دام برس  - سلافة اسخية :

منذ عقد مضى بدأ الاهتمام بالمنظمات الأهلية يتزايد تدريجيا وخصوصا في سورية بسبب ما أفرزته الأزمة من احتياجات كبيرة لم يعد يستطيع الجهاز المؤسساتي على تغطيتها وتنظيمها  فظهر العمل التطوعي والجمعيات الأهلية كرديف وشريك وبدأت هذه الجمعيات تلعب  دور جيد وأخذت تتعامل  مع مشكلات السكن والبيئة والإغاثة والتوعية وحقوق المرأة وغيرها.
وفي إطار تطور فلسفة التنمية المجتمعية ظهرت جمعية سورية المدنية كتجربة متفردة على أرض الواقع تعنى بنواحي التنمية بأوسع مفاهيمها ...وكان لدام برس لقاء مع مؤسسة الجمعية الدكتورة ربا ميرزة.

كيف ظهرت فكرة الجمعية ولماذا سميت سورية المدنية؟

 فكرة الجمعية  برزت لدينا مع بداية الأزمة، حيث تولد لدينا  إحساس داخلي بضرورة المساهمة الفعالة  في ما يجري وقمنا بتكليف أنفسنا  وبدأنا بإنشاء الجمعية وأطلقنا عليها اسم سورية المدنية  على اعتبار أن المدنية هي الحالة الأرقى للتطوع في المجتمعات فنحن لسنا مجتمع عشائري ولا طائفي وسورية ليست جديدة عليها المدنية فقد كانت مدنية وستبقى كذلك وانتماؤنا الأول هو للوطن ومن ثم تأتي الانتماءات الأخرى.

جمعية سورية المدنية هل  هي جمعية خيرية أم تنموية؟

نحن جمعية خيرة وليست خيرية ونحن نرفض أن نحول المجتمع السوري إلى مجتمع متلقي للإعانات وبالتأكيد بسبب هذه الظروف هناك ناس كثر بحاجة للمساعدات ولكن هذا العمل يتم بدون إشهاره وبدون دعايات لإطعام الشعب السوري ,ونحن في جمعيتنا اتبعنا الطريقة التنموية باعتبارها أرقى مرحلة من العمل المجتمعي وتطورنا من العمل الإغاثي إلى عمل تنموي فكري ثقافي.

ما هي أهم نشاطات سورية المدنية في السنوات الماضية؟

جمعية سورية  المدنية قامت بفعاليات عديدة في الفترة السابقة وأبرزها مؤتمر حول إعادة "اعمار سورية" حيث ضم 350 شخصية سورية نخبوية وركزنا على الاعمار بكل مناحيه إعمار النفس والجسد والحجر بالإضافة لدور المغتربين والمنظمات الدولية ,وقمنا أيضا بمؤتمر"سورية بين المدنية والتوحش "حيث كان لدينا تخوف من الانزلاق والعودة لمكونات ما قبل الدولة والرجوع إلى المجتمع العشائري والطائفي والقبلي ونوهنا لهذا الخطر ورفعنا بيان اشرنا فيه لكل مرحلة وكيفية تجاوزها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ,ونظمنا مشروع حرائر وهو تكريم لأسرة مسلسل حرائر الذي أظهر حقيقة المرأة السورية المناضلة المثقفة من قبل مئة عام مثل نازك العابد وماري العجمي في زمن الاستعمار العثماني الذي يشبه التنظيمات الإرهابية وما تقوم به من تصفية العقول العائلات الدمشقية العريقة إلى خارج سورية,كما قمنا بدورات تدريبية حول أهمية العمل المؤسساتي في تنمية المجتمع الأهلي وكيفية تطوير والتسويق وإدارة الوقت وأهمية العمل المؤسساتي تراتبيا   بإشراف من وزارة التنمية الإدارية ضمت 108 متدرب من 18 جمعية أهلية ومبادرة.

هل نشاط الجمعية منحصر بالعاصمة فقط وماهي أفكاركم المستقبيلة ؟

"سورية المدنية "منتشرة في معظم المحافظات السورية ونحن نعمل جاهدين لتغطية جميع المحافظات السورية والعمل مستمر لتقديم المساعدة لأكبر عدد من السوريين, ونحن الآن نساهم في مبادرة دمشق المبدعة  مع منظمة اليونسكو فهي تقوم في كل عام باختبارات للمدن في العالم لاختيار مدينة للإبداع ضمن شروط معينة ونحن نحاول أن ندخل ضمن هذه التجربة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فدمشق غنية بكل المجالات حيث نحاول أن نركز على الحرف اليدوية والصناعات التي على هاوية الانقراض بالإضافة لجمل دمشق العمراني ونشاطاتها الثقافية والدينية.