دام برس - لما المحمد :
حيّ الزهراء الذي شهد أقسى أحداث مدينة حمص خلال هذه الحرب الضروس ، و الذي دفع ثمن دفاعه عن وطنه ، تفجيرات إرهابية استهدفت سكانّه و بنيانه ، وأودت بشبابه إلى الشهادة ,
في هذا الحي يقع مشفى الباسل ، والذي كان عبارة عن عيادات تقدّم الخدمات الصحية البسيطة للمواطن قبيل الحرب على سورية ، ليتحول إثرها  إلى مشفى إسعافي خدمي  بدايةً ومن ثم جراحي بأقسام عدّة تقدّم العلاج للمرضى.
للحديث عن وضع المشفى الحالي ،  دام برس زارت المشفى و التقت مدير المشفى الدكتور أحمد فايز عوّاد و الطاقم الطبي المتواجد في المشفى ، لنتابع :
بداية تحدّث إلينا  الدكتور أحمد عوّاد عن مرحلة تطوير المشفى من مركز صحي يستقبل حالات بسيطة ، إلى مشفى إسعافي صغير يشمل أقسام إسعافية  ، إثر خروج المشفى الوطني عن الخدمة نتيجة تعرضه للإرهاب ، وتضم تلك الأقسام أقسام نسائية ، وعناية مشددة مكونة من ثلاث غرف عمليات ، وجناح إقامة يضم قسم واحد يدمج الأمراض الداخلية و أمراض الأطفال نتيجة ضيق المكان ، مؤكدّا على أنّ العمل الأساسي للمشفى هو عمل إسعافي في الحقيقة ، حيث يعالج جميع حالات الإسعاف ، إضافة إلى حالات العمل الجراحي كجراحة البطن و الجراحة العامة و حالات الحوادث و الطلق الناري .
بالنسبة للكوادر الطبية المتواجدة في المشفى:
أوضح الدكتور أحمد أنّ الكادر الطبي المتواجد لدى المشفى يضم حوالي 77 طبيب أخصائي من كافة الاختصاصات ، مما ساعد على تلبية الاستشارات الطبية بشكل جيد جداً للجميع ، منهم عشرين طبيب مقيم ، وهنا يكمن النقص في عدد الأطباء المقيمين عندما يتم توزيعهم على الأقسام الجراحية و االداخلية والأطفال و ...، آملاً من مديرية الصحة برفد المشفى بأطباء مقيمين
أما الكادر التمريضي و الفني فهو متواجد  بحدود 700 إلى 750 ممرض وممرضة ، موّزعين على الأقسام و الاختصاصات منهم فنّي مخبري ، وفنّي أشّعة ، وفنّي صحة عامة ، وفنّي تخدير.
وفي السؤال عن عدد الأسرّة المتوفرة في المشفى أجاب الدكتور عوّاد أنّ هناك 30 سرير تمّ إضافة 5 أسرّة جديدة إليهم ، بالإضافة إلى 7 حواضن في قسم العناية بالأطفال حديثي الولادة و الخدّج .
الدعم الذي يتلقاه مشفى الباسل
يتلقى مشفى الباسل دعمه الأساسي من مديرية الصحة في محافظة حمص ، رغم الامكانيات المتواضعة فهي تحاول تأمين كل ماينقص المشفى ، بالإضافة إلى دعم بسيط من بعض المنظمات الدولية ، ومنظمة الصحة العالمية التي ساهمت بتقديم بعض التجهيزات للمشفى ، فضلاً عن الدعم الذي تقدّمه بعض الجمعيات من باب التبرع للمشفى .
الصعوبات التي تواجه المشفى
من حيث الصعوبات التي يواجهها المشفى كان أولها ضيق المكان ، و ضغط على غرف المرضى ، إضافة إلى نقص بأسرّة العناية التي أدّت في معظم الأحيان إلى الاعتذار عن استقبال بعض المرضى .
هناك توسع ببناء طابقين ملحقين بالمشفى
فقد بيّن الدكتور أحمد أنه يتم حالياً بناء طابقين للمشفى ، لحل مشكلة ضيق المكان ، و التوسع بأقسام المشفى بشكل أكبر ، ليتمكن  المشفى من استيعاب العدد الكبير من المرضى و معالجتهم ، ضمن أقسام وغرف تحقق لهم الراحة النفسية نوعا ما وتخفف من الضغط على المواطن الذي سيرتاد المشفى و لم يجد سرير.
الخدمات المجانية  التي يقدّمها المشفى و التعامل مع ذوي الشهداء
في مشفى الباسل جميع الخدمات التي تقدّم مجانية و كاملة لحالات الجراحة العامة و الحوادث ، والطلق الناري و الأسعاف الجراحي النسائي ، والعمليات القيصيرية ، والعناية المشددة وحالات الاحتشاءات القلبية ،
أما ذوي الشهداء فلهم وضع خاص بالمعاملة في المشفى تكريماً لشهداءهم و إجلالاً لهم ، ويكون ذلك بتوظيفهم في أماكن مريحة في المشفى ، ومراعاة ظروفهم ، وتقديم الدعم المعنوي لهم .
بدوره تحدث الدكتور محمد عودة أخصائي داخلية عن دوره المستمر بتقديم العلاج لكل مريض قاصد لمشفى الباسل ، رغم صغر المشفى ، وقلة الإمكانيات أكد الدكتور محمد على المواظبة في الاستمرارية من أجل خدمة المواطن ، بعد خسارة عدد لا بأس به من مشافي المدينة جراء الحرب على سوريا.
وفي ذات السياق أكّد الدكتور ناصرفضون  أخصائي في قسم الداخلية إيضاً على أنّ دوره هو و زملائه اليوم اتجاه المرضى رغم صعوبة الظروف ، هو واجب نفسي ، و إنساني و وطني ، و هذا من أقل ما بالإمكان تقديمه من أجل مساعدة الناس في ظل حرب غاشمة لا ذنب لهم فيها.
و قد عبّر المريض محمد الشاويش بعد تعرضه لعملية جراحية في مشفى الباسل  عن سروره بالخدمات الطبيّة المقدّمة في المشفى من قبل كادره الطبي بأكمله ، متمنياً عودة الأمن و الأمان لسوريا الحبيبة و بالتالي عودة مؤسساتتها ومشافيها للعمل بدون كلل .
و الطفل فادي قام بعملية " الزائدة" في مشفى الباسل شكر بدوره الأطباء والممرضات على حسن الاستقبال .
وفي لقاء مع رئيسة قسم النسائية هيام ابراهيم أوضحت فيه أنّ المشفى يقدّم خدمات علاجية فوق طاقته بأضعاف ، فالمشفى صغير و عدد المرضى المقبلين عليه كبير ، في العمليات القيصيرية و الولادة الطبيعية و النزف و الحمل العنقودي ، إضافة إلى الحالات الإسعافية بكل أشكالها كالقيصريات الانتخابية الباردة و الإسعافية .
كما أضافت القابلة بسمة الشاويش  أن الخدمة مستمرة في مشفى الباسل على مدار ال24 ساعة ، باستقبال المراجعين ، والرد على استشاراتهم الطبية و استقبال الحالات الإسعافية  والتعامل معها بسرعة وحذر ،  مؤّكدة على الاستمرار بالعمل الطبي  رغم كل  التفجيرات التي استهدفت وتستهدف في كل يوم سوريا بشعبها و مؤسساتها و دوائرها  الحكومية والخاصة .
في حين بيّنت رحاب ابراهيم رئيسة تمريض في قسم العناية الإسعافية دور القسم بأخذ العلامات الحيوية  للمرضى، ومعرفة حاجاتهم  و مراقبتهم بشكل مستمر ،  قائلة أنّ ضيق المكان و نقص الكادر التمريضي من أهم مايعاني منه المشفى .
و عفراء اليوسف ممرضة في قسم العناية تأقلمت مع وضع المشفى المزدحم في ظل الظروف الصعبة ، باستقبال المريض و اعطاءه مايلزمه من علاج بإشراف الأطباء ، ووضعه تحت المراقبة من قبل أجهزة ، فكلّ من موقعه ينطلق لبناء سوريا المستقبل ، و هي و زملائها يقدّمون خدماتهم بشرف و إخلاص من أجل أن يعود الوطن مثلما كان على حد قولها .
ومن جهتها رأت أمينة مصطفى رئيسة قسم العمليات أنهم كمشفى صغير متواضع حاليا ً يفعلون "شيء من لا شيء" بثلاث غرف عمليات تستوعب يومياً من 10 إلى 16 عملية بجميع الحالات المرضية الإسعافية والباردة  ، وغاياتهم الأولى والأساسية تقديم الخدمة الطبية لجميع المواطنين .
مشفى الباسل بطاقمه الطبي كاملاً يتمنى من الجهات المعنية ، الأسراع بموضوع تجهيزات المشفى  و تأمنيها ، إضافة إلى إكساءه بأقرب وقت ، من أجل الإقلاع بالعمل في المشفى بشكل سريع ، بعد الانتهاء من عملية بناء الطابقين الملحقين به و المتوقع الانتهاء منها في الشهر التاسع .