الرئيسية  /  تحقيقات

جرمانا .. إلى متى تستمر غارقة بالقمامة ؟


دام برس - هنادي القليح :
جرمانا عروس ريف دمشق المدينة المكتظة بالسكان والتي يبلغ عدد سكانها قرابة مئة وخمسين  ألف نسمة من سكان المدينة الأصليين والوافدين .

فمن معاناة سكان المدينة انطلقت دام برس لتنقل أوجاعهم عسى أن تسمع أصواتهم .

وبشكل عام لمسنا الشح في الخدمات إلا أن أكثر ما يزعج السكان هو تراكم القمامة الذي تعانيه المدينة منذ سنوات .

دام برس التقت مختار حي الدخانية و كشكول السيد محمد حواط بلقاء مقتضب شرح فيه عن أسباب أزمة تراكم القمامة .. فقال : إن رئيس بلدية جرمانا كشف منذ مدة على مواقع تراكم القمامة و بالفعل تمت معالجة الأمر لمدة يومين لا أكثر ثم عادت الأمور لسابق عهدها،  و أشار حواط إلى أن التقصير يكمن في عدة جوانب أولها قلة عدد السيارات التي تنقل القمامة إلى مكباتها إذ يتم ترحيل ضاغطة واحدة يومياً و سيارة واحدة و في منطقة مكتظة كجرمانا نحتاج أقلها إلى عشر سيارات بالإضافة إلى تقصير المتعهد المستلم لترحيل القمامة في المنطقة مضيفاً أن بعد مسافة المكب ايضاً له دور حيث يتم نقل نقلة واحدة يومياً لا أكثر و ذلك لأنه يتم ترحيل القمامة إلى منطقة دير الحجر التي تبعد 35 كم عن مدينة جرمانا و من هنا نحن في تراكم مستمر للقمامة .



و قال حواط إن الجهات المختصة في محافظة ريف دمشق وعدتنا بمعالجة الموضوع و أن يتم تغيير مكب القمامة إلى منطقة أقرب على المدينة يبعد فقد مسافة 3 كم و ذلك في اجتماع لنا مع المحافظ منذ عدة أيام .

المواطن أشرف عبد الله مالك مطعم شيخ الكار المعروف في المنطقة قال إنها مشكلتنا اليومية نأتي لعملنا كل صباح لنجد القمامة كما في اليوم السابق و غالباً عربات القمامة تمر كأنها لم تراهم إلا إذا أعطيناهم مبلغاً من المال مضيفاً نحن أكثر المتضررين من هذا التراكم و ما يحوم حوله من حشرات تؤثر على نظافة المأكولات  لهذا نسعى بشكل دائم لإيجاد حل لذلك تقدمنا بالشكوى لبلدية جرمانا عدة مرات بخصوص عربات نقل القمامة و تقصيرها فتكون الإجابة بأنهم تابعين للقطاع الخاص لهم مدراؤهم و لسنا مسؤولين عنهم و قال نحن كمواطنين لسنا مضطرين للتواصل مع هؤلاء مرجعيتنا هي البلدية و عليها محاسبة المتعهد و تقصيره و أضاف حاولنا تقديم شكوى لمركز صحة جرمانا فكان الجواب انه يتوجب علينا مراجعة البلدية و نعود لما نحن عليه و لما يأسنا لم نجد حلاً إلا إعطاء مبلغ مالي بشكل يومي لأصحاب العربات لينظفوا بالقرب من مطعمنا كما عزا اشرف أحد أسباب التراكم إلى قلة وعي الأهالي و عدم تعاونهم و رميهم للقمامة في أماكن غير مناسبة كالشارع العام.

علي اسكندر أحد سكان المنطقة تكلم بحرقة عن معاناتهم و معاناة أطفالهم اليومية اذ يتوجب عليهم المرور من بين القمامة للوصول لمدارسهم قائلاً عدا أن المنظر غير لائق انتشار الحشرات المسببة للأمراض هي المشكلة الأكبر أحد أطفالي يعاني من تحسس شديد و دائم من لسع الحشرات فإلى متى سيستمر هذا الوضع و أضاف القمامة تنتشر في كل مكان و إذا ما أردنا تهوية المنزل لا يمكننا فتح النوافذ فإذا ما فتحناها تدخل الحشرات و الهواء الملوث بدلاً عن النظيف مضيفاً قدمنا الكثير من الشكاوى و في كل مرة نكتب عريضة و نسجل أسماءنا و نقدمها لمحافظة ريف دمشق لكن دون جدوى .

دام برس التقت  أيضاً المواطنين محمد درباس و وليد اسكندر من سكان المدينة فكانت إجابتهم أن الصورة واضحة لا تحتاج لشرح فالمنظر واضح للعيان و كثيراً ما قدمنا الشكاوي و كثيراً ما نبهنا الأهالي لرمي القمامة بالحاويات المخصصة دون جدوى و أوضحا انهم بحكم عملهم بشكل يومي بجانب التراكم يرون أن ترحيل القمامة لا يتم إلا مرة واحدة كل عدة أيام .

و لمعرفة الآثار السلبية لهذا الوضع غير الصحي التقينا الدكتورة سلام أبو زيد من جمعية تنظيم الأسرة السورية و التي تعمل بمركز صحي تابع للجمعية في المنطقة أفادتنا بأن هناك الكثير من الحالات التي تأتي للمركز من قلة النظافة في المنطقة أبرزها حالات الجرب و القمل سواء من الكبار أو الصغار و قالت نأمل بحل قريب للمشكلة لمنع تفاقمها و انتشار أمراض أخطر.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=82256