Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
كلما كانت تصرفاتنا تناسب الجو الطفولي ... كلما كانت الحياة بأعينهم أجمل و أزهى
دام برس : دام برس | كلما كانت تصرفاتنا تناسب الجو الطفولي ... كلما كانت الحياة بأعينهم أجمل و أزهى

دام برس – لجين اسماعيل :
ريم البندلي شاهد الطفولة الحقيقية ، من منّا لم يردد كلماتها ، طفولة تطلب السلام في زمن الحرب ، تطلب الحنان في زمن القسوة ، تطلب الضحكات و الغمزات في ظل الأسى و الآلام والأوجاع ... ما عاد للطفولة حياة ، انفتح الأطفال على حرب شعواء ، ما فرقت بين فئات و شرائح الشعب ، طفولة أزهقتها كلمات الحروب و الظروف ، و عائلات تناست أطفالها ، وطلباتهم ، نسيت أن لهم عليهم حق السؤال و المتابعة ، فما بين حرب قائمة ، و ماضٍ مبهجٍ ، طفولة تضيع ، و أحلام تذوب كالشموع ، و عمرٌ يمضي بلا استمتاع بتلك اللحظات  .
هذه الحرب أنستنا أطفالنا ، من منّا لا يعاني اليوم من طفله ، و عناده و تصرفاته الجنونية في بعض الأحيان ، لمجرد أنه لاقى إهمالاً ، و عدم اهتمام بأموره ، نحن اليوم نعمل بكافة طاقاتنا لنعيد للطفولة معناها،
ففي ظل ما تمر به البلاد العربية عامةً ، و سورية خاصةً ، انفتحت الطفولة على مفاهيم وأفكار ، طفولة كبرت باكراً ، و تصنّعت الفرح بصمت في حنين،  لتعيش و تعايش الطفولة من جديد
من منّا لا يحلم و بعد ما مرّ من عمره من أن يعود إلى طفولته و صغره ، حيث كانت السعادة تغمر القلوب رغم المصاعب التي من الممكن أن يمر بها ، إلا أننا اليوم القلوب و النفوس حزينة مما أثّر بشكل سلبي على الحياة الأسرية الأمر الذي أدى إلى انعكاسه بالشكل المؤلم على أطفالنا مستقبل و أمل الحياة ، لذلك علينا العمل بكافة الطاقات لنخرج هؤلاء الأطفال من جوّ الحرب ، نخلق له عالماً أشبه بما يعبر عنهم  ، لا نقول عالماً خيالياً بعيداً عن الواقع ... و إنما واقعاً أقرب إلى التفاؤل .
فالحياة حلوة و رائعة ، و الإنسان صانعها ، نحن هنا لا نصنع القدر ، و إنما نرسم الحياة كما نشاء بريشة فنان عبّر عن لوحته بنظرته و رؤيته الخاصة  ، تداركُ الوقت له وقعه الخاص ، و الأهل و العلاقات الأسرية تسهم إلى حدّ كبير في التخفيف من وطأة الحرب .
فكم من فارق بين أسر متفاهمة متحابة .. و أخرى تظل على خلاف و شجار دوماً ، لمَ نحمّل اطفالنا هموماً ، ليسوا بأعمار تقدر على الاستيعاب ...
و كم من شجار و خلاف أدى إلى الانفصال ... و الأطفال غارقون في بحر الهموم و الأوجاع ، ألا تعلمون ىايها الأهل أن تصرفاتكم محسوبة عليكم و تؤثر بالدرجة الأولى على لاأطفال ..
و إن أجرينا بعض المقارنات لوجدنا الفرق واضحاً ، فمن المؤكد أن الأسر التي تعيش ضمن إطار التفاعل و التلاحم و النقاش و التشاور يولّد أطفالاً أقوياء الشخصية ، و يأخذون حقوقهم بـأيديهم ، بينما إن نظرنا إلى الجانب الآخر المتمثل بالأسر التي لم تتفهم بعد أنها تعيش ضمن مجتمع يهتم بالأطفال و بما يتأثرون به رأينا أطفالاً مشردين ، و نموذجا آخر يحكي الضعف و الانطواء على الذات ، و آخرين مارسوا الطفولة ... و إنما بالطريقة التي طبعتها لهم الحياة و مشاكلها .
ربما لا يغيب عن بال أحدكم ما للمشاكل و الخلافات الأسرية من طابع سلبي على حياة الأطفال و سلوكياتهم و التي يعبرون عنها بطرق شتى ، فاللعب و الذي يعد من أبسط الأمور التي يمارس بها الطفل طفولته .. يصبح أداة لممارسة العنف و الهمجية التي رآها تتوغل يوما بعد يوم في حياة أسرته ...
ليس ذلك فحسب فقد يلجأ إلى ضرب أصحابه ـ رفاقه زملائه و نعتهم بألفاظ لم يكن ليذكرها لولا لم يسمعها ، نحن بصدد طرح قضية مصيرية ، فهؤلاء الأطفال الصغار اليوم ... هم جيل الغد المعوّل عليه في بناء وطن طالما حضن أبناءه و رعاهم .
أيضاً الاختلاف بين الحالات الاجتماعية ـ فالطقل الذي يعيش ضمن أسرة ، من البديهي أن تكون تصرفاته و نظرته للحياة تختلف عن الطقل الذي يعسش في جو من الانقصال و الطلاق الأسري ، فما من أحد يوجهه ، ولا احد يحنو عليه ... ترك للقدر .. وحيدا في الغابة ... و لم يتعلم فن الهجوم .
و في كثير من الأحيان وجدنا أطفالا مصابين بالتوحد و الانفصام بالشخصية ... ويعود ذلك إلى عدم الاستقرار الاجتماعي ، مما أثر على نفسية الطفل ، فهو في كل يوم برى و يسمع ما يدور من شجار بين والديه
لذلك نحن ندعو الأهل إلى مراعاة أطفالهم ، و إيلاهم بعض الاهتمام ، فما من طفل تربّى و تعلّم أصول الحياة لوحده ، و كلما كانت تصرفاتنا تناسب الجو الطفولي ... كلما كانت الحياة بأعينهم أجمل و أزهى.

 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-02-01 16:30:19   مراعاة الأهل
الأزمة أثرت بكل مواطن بداية بالأهل ؛ الاب و الأم اللي بيوصلوا من شعلهن غالبيت متعبين و مرهقين من أحاديث النهار إضافة إلى التوتر اللي باين على وجوهن لدرجة أنن إذا واحد منهن حكا كلمة ما بيقدروا يتحملوا بعض و هاد علط و بالتالي وقت بيجي الطفل و يشوف هيك واقع و شايف لا مبالاة من الأهل فهو مضطر يسكت ويتابع حياته بعيد عن مراعاة الأهل
زينب  
  2015-02-01 16:26:54   مؤثرة جدا
كتير بتأثر الشجارات و الخلافات بين الأهل على الأطفال / و هنن محسبين أنو الطفل ما بيفهم / عصرنا تطور و ماعاد في مجال نقول بيفهم أو لأ / صار بيفهم من النظرات المتبادلة بين الأهل ، يمكن تكون طريقة التربية غلط فلازم يلتقى حل
رواد  
  2015-02-01 16:15:58   طفل طالما حلمتم بوجوده
يقال جنة الأطفال منازلهم في بعض الأحيان / إلا أنني أرى أن جنة الدنيا كلها أطفالها ، فكم وجود الاطفال ضمن أسرة يغير من حياتهم و يوجهها نحو الافضل / لذلك أنتم أيها الأهل الذين طالما حلمتم بطفل يملأ حياتكم / حاولوا ألا تتشاجروا بحضرته ، حيث أنه يوما بغد يوم يتولد لديه حالة مثلا العنف و العدوانية
فؤاد  
  2015-02-01 16:12:46   أطفالنا بهجة حياتنا
الأطفال هم المتضررون الوحيدون من الأزمة التي تعيشها سورية ، و حتى البلدان العربية كافة ، لذلك ربما نحن بحاجة مكثفة لأطباء أخصائيين نفسيين ، فما من منزل إلا و لديه بعض الخالات التي تستدعي ذلك
باسم  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz