الرئيسية  /  كتاب وآراء

أعاصير أمريكا والتكهنات .. بقلم : الدكتور محمد رقية


دام برس:
أربعة أعاصير قوية متتالية تضرب أمريكا , إعصار هارفي , الذي ضربها قبل أيام  في ولاية تكساس وإعصار إرما الذي يضربها حاليا"  بولاية فلوريدا وإعصاري خوسيه وكاتيا على الطريق وهذا شيء نادر الحدوث في تاريخ الأعاصير. لقد أفادت الشركة المتخصصة بتقييم المخاطر بأن اعصار هارفي ، سبب خسائرتتراوح ما بين 70 و90 مليار دولار، معظمها ناجمة عن السيول والفيضانات العالية التى بلغت 130 سم فى الشوارع،التي اجتاحت منطقة هيوستون وأجزاءً واسعة من ولاية تكساس،. كما ألحق خسائر كبيرة في الجزر الكاريبية.
أما إعصار إرما فقد حطّم كل الأرقام القياسية، بعد احتفاظه بقوته من الدرجة الخامسة لأطول فترة ممكنة بتدمير بلد تلو الأخرى من جزر الكاريبى وحتى الأراضى الأمريكية. وأدّى لأكبر عملية إجلاء فى تاريخ أمريكا بتشريد 7 مليون انسان في ولاية فلوريدا وهو أول إعصار في التاريخ يحافظ على سرعته (300 كلم ) في الساعة لأكثر من 49 ساعة وهو أقوى إعصار فى الأطلسى على الإطلاق. ووصلت مستويات الفيضانات إلى 7 أقدام، وفقاً لمركز الأعاصير الأمريكية.  

وتبين أن الأعاصير الأربعة مصدرها واحد، وتشكلت على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، بالقرب من الرأس الأخضر ودولتي السنغال وموريتانيا. من موجة استوائية انتقلت من ساحل غرب أفريقيا. وذكر موقع بيزنس إنسايدر" أن الهواء الساخن يجتمع من وسط أفريقيا من الصحراء الغربية، مع الهواء البارد من شمالها، مما يسبب حركة الرياح التي تولد أعاصير تتحرك غربا عبر المحيط الأطلسي باتجاه الولايات المتحدة.
وهنا يطرح السؤال نفسه ماسبب هذا العدد من الأعاصير المتلاحقة والشديدة العنف في الوقت ذاته ؟ البعض كالعالم الأمريكي، سكوت ستيفينس،اتهم روسيا باستخدام الأسلحة المناخية ضد الولايات المتحدة. ونعود بالذاكرة إلى اعصار كاترينا , الذي ضرب الولايات المتحدة عام 2005 والذي انتشرت الشائعات في حينه حول دور روسي ما من خلال مشروعها المناخي سورا (SURA ) الذي يتبع لمعهد الفيزياء الراديوية , ولكن بعض الخبراء العسكريين الروس يتهمون مشروع هارب ( HAARP  ) الأمريكي نفسه بذلك , والذي يقع في ولاية ألاسكا و يدير المشروع ويموله بشكل مشترك سلاح الجو الاميركي والبحرية الاميركية وهو المشروع الأكبر من نوعه للتحكم في المناخ , الذي يقوم بتحريض الطبقة المتاينة في  الغلاف الجوي على ارتفاع 85- 600 كم  ويتم ذلك بواسطة بث حزم راديوية عالية التردد الى طبقة الايونوسفير لخلق تشويه محلي محسوب في هذه الطبقة تعمل كقرص عاكس لهذه الحزم وارجاعها بترددات مختلفة للمناطق المستهدفة على سطح الكرة الارضية , ويربط هؤلاء الخبراء بين النشاط غير الإعتيادي له في فترة حدوث زلزال ازميت في تركيا  عام 1999و في فترة اعصار كاترينا عام 2005 , ولايغيب عن بالنا الحرائق العديدة والشديدة التي أصابت روسيا  في صيف عام 2010 والتي أدت لإعلان حالة الطوارئ في البلاد وإلى خسائر كبيرة جدا" في الاقتصاد الروسي والتي يربطها البعض بنشاط هذه المشاريع . وهناك مركز  رئيسي آخر في النروج ( EISCAT) الذي تديره أمريكا أيضا" . وتشير منظمة المناخ الدولية بأنه يوجد أكثر من مئة مشروع جار تنفيذه في عدد من دول العالم للتحكم في المناخ . الحقيقة إن هذه المشاريع تعمل بسرية تامة ولا أحد يعرف ماتقوم به بالضبط إلا من خلال ماتسمح هي به من معلومات أو من خلال عمليات الرصد . إلا أن الشيئ الثابت والأكيد  هو الدور السلبي للنشاط البشري في قذف كميات هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون والميتان واوكسيد النيتروجين وغازات الدفيئة الأخرى و تجمعات الأيروزول في الجو, التي تسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض  مما يساهم في ذوبان جليد القطبين  وتغيرات مناخية عظيمة على الكرة الأرضية ومنها ارتفاع حرارة المحيطات التي تزيد من تكرار حدوث هذه الأعاصير الإستوائية .

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=81715