Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
المخدرات في سورية وصلت مرحلة الخطر والحرب بيئة حاضنة للإدمان

دام برس - علا عمار :
الحرب في سورية لا تريد أن تكتفي بخطف أرواح السوريين و تهجيرهم و تدمير البنى التحتية من معامل و مؤسسات و غيرها , بل إنها تسعى لتدمير الإنسانية التي هي أسمى شيء , فسورية اليوم لم تعد مشكلتها إنهاء الحرب القاسية عليها و حسب بل أيضا محاربة خطر كبير بدء يهدد المجتمع السورية بقوة وهي " المخدرات " التي وفرت لها الظروف بيئة خصبة للانتشار سواء كتجارة او تعاطي بين ضعاف النفوس !
كثرت قضايا المخدرات في أروقة المحاكم السورية إلى أن بلغت حدا لم يعد من الممكن التغاضي عنه أو اعتباره جزء من جناية عادية ,حيث بلغ عددها أكثر من ثلاثة آلاف قضية عدا عن ضبط مئات الأطنان من حبوب الكبتاغون داخل الأراضي السورية و على الحدود , و حول هذه الأرقام التي تدل على مؤشر خطير كان لـ دام برس لقاء خاص مع رئيسة شعبة المخدرات في وزارة الصحة  الدكتورة ماجدة الحمصي.
وحول الوضع الحالي لتعاطي المخدرات في سورية قالت: "الإدمان هو من آفات هذا العصر يصيب الدول المتقدّمة والنامية والفقيرة على حدٍّ سواء وظاهرة تعاطي المخدرات هي آفة جديدة ودخيلة على مجتمعنا ولا تزال ضمن نطاق معين يمكن تحديده".
وأضافت: "والشباب هم الأكثر عرضة للوقوع في فخ الإدمان، و السبب الأساسي هو التمزق الناتج عن الحرب القذرة التي نعيشها , فالحروب والظروف النفسية والاجتماعية الصعبة الناتجة عنها احد أسباب الاكتئاب واليأس التي باتت تدفع بشبابنا إلى الهروب من الظروف الصعبة التي قد تكون ظالمة وقاسية عليهم إلى المخدرات  فالحرب بيئة مثالية حاضنة للإدمان، برأيي يجب أن نعتبر أننا كمجتمع ينبذ فكرة المخدرات اتجاراً أو تعاطياً قد وصلنا لمرحلة الخطر وهذا الإحساس نحتاجه لنحمي مجتمعنا ونحصن شبابنا فنقيهم من خطر بات يقلقنا ويهدد مستقبلهم".

وعن الأنواع التي تم ضبطها و الأكثر انتشارا على الاراضي السورية أكدت: "بحسب إدارة مكافحة المخدرات المسؤولة عن المكافحة ومصادرة المخدرات فان مادة الحشيش وأقراص الكبتاغون هما الأكثر ضبطاً لديهم فسوريا هي بلد عبور بحسب موقعها الجغرافي والاستراتيجي".

أما عن  الإجراءات التي تقوم بها شعبة المخدرات بالتعاون مع وزارة الداخلية للحد من انتشار هذه الأزمة فقالت: "هناك تعاون وثيق بين وزارة الصحة وإدارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية ويتم تبادل المعلومات بشكل دوري فيما يتعلق بالاتجار المشروع للمخدرات أي المواد الأولية الطبية أو الأدوية التي يدخل في تركيبها المواد المخدرة أو السلائف الكيميائية التي تدخل في صناعة الدواء وفي التصنيع غير المشروع للمخدرات لضبط أي حالة يتم الاشتباه بها من قبل أي طرف ، وقد ساهمت وزارة الصحة كونها عضو في اللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والتي يرأسها السيد وزير الداخلية واللجان المنبثقة عنها لجنة خفض الطلب على المخدرات التي ترأسها السيدة معاون وزير الصحة واللجنة الإعلامية التي يرأسها السيد اللواء مدير إدارة التوجيه المعنوي في وزارة الداخلية  في جهود التوعية والوقاية من أخطار المخدرات من خلال اللقاءات والندوات وبالتنسيق مع كافة الجهات الأخرى من وزارات وجامعات واتحادات وجمعيات أهلية بهدف تفعيل حملات التوعية وتحجيماً لمشكلة المخدرات كذلك إنتاج مطبوعات وملصقات كما انه تم إطلاق برنامج للتوعية (مصيرك بإيدك ) ونتمنى عودة الأمن والأمان لربوع بلادنا حتى ننفذه بشكل كامل ويوجد لدينا صفحة توعية على الفيسبوك للتوعية بنفس الاسم(مصيرك بإيدك )".

وعن المعلومات التي تتحدث حول زراعة المخدرات في بعض المناطق السورية أشارت إلى أنه: "من المؤكد انه في سوريا لا يوجد لدينا زراعة لأي نوع من أنواع المخدرات ولكننا في حالة حرب وتوجد مناطق خارج السيطرة ويشاع انه تزرع مواد مخدرة في تلك المناطق وكونها خارج السيطرة فهي إجابة وافية".
وأضافت: "بالوعي والوعي وحده نستطيع الحد من انتشار المخدرات في بلادنا ضمن حالة عدم الاستقرار التي نعيشها.
والمجتمع الأهلي له دور أساسي ورئيسي في نشر الوعي وتطبيق استراتيجيات خفض الطلب على المخدرات   سيما أن مؤسسات المجتمع الأهلي أثبتت قدرتها على بناء علاقات ثقة مع الفئات التي يصعب الوصول إليها عن طريق البرامج والخدمات ونسعى من خلال استراتيجية خفض الطلب على المخدرات التي نأمل تطبيقها بالشكل الأمثل ضمن الظروف الحالية المتاحة إلى:
    1-  الوقاية من انتشار ظاهرة التعاطي و تحصين المجتمع من أخطاره ونشر الوعي بين الفئات المستهدفة.
    2-  تقديم سبل العلاج و تحسين طرق التعامل مع المتعاطين لعودتهم أصحاء وإعادة دمجهم بالمجتمع.
- نهايةً :   نحن من نزرع في طريقنا الورود...
          نحن من نزرع الشوك...
         ونحن من نحصد النتيجة!!.
         ما من أحد يستطيع تغيير ماضيه...
        علينا أن نلتفت إلى حاضرنا حيث نصنع مصير مستقبلنا بأيدينا".
الجدير بالذكر أن الظروف التي تمر بها البلاد ذات صلة وثيقة في زيادة انتشار هذه الظاهرة حيث عمدت أغلب الميليشيات والتنظيمات الإرهابية إلى ضخ مواد مخدرة في صفوف أعضائها لما له من أثر كبير في عدم السيطرة على ما قد يقدم عليه الإنسان عند تناولها وظهر ذلك جليا في بداية الأزمة.
أما بالنسبة للعقوبات المتخذة بحق كل من ضُبط يتعاطى أو يتاجر بمواد مخدرة , وحسب قانون المخدرات رقم 2 لعام 1993 حيث حدد بموجبها العقوبات المفروضة بحسب الجريمة المرتكبة، في المادة 39 يُعاقب بالإعدام كل من هرّب أو صنّع أو زرع مواد مخدرة، وفي المادة 47 يعاقب بالحبس لمدة لا تزيد عن سنة وغرامة لا تتجاوز 5000 ليرة كل من استورد أو صدّر أو صنّع أحد المواد المخدرة، أما نص المادة 49 يعاقب بالاعتقال المؤقت وبغرامة من 5000 إلى 30,000 ليرة كل من تعدّى على أحد العاملين في الدولة، والمادة 40 يعاقب بالاعتقال المؤبد وغرامة من مليون إلى 5 ملايين ليرة كل من حاز أو أحرز أو اشترى أو باع أو سلّم أو تسلّم بقصد الإتجار... أما بالنسبة لحالات التعاطي حسب المادة 43 يعاقب بالاعتقال المؤقت وبغرامة من 100,000 إلى 500,000 ليرة كل من حاز أو أحرز أو اشترى أو نقل أو سلم أو تسلم مواد مخدرة وكان ذلك بقصد التعاطي أو الاستعمال الشخصي.
الكثير من الندوات و المؤتمرات أقيمت مؤخرا في إطار التوعية و مكافحة المخدرات في سورية كـ "مؤتمر التوعية الصيدلاني" في كلية الصيدلة في جامعة دمشق , و الندوة التثقيفية  بعنوان "نعم للحياة لا للمخدرات" بكلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق أيضا , ولكن
ألا يجب تولية اهتمام أكبر بتشييد بنى حديثة و متطورة مخصصة لمكافحة ظاهرة المخدرات في سورية ..
يدرب بها كادر خاص على مستوى عالٍ من فحص للمتعاطين و سبل التعامل معهم و معالجة الأسباب التي أودت بهم إلى هذا المنحدر  .
 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz