دام برس - عاطف عفيف :

اتسم اللقاء الثاني لمحافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم مع أعضاء مجلس المحافظة  لهذا العام بالمصارحة العلنية ووضع كافة المواضيع التي تهم المحافظة فوق طاولة النقاش،ووضع النقاط على الحروف للعديد من الأمور الخاصة بعمل المحافظ والإجراءات التي اتخذها مؤخراً بخصوص العديد من القضايا.

غياب المحاسبة

في البداية تركز محور النقاش على موضوع مخالفات البناء والطريقة التي تتم بها المعالجة ، حيث أثنى الكثيرون من أعضاء المجلس على الجهود التي قام بها المحافظ شخصياً والجهات المعنية عامة والتي ساهمت إلى حد كبير في عملية إيقاف تمدد المخالفات، في حين اعترض البعض على هذه الطريقة في المعالجة  

غسان خضر تساءل هل يتم معالجة المخالفات بالشكل الصحيح..؟، مشيراً بأن هدم المخالفات يجب أن تتم على الجميع بدون استثناءات، ورأى أنه كان من الأفضل تشكيل لجنة لدراسة المخالفات ومعرفة ما يستحق منها الهدم وما هو قابل للتسوية.

 مسؤولية متعاقبة

العضو عمار غانم يرى بأن مدينة اللاذقية أشبه بمدينة منكوبة حيث شوهت خلقياً ولم يعد بالإمكان تطويرها نتيجة المخالفات التي تغص بها كل مناطق اللاذقية والمسؤولية متعاقبة لجميع المسؤولين الذي تعاقبوا على المحافظة ،أين المحافظين السابقين ومجالس المدن السابقة هل كانوا نيام  ولماذا لم يتم مساءلة أحد منهم..؟، إن غياب المعالجة والمحاسبة هو الذي أوصلنا إلى الحالة المزرية من المخالفات، مدينة اللاذقية كان من الممكن أن تكون رافداً حقيقياً لميزانية الدولة من استثمار السياحة فقط، بلدة صغيرة بلبنان تدخل أكثر من اللاذقية بعشرات الأضعاف.

الفاسدون انتفخت جيوبهم وامتلأت بطونهم وهم يتلذذون بالمال وبتخريب معالم المدينة حتى أملاك الدولة لم تسلم من شر مخالفاتهم، لم يعد هناك حديقة يمكن أن تكون متنفساً لأهالي اللاذقية حيث تعرض العديد منها للانتهاك والاعتداء والبعض الآخر لتغيير الصفة التنظيمية لتتحول إلى أبراج سكنية وهذه جريمة حقيقية .

وأضاف إن اللاذقية أحوج ما تكون إلى العمل بعقلية الدولة والتخطيط المستقبلي وأن يكون العمل الجماعي عنواناً للجميع، لكن للأسف نرى بشكل عام التباعد هو سيد الموقف بين المحافظ ومجلس المحافظة والمكتب التنفيذي والعمل الفردي هو المسيطر على مجريات الأمور.

وأشار غانم إلى تدهور وتفاقم وضع النظافة في اللاذقية وانتشار القمامة بشكل عشوائي وكثيف في الشوارع وحول الحاويات بكميات كبيرة والذي أدى إلى انتشار كثيف للجرذان والصراصير والحشرات التي باتت تهاجم الناس في منازلهم.

 كارثة

فيصل علي يرى بأن مناطق المخالفات مقبلة على كارثة حقيقية من ناحية المدارس لأن الموجود حالياً والمدروس لإقامته لن يكفي مستقبلاً للأعداد الهائلة التي تسكن تلك المناطق وخاصة بعد نزوح أعداد كبيرة من المحافظات الأخرى، ولذلك لا بد من  اتخاذ إجراءات سريعة لتأمين أراضي للمدارس .

وأشار أيضاً إلى أننا لا نرى من  مديري السكن الشبابي إلا الوعود المستمرة حول انجاز أعداد من الشقق وقرب التسليم لعدد من الشقق لكن لا  شيء على أرض الواقع ، وآخر ما سمعنا بأن هناك 500 شقة جاهزة على المفتاح منذ عام 2014 لماذا ينتظرون لا يتم تسليمها.

كما استحوذ موضوع تأمين الأراضي للجمعيات السكنية على اهتمام العديد من الأعضاء واستغربوا لماذا لم يتم حتى الآن توزيع تلك الأراضي، حيث قال  أحمد صهيوني بأن توزيع الأراضي على الجمعيات السكنية كان مطروحاً منذ مدة طويلة ولكن حتى الآن لم نرى شيء على أرض الواقع، الأسباب وراء ذلك ما زالت مجهولة، علماً أن هذا الأمر إذا تم يوفر الكثير من فرص العمل ويحد من المخالفات.

 ظاهرة سرقة السيارات

بسام حسن : لم يعد المواطن قادر على ملاحقة ارتفاع الأسعار الجنوني،وبدل أن يقوم التموين بجولات على أفران الدولة أن يقوم بجولات على المحلات التجارية الخاصة ولجم أسعارها الكاوية، مشيراً بأن الاحتكار الذي يمارسه التجار هو الذي قضى على اقتصاد السوق الاجتماعي، وتساءل لماذا لم يتم بناء معمل للخميرة في اللاذقية رغم المطالبات الكثيرة كي لا يبقى إنتاج الرغيف الخبز باللاذقية تحت رحمة الظروف.

محمد الجهني: في حال عدم تنفيذ المتعهد لمشروع تعاقد عليه،إن إجراء سحب الأعمال من هو إجراء قانوني ولا بد منه، لكن على أن يتم متابعة التنفيذ على حساب المتعهد.

بعض الأعضاء ركز على أن نتيجة عدم المتابعة للمصابين والجرحى بالوقت المناسب وتقديم الإسعافات والعلاجات الضرورية يؤدي إلى خروج العديد من عناصر الجيش من الخدمة، وأكدوا على ضرورة مرافقة طبيب مع سيارات الإسعاف وتأمين تلك السيارات بكافة الأدوية الضرورية.

عبد الحسن شروف ركز على موضوع انتشار ظاهرة سرقة السيارات وأنه تم في بيت ياشوط تشكيل لجان من شباب المنطقة لمواجهة هذه الظاهرة بالتعاون مع مدير الناحية، وطالب بأن يكون هناك تغطية أمنية لتلك اللجان في حال حصول أي مواجهة مع اللصوص.

 صلاحيات كبيرة

حسن جريعة قال بأنه تم إعطاء رجال الشرطة صلاحيات كبيرة وباتوا يتدخلون في أمور ليست من شغلهم، فهم في إطار السلطة التنفيذية لا يجوز أن يتعدى إلى السلطة التشريعية أو الرقابية، وأضاف بأن هناك بعض المقالع التي تعمل في رثيون بشكل غير صحيح يجب التحقق من طريقة عملها.

وأكد  أيضاً فراس عابدين ليس من المقبول أن تعطى صلاحيات لمدراء المناطق أو النواحي ومن المضحك أن هم الآن ينصبون أنفسهم لقمع الفساد.

كما تحدث البعض عن إشكاليات تعرض لها رغيف الخبز من حيث النوعية وقلة كميته في الأيام القليلة الماضية. 

 أما فواز حميدوش ركز على موضوع مخالفات  الفيميه وتشويه اللوحات والسيارات التي تسير بدون نمر مازالت مستمرة رغم كل الحديث الذي جرى حولها ونرى بأن فقط عناصر المحافظ الذين التزموا بإزالة الفيميه .

علي حسن رأى بأنه من الضروري التوجيه للوحدات الإدارية التركيز على النظرة التنموية في مشاريعها وكيفية تنمية وارداتها، وبالجلوس مع المسؤولين بالوحدات الإدارية ستفاجئ عندما تتكلم معهم حول خططهم بأنهم لا يعرفون كيف يتم وضع الخطط الإستراتيجية لوحداتهم.

   ردود المحافظ

بدوره محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم قال أنه لا ينزعج من الانتقاد ومن يقرأ وجهي يعلم ذلك لأنني أحب أن أسمع الحقيقة ، لكي نتمكن من معالجة أي موضوع ،لا أتعامل بالفعل ورد الفعل ، من هذا المنطلق حاولت قدر الإمكان أن يكون بالي مفتوح للقاء الجميع فالمحافظة لديها إمكانيات معينة نحاول أن نتصرف على أساسها، إلا أن ما يحصل هو عدم وجود التنسيق والمتابعة وعدم الرؤيا والفهم لبعض الأمور مشيراً بأن أي عمل فيه ارتجال نهايته الفشل .

وأضاف منذ أول استلامي لمهامي بالمحافظة قلت علينا أن نعمل بعقلية المؤسسات والدولة للنجاح وإشراك الجميع والتنسيق بين الجميع لنصل إلى عمل متكامل .

وبالنسبة للشرطة فقد كلفت مديري المناطق بمتابعة عمل المؤسسات كونهم يمثلوني كمحافظ ليعملوا لصالح الخدمة العامة وليس للتعامل بشكل إفرادي مع أحد ، وفي حال حصول أي خلل من قبلهم فهذا يمكن معالجته.

وبالنسبة للأكشاك أشار المحافظ بأنها ستخصص فقط لأسر الشهداء والجرحى ومن غير المسموح أن تصبح مساحة الكشك تتسع لعشرة أكشاك ، لدينا حالياً حوالي 1161 كشك لتوزيعها ومن يريد من أعضاء المجلس حضور عملية التوزيع فنحن نرحب بذلك .

أما حول عدم وجود الثقة المتبادلة بين المجلس والمكتب التنفيذي والمحافظ فهذا الموضوع يترتب دائماً على الجميع أن يعمل مراجعة لحساباته وكيفية تعامله مع الآخرين ، فالمحافظ أفضل ما فيه أن يكون صادقاً وعلى الكل أن يتصرف مع الآخرين كما يحب أن يتصرفوا معه.

وبخصوص المخالفات أكد السالم بأن الهدم لا يطال حالياً سوى المخالفات القائمة على أملاك الدولة وفي مكان تم تشويهه ولا يمكن إصلاحه ، وخاصة في الحدائق، مشيراً أنه تم هدم مخالفات تعود لثمانية أشخاص ليس بقرار من المحافظ بل بقرارات وردت من دمشق منوها بأن ما يطرح على مواقع التواصل الاجتماعي من أحاديث عن المخالفات والهدم تتم بطريقة مغلوطة وغير صحيحة وجميعها تطرح لغايات معينة .

وشدد بأن أي مخالفة تتم بنطاق الوحدة الإدارية ولا يعلم بها رئيس مجلس المدينة سيوقف عن العمل ويحال إلى القضاء،وأشار إلى تأكيد جميع الجهات المسؤولة على تنفيذ قرارات التفتيش فوراً .

وقال بأن سحب الأعمال من المتعهدين  هو ضرر للدولة ولا يجوز أن يتم إلا بعد التحقيق ومعرفة أسباب عدم التنفيذ ، وبعد ذلك التنفيذ على حساب المتعهد .  

وبالنسبة للخبز قال : بأنه نتيجة الظروف حالياً يتم استخراج حوالي 95% طحين من القمح الموجود في حين كان يستخرج حوالي 80 % فقط ولذلك ارتفعت نسبة النخالة بالخبز ، وبالتالي أثر على نوعية الخبز.

واشتكى المحافظ من صعوبة تأمين إحدى المواد التي تدخل في صناعة الخميرة محلياً وتم الاستبدال بخميرة بودرة مستوردة من الصين وإيران لكن وللأسف لم تتلاءم مع الطحين لدينا لذلك اختلفت نوعية الرغيف المنتج ، وشدد المحافظ بأن موضوع الخبز من ناحية النوعية والوزن هي مسؤولية الجميع لإعلامنا بأي مخالفة موجودة.

أما حول المخطط التنظيمي لمدينة اللاذقية هناك لجنة مختصة ستأتي من دمشق وستعرض على المختصين والجهات المعنية بالمحافظة كل ما يتعلق بالمخطط والحلول التي توصلت لها ، إضافة أن هناك لجنة خاصة لموضوع الزلازل ، هذا الموضوع الذي يدرس على مستوى الوزراء لمعالجة المخالفات التي لا تحقق شروط الحماية الكافية من الزلازل.