Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 17:04:37
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أداء وجهود في مشفى ابن النفيس بدمشق

دام برس - لجين اسماعيل :
أداء وتخصص .. جهود وتفانٍ ومتابعة .. شمولية ووضوح .. فما بين دقة قلب وجسد أرواح تنبض بالحياة .. وأطباء تميّزوا بأدائهم المهني  .. فتفرّدوا باختصاصاتهم .. صمدوا في الوقت الذي تخلى فيه الكثيرين عن سوريتهم .
حرب قاربت الست سنوات .. ولا زال القطاع الطبي رغم ظروف الحصار التي يتعرض لها صامداً وجبّاراً بكوادره الطبيّة والتمريضية .. وإن قلّ عددها .. أناملهم .. عقولهم .. أبحاثهم ساهمت في الارتقاء والاستمرار بالمستوى الطبي .. ففي ظلّ خروج بعض المشافي عن الخدمة .. كان لبعضها مسؤولية تحمّل أعباء وضغوط لترميم هذا النقص .. ومشفى ابن النفيس إحدى تلك المشافي التي كانت على قدر المسؤولية .. فكانت حضناً وأماً لكل متألم وجريح .. لم ترُدّ مريضاً رغم ظروف قاسية لحقت بها .. بل كانت رحبة الصدر تتّسع لأطيافٍ كثر ... ونحن في مؤسسة دام برس قمنا بجولة في أرجاء المشفى حرصاً منّا على نقل الصورة الحقيقية
.. لنتابع :
المشفى تقدم خدماتها على قدر طاقاتها واستطاعتها
المشفى مؤسسة حكومية تقدّم خدماتها للمواطنين على مدار الساعات وفي هذا معاون المدير الدكتور نعمان زيدان  لفت إلى أقسام المشفى والتي تتنوّع بين أقسام الإسعاف ، والعناية العامة ، وقسم الداخلية والجراحات ؛ جراحة عامة وتنظيرية وعظمية والجراحة الفكية والتجميلية ، إضافة لجراحة الأوعية والجراحة العصبية ، مشيراً إلى التطوّر الذي يشهده قسم الجراحة الفكية  في مشفى ابن النفيس وصولاً بالتقدّم إلى  عمليات زراعة الأسنان والتي توقفّت مع بداية الأزمة تقريباً بسبب الغلاء وارتفاع الاسعار ، واقتصرت بذلك الجراحة الفكية على أورام الوجه والفكين والتشوّهات وشفة الارنب .
فيما نوّه إلى أن قسم الإسعاف تتعدد الاستطبابات التي يقوم إجرائها ، فمن الداخلية إلى الجراحة العامة والعصبية ، والجراحة العامة والصغرى وما يتضمّنه من ترميم الكسور تجبيرها ، ولا ننسى قسم العيادات الخارجية التي تخدّم كل الاختصاصات ماعدا العينية.
المشفى مستمرة بثبات نظامها .
صامدة ببنائها ، ومستمرة بكوادرها وخدماتها لكن الحصار أنهك القوى والطاقات وهنا يوضح الدكتور زيدان أن التحاليل والصور التي تُطلب من المريض أصبحت مع بداية الحرب والحصار على سورية خارجية يتحمّل المريض أعباءها بنسبة 50% ، فيما تكون التكاليف الأخرى على عاتق المشفى .
وأضاف : " ما يتعلّق بنظام المشفى من قبولات وعمليات لم يتغير منذ عشرين سنة ، حيث يبدأ   بمكتب قبول ، مروراً بطبيب اسعاف والطبيب  الموجه والفرعي انتهاءً بالأطباء المقيمين وتخريج المريض ثم مراجعة العيادات والأطباء المختصين ."
الدواء عماد الصحة .. والمشفى تسعى لإيجاد البدائل
تعرّضت القطاعات في سورية كافة للتدمير ، إلا أن القطاع الصحي والدوائي كان الأكثر تضرراً .. وهنا لفت الدكتور إلى قساوة الأزمة وما خلّفته من نتائج خاصة فيما يتعلق بالمجال الدوائي الذي فيه شفاء المرضى .. مشيراً إلى الحصار الجائر على الأدوية الاجنبية خاصة الامريكية والأوربية منها  كأدوية ال ANTTF  ،والتي استطاعت إدارة المشفى بالتعاون مع وزارة الصحة من تأمين الراميكيد ، إضافة للاستعانة بالدول الصديقة لتأمين بدائل هذه الأدوية المفقودة نوعاً ما . 
نقص في الأجهزة ... وحلول بديلة
كل مشفى بمعداتها وأجهزتها الطبية التي تخدم المواطن .. لكن في مشفى ابن النفيس يشير الدكتور إلى النقص  بالأجهزة خاصة في أجهزة المناظير ، لافتاً إلى تعطّل جهاز الطبقي المحوري لفترة ، فقد تم إصلاحه مؤخراً ، فيما اوضح أن إدارة المشفى  تعاملت مع هذا النقص وأوجدت البدائل بحيث لا يؤثر على مستوى الأداء ونوعيته في المشفى .
تطور واضح وملموس
المشفى بكوادره الطبية والتمريضية والإدارية ، إلا أن مشفى ابن النفيس عانى منذ بداية الأزمة والحرب السورية من حصار وغلاء ونقص في الكوادر وبعض العناصر الفنية والإدارية والطبيّة موضحاً أن المشفى عملت على تدارك هذا النقص ومضاعفة الجهود .. مشيراً إلى التطوّر الملحوظ والتي بدا جليّا في زيادة عدد المرضى والمقبولين حيث يستقبل المشفى 5000 مريض شهرياً في قسم العيادات ، وما بعادل 6000  مريض في قسم الإسعاف .. إضافة إلى إجراء 100 عملية نوعية كما تمّ تأمين أجهزة التخدير وإصلاح البعض الآخر من الاجهزة وتأمين المولّدات .
وفي إطار هذا التطوّر فقد تمّ تشكيل لجان جديدة وبنشاط من مديرية الصحة ووضعت نظم جديدة لاختزال البروتوكولات والإطالة في المعاملة خاصة في ظل التعقيدات المالية والإطالة في المعاملة .
مشفى ابن النفيس بالمقدمة في بعض المجالات
يقول الدكتور  : نحن نعمل على وتيرة واحدة ، موضحاً قلّة الشكاوي المقدّمة من قبل المواطن الذي لا يمكن إرضاؤه بشكل كامل ، ولفت إلى قدم المشفى وأصالته حيث يعدّ  المشفى الأول في معالجة أمراض الكبد المزمنة B  و C ، مع الحرب عانى من انقطاع بعض أدويته لكن تمّ تداركه ، إضافة إلى أن المشفى يشكّل المركز الأول في معالجة الالتهابات المزمنة ، والفقار اللاصق ، والتصلّب اللّويحي والأمراض العصبية المزمنة  ، بحيث يستقبل المشفى 1000 مريض كبد سنوياً ، وما يقارب 500 مريض تصلّب لويحي و  800مريض فقار لاصق  و روماتيزم ، وأشار إلى كونه مركز علمي  خاصة بعد الاتفاق على شهادة البورد  فامتلأت المشفى بالمتابعة العلمية والمحاضرات الدورية و الجلسات علمية .
وفي إطار التطوير وتحسين المشفى لفت الدكتور إلى حركة الإنشاءات والتجديد ابتداءً بالبنية التحتية والفوقية إضافة للأجهزة ومركز المعالجة الفيزيائية كما أشار إلى  تأمين الأسرة الحديثة والأجهزة الطبية إن أمكن آملين النهوض والتقدم رغم الأزمة  .
القسم الإسعافي في جاهزية تامة .. ونقص في الأدوية
الأطباء يمثلون الركيزة الأساسية التي تقوم عليها المشفى .. فهم عماد أقسامها يسهرون على متابعتها وسير العملية الطبية فيها ، والدكتور محمود زيتون أخصائي جراحة صدرية و رئيس قسم الاسعاف  أشار إلى جاهزية القسم واستقباله لجميع الحالات الإسعافية بحيث يقدّم كافة الخدمات الإسعافية والعلاجية للأمراض الداخلية و الأذنية و والهضمية والقلبية و الجراحة العامة والصدرية والعظمية .
أما عن الصعوبات التي يواجهها القسم لفت الدكتور زيتون إلى نقص في بعض الأدوية الإسعافية خاصة ما يخصّ الأمراض الداخلية والأدوية القلبية آملاً تأمينها على مدار الساعة وأن تكون جاهزة متى تمّ طلبها كون أن هناك بعض الحالات الاسعافية لا تحتمل الانتظار .
قسم أمراض الدم يقدّم خدماته رغم معاناة من بعض النقص
تشير الدكتورة وسمة العشاوي أخصائية أمراض دم إلى أن القسم يخدّم المرضى بشكل مجاني وتشمل هذه العناية نوعين من أمراض الدم .. السليمة منها بتعدد أشكالها فقر الدم وانحلالاته .. إضافة إلى قسم آفات الدم الخبيئة بما فيه من  سرطانات الدم الحادة والمزمنة واللمفومات و ما يتبعها من اختلاطات دموية لأمراض أخرى .
كما لفتت إلى قيام المشفى بالخدمة الكاملة لهذا النوع من المرضى إذا كان من ناحية الطبابة موضحة أن المخبر الدموي  ليس جاهزاً لكل شيء .. حيث يقوم بالتحاليل البسيطة فيما تُحوّل  التحاليل المعقدة والنوعية لمخابر خارجية  .. و ذكرت بأن تعطّل جهاز الطبقي المحوري أثّر بشكل كبير خاصة مرضى اللمفويات الذين يحتاجون لتقييم الطبقي كل 3 أشهر ، أما عن الدواء فقد أوضحت بان ادوية أمراض الدم السليمة تطلب من صيدليات خارجية .. فيما تؤمن المشفى ما يمكنها من أدوية امراض الدم الخبيثة .
وأضافت : " رغم الضغط الشديد لكن تعاون الإدارة وقلة المشاكل والصعوبات  من الناحية التقنية والعملية وتقديم الخدمات المأهولة كلّها تسهم في الارتقاء بأداء المشفى .
المخابر بخدمة المواطنين 24 ساعةً 
أكدت الدكتورة سوسن منعم رئيسة مخابر مشفى ابن النفيس على جاهزية وعمل  المخبر فيقدّم خدمته لكافة المرضى بما يقارب 300 حالة يومياً موزعة بين مخبر الإسعاف و المخبر المركزي ، لافتة إلى أن الأفضلية في إجراء التحاليل لمرضى المشفى ومرضى العناية ، كما أشارت إلى معاناتهم في تأمين المواد المخبرية  إلا أن هذا لم يوقفهم عن عملهم .. ولم يشكل عائقاً أمام أي تحليل إضافة إلى حاجة بعض الاجهزة للصيانة بسبب الأعطال الكهربائية .
للمواطنين رأيهم
تعددت الآراء إلا أن الغالب  فيها كان إشادة بأداء الكوادر وعملها وها هي أم زهير  التي أمضت في المشفى خمسة عشر يوماً .. تلقّت فيها العلاج الكامل والخدمة الممتازة ، لافتة إلى مواظبة الأطباء على المناوبات وزيارات المرضى إضافة إلى مناوبات ومتابعة الممرضات لها .
كما اكدت السيدة باسمة كيوان مرافقة  لابنتها على جاهزية المشفى وما تقدمه من خدمات وعناية ، إضافة إلى الاحترام والاهتمام الطبّي .. فالكوادر الطبية والتمريضية تقوم بالجولات في أوقاتها .. وتشير أيضاً إلى التفاني والقيام بالعمل كما يجب

.
وختاماً " لكلّ داء دواء "  فكيف وإذا كنّا نملك كادراً طبياً قادراً على التأقلّم ، ومتميّزاً بخبراته التي خوّلته ليجد البدائل حتى لا تتوقف سورية عن الحياة .. فسورية لن تقوى إلا بمؤسساتها وهذا ما يبرهن صمودها إلى اليوم  .

 

 

 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz