجية مرتين الأولى عندما اختفى زوجها، والثانية عندما طلب منها عبر البريد الإلكتروني الخاص بها دفع فدية قدرها 20 مليون دولار.
كما ترى نيويورك تايمز أن العمل الإرهابي بحق الرجلين اليابانيين ، ربما يحمل ردة فعل عكسية من الشعب الياباني تجاه جهود حكومته الرامية إلى تقديم مساعدات إنسانية لمواجهة التنظيم الإرهابي، وتذكر أن المرة الوحيدة التي مرت بها اليابان بموقف مشابه، كان عام 1999 حيث دفعت مبلغ 3 ملايين دولار لإطلاق سراح أربعة خبراء اختطفوا في قيرغيزستان.