دام برس - لما المحمد :
أربعة أعوام تكاد تمر على بدء الأزمة السورية ,والوضع الاقتصادي للبلد في انهيار يوماً تلو الآخر , والشباب السوري اليوم في ضياع ما بين واقع مشؤوم ومستقبل مجهول ...نعم وكيف لا !! وهو يعاني من تسونامي ارتفاع في الأسعار ,وبطالة شكلت خطراً محدقاً بكل حياة السوريين ,فكثير من الفئة العمرية المنتجة وخصوصا المثقفة في سورية لا تعمل في مجال تخصصها ,وإنما أصبحت تلجأ إلى أي مصدر رزق يقوت بها ويكون مصدر معيشة لها .
لتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع دام برس التقت عدداً من الشباب السوري واطلعت على أحوالهم ، فكان التالي :
حنان عبود تقول : إن الطالب الجامعي اليوم يلجأ إلى العمل لأسباب عدة منها عدم توفر المصروف الكافي من قبل الأهل وخاصة بعد ارتفاع أسعار المواد بكافة أنواعها ,أو من باب الاعتماد على النفس في تأسيس ذاته بذاته ,فالطالب الجامعي لديه مسؤوليات كثيرة والعمل في أي مجال يتطلب مهارات , والطالب اليوم لا يستطيع العمل في مجال تخصصه ,إنما يلجأ إلى العمل لتأمين المال من أجل القيام بدورات في الكمبيوتر واللغات لاكتساب الخبرة من جهة ولتأمين مستلزماته من جهة أخرى .
أماعلي محمد يقول أنه خريج هندسة زراعية من عام 2013ويعمل الآن في أحد المطاعم من أجل تأمين مستلزماته كشاب تجاوز الثامنة عشر من عمره لا يستطيع أن يجلس في منزله منتظرا فرصته , و يأخذ مصروفه من والده
الشباب الجامعي في طريقه إلى التدمير النفسي :
فاطمة خليل طالبة في معهد التعويضات السنية في جامعة دمشق :تعمل الآن استقبال في أحد مطاعم السمك بمنطقة أبو رمانة من أجل شراء جهاز "نيكراتول " الذي يستخدمه طلاب طب الأسنان والمعهد السني في تطبيقاتهم العملية,مضيفةً أنها تعاني من ضغط وتوتر نفسي بسبب ضغط يومها ما بين دوامها في المعهد ودوامها في المطعم
أما ماهر اليوسف يقول : أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع أجور المواصلات باتت من هموم الطالب السوري عدا عن هم دراسته كل هذا كفيل لأن يحط من معنويات الطلاب ويدمرهم نفسياً.
و رهام محمود طالبة علوم سياسية :ترى أن الوضع الحالي الذي يمر به بلدنا وتدهور الوضع المادي للكثير من العائلات بسبب ارتفاع الأسعار افترض على المواطن السوري بشكل عام , والطالب الجامعي بشكل خاص إلى البحث عن أي فرصة عمل تؤمن له لقمة العيش بداية .وتؤمن له المتطلبات الأخرى التي يحتاجها الشباب اليوم ,منوهة إلى ناحية مهمة أن الكثير من الشباب الجامعي اليوم بدأ يعمل على حساب مواده الدراسية ومنهم بدون علم الأهل, رغبة منهم بمساعدة أهلهم في توفير مصروفهم الشهري على الأقل متطلبات الجامعة , وهذا يشكل خطر على بعض الطلاب ممن لا يستطيعون التوفيق بين جامعاتهم وعملهم
واقع سيء ...ومستقبل مجهول:
كثير من الشباب الجامعيين اليوم دخلوا إلى الجامعات بفروعها المختلفة بناء عن رغبة وطموح ,منتظرين بفارغ الصبر يوم التخرج لتحقيق حلم رسموه في مخيلتهم صورا جميلة تضعهم في مكان يبدعون فيه ..ولكن كيف للحلم أن يتحقق والبلد اليوم غير قادرة على توظيف كل في مكانه ...ما لحل ؟؟ وما مستقبل هؤلاء الشبان الذين حملوا شهادتهم من مكان إلى مكان في دوائر الدولة باحثين عن فرص العمل المناسبة لهم , للأسف الواقع البائس اليوم أجبر الشباب السوري على التخلي عن شهادته وتعليقها على الجدران وإلى العمل في أي مجال يجلب له المال ..
فيزن لم يعد يحتمل وضعه هذا منتظراً في منزله ردا رابعا من الوزارة, آخذاً مصروف هاتفه وتدخينه من والدته, وهو خريج هندسة كهربائية بمعدل جيد جدا يعمل الآن كابتن في أحد المطاعم في منطقة الشعلان بدمشق بمأجور شهري مقبول ,يقول أنه تقدم للوزارة بطلب توظيف أكثر من مرة ودائماً يأتيه الرد مع عدم الموافقة .
إلا أن مجد خريج هندسة الطاقة فهو يفكر بالسفر خارج البلد مثله مثل رفاقه قولا واحدا ريثما يهدأ حال البلد من جهة , ولتحسين وضعه المادي بالعمل خارجا في مجاله وبراتب أعلى من جهة أخرى .
شباب استسلموا لواقع مرير ورضخوا له رغماً عنهم ,ويبدو أن الأمور في سورية قد بدأت تصل إلى ختامها بعد مرور أربع سنوات من حرب دموية ,آلت بالبلد وشبابه إلى هذا الحال حتى غدا الشباب اليوم بين الطموح والجروح ,وبعون الله سيصبح حال البلد أفضل بوجود شباب واعي لم يستسلم لإرهاب كاد يدمر بلدهم بتكفيره وعبثه ,وبوجود حماة ديار حملوا دمائهم على أكفهم ,للدفاع والذود عن الوطن عليهم كل السلام .