الرئيسية  /  لقاء دام برس

رئيس اتحاد الكتاب العرب في حوار حصري لدام برس : المتآمرون على سورية فشلوا في القضاء على ثقافة المقاومة


دام برس - خاص :
رأى وجود فرية في اشكالية العلاقة بين السياسي والمثقف .. 
رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية نضال الصالح في حوار حصري مع  "دام برس":  المتآمرون على سورية فشلوا في القضاء على ثقافة المقاومة 
- العداء التاريخي بين السياسي والثقافي عداء متوهم ليس الا
- عودة معرض الكتاب في دمشق إلى الحياة تأكيد جديد على أن سورية تعود إلى الحياة بعد توقف دام لنحو خمس سنوات
- اتخذنا قرارا في هذه الدورة بأن لا نصدر أي كتاب اذا لم يكن يحمل بذور تسويقه بنفسه
أكد رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور نضال الصالح أن السياسي في سورية يعي تماما أن الثقافة رافعة حقيقية لأهدافه و طموحاته في بناء الانسان و الوطن ، وأن الثقافي في سورية أيضا اختار أن يكون جدارا استناديا حقيقيا للسياسي لسبب رئيس هو السمة الوطنية التي ميزت أداء السياسي خلال السنوات السبع الاخيرة من تاريخ سورية .
وقال الصالح في حوار حصري مع "دام برس" أنه لا ينظر إلى أي فعل ثقافي اذا لم يكن فعلا مقاوما و اذا لم يكن مرتبطا بثقافة المقاومة.
تاليا نص الحوار : 
أولا : كيف تنظر إلى الاشكالية المستمرة بين الثقافي و السياسي في الوطن العربي ؟
أؤكد هنا على وجود فرية في هذه القضية . أولا هذا العداء أسميه العداء التاريخي المتوهم بين السياسي والثقافي ينطوي تحت عباءة جر السياسة لكي تكون طائعة و طيعة بيد الثقافة و محاولة السياسة أن تستخدم الثقافة لكي تنجز ما تطمح إلى انجازه.
شخصيا قبل أن آتي إلى اتحاد الكتاب العرب كنت أؤمن ايمانا قاطعا بأن السياسة و الثقافة تتكاملان و أن أطروحة العداء بينهما أطروحة زائفة و على المثقف أن يعي ذلك كما على السياسي أن يعي هذا الامر. بمعنى ان السياسي يجب أن يؤمن بأن رصيده الحقيقي هو الثقافة . و على المثقف أن يؤمن بأن عمله الثقافي هو شكل من اشكال السياسة بل هو سياسة بامتياز .
لا يستطيع أحد أن يكون محايدا في عالم تتنازعه أقطاب متصارعة فيما بينها و ارادات متصارعة فيما بينها . و لذلك استطيع أقول ان الثقافة المحايدة هي شبه ثقافة و زيف ثقافة و ظل ثقافة و لا يمكن وصفها بالثقافة حقا . بهذا المعنى يجب أن يبحث المثقف و السياسي عن نقاط تلاق بينهما لكي يمضيا معا في الاعلاء من قيم الحق و الخير و الجمال ، وان يتشاركا في صناعة هذه القيم و في تثبيت وجودها . و هنا اسمح لنفسي بالتوقف قليلا بأن تجربة السنتين في رئاسة اتحاد الكتاب العرب مكنتي من الانتهاء إلى نتيجة شديدة السمة الايجابية أن السياسي ( وهنا أتحدث عن سورية )  يعي تماما أن الثقافة رافعة حقيقية لأهدافه و طموحاته في بناء الانسان و الوطن ، وأن الثقافي في سورية قد اختار أن يكون جدارا استناديا حقيقيا للسياسي لسبب رئيس هو السمة الوطنية التي ميزت أداء السياسي خلال السنوات السبع التي مضت من تاريخ سورية .
أي معنى للمثقف اذا لم يكن الوطن هو الخندق الحقيقي الذي يحتمي به . و ما الذي يحمي المثقف اذا لم يكن الوطن هو الذي يفعل ذلك ؟ و ما الذي يحمي السياسي اذا لم تكن الثقافة حاملة لشعاراته و اهدافه.
ثانيا : عاد معرض الكتاب في سورية إلى استئناف دوراته بعد انقطاع لسنوات بسبب الازمة التي تمر بها البلاد . كيف تقيم هذه العودة و بالتالي ماذا عن الحيز الذي أخذته الحرب ضد سورية في عناوين و موضوعات الكتب في المعرض ؟
أولا أن يعود معرض الكتاب في دمشق إلى الحياة فهذا تأكيد جديد على أن سورية تعود إلى الحياة بعد توقف دام لنحو خمس سنوات. في السنة الماضية استعاد معرض الكتاب عافيته من جديد ، ثم في هذه السنة أكد خصوبة هذه العافية .
نحن في اتحاد الكتاب العرب تشرفنا لأول مرة في تاريخ العلاقة بين وزارة الثقافة و الاتحاد بإنجاز الفعاليات الثقافية المرافقة لمعرض الكتاب و اذا لم نكن قد قعلنا شيئا سوى تصويب العلاقة بين مؤسستين ثقافيتين وطنيتين هما اتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة فيكفينا فخرا ذلك .
هذه السنة عندما أتيح لنا أيضا هامش نحترمه و نجله و نقدره من السيد وزير الثقافة ان يكون لاتحاد الكتاب العرب دوره الفاعل في الفعاليات الثقافية انجزنا نشاطات ثقافية علة امتداد ايام المعرض كلها و هذا يحدث لأول مرة كما ذكرت آنفا ، حيث دعونا قامات ثقافية سورية و عربية نستطيع ان نقول انها تمثل علامات مهمة في الشأن الثقافي السوري و العربي ، و تمكنا من خلالها ان نقدم رسالة للشارع السورية ان الثقافة فعل وطني بامتياز اذا كان ثمة ارادة وطنية بامتياز .
في اليومين الاول و الثاني لفعاليات المعرض انجزنا ما اصطلحنا عليه بوثائق شخصية عن الحرب على سورية حيث دعونا مجموعة من الكتاب السوريين الذين اكتوى كل منهم على نحو مباشر بلظى هذه الحرب ممن فقد بيته على سبيل المثال ، و ممن فقد أخا له و ابنا له ، فقدم شهادة شخصية حول الاثر المباشر للحرب على سورية فيه .
و في اليومين الاخيرين انجزنا ندوة بعنوان ( الحرب على سورية .. أسئلة الثقافي و السياسي ) و هو موضوع سؤالك السابق ، حيث شارك في الندوة  ما يزيد على عشرة من الباحثين الذين حاول كل منهم ان يقرأ صورة الثقافي و السياسي فيما يعني هذه الحرب او تجليات الثقافي و السياسي في ما يعني هذه الحرب على سورية .
واستطيع أن اضيف إلى تلك الاصدارات التي انجزناها في اتحاد الكتاب العرب خلال هاتين السنتين فيما تعلق بالآثار الفادحة لهذه الحرب في الشأن السوري على غير مستوى حيث أصدرنا عددا من المجموعات القصصية  و الاخرى الشعرية اضافة لعدد من المؤلفات البحثية و الدراسات التي تتناول هذه الحرب و تحاول ان تقاربها عبر الكلمة المبدعة سواء  كان ذلك في القصة أو الرواية أو الشعر أو عبر الكلمة الدارسة اعني البحثية . بالإضافة إلى اننا أصدرنا كتابين ملحقين في اصدارنا الدوري مجلة  ( الموقف الادبي ) بعنوان ( ديوان الجرح السوري )  ضم ما يزيد على مئة قصيدة لمئة من شعراء سورية حاول كل منهم أن يقارب موضوعة الحرب على سورية عبر ابداعه الشعري .
ثالثا / وماذا عن ثقافة المقاومة لديكم على صعيد اصدارات و نشاطات الاتحاد مركزيا و على صعيد الافرع و المناطق التي دنسها الارهاب على مدار السنوات الماضية من عمر الازمة خاصة الجوانب النفسية و الادبية و الثقافية ؟
حقيقة هذا يرتبط ارتباطا وثيقا بعملنا في الاتحاد .  و انا لا أنظر إلى أي فعل ثقافي اذا لم يكن فعلا مقاوما و اذا لم يكن مرتبطا بثقافة المقاومة . و الثقافة في أحد تعريفاتها هي فعل تنوير و تغيير ، بمعنى أنها تقدم للمتلقي معرفة بحقيقة ما يجري في الواقع و من ثم تدفعه بعد تلقي هذه المعرفة تغيير هذا الواقع . و بهذا المعنى انها تقاوم مجمل أشكال الخراب في الواقع ، و ان لم تفعل ذلك فهي ترتضي لنفسها شاهد الزور على الواقع و نحن في الاتحاد  انا على المستوى الشخصي نؤمن ايمانا راسخا بان ثقافة المقاومة جذر حقيقي في أدائنا الثقافي .
طوال السنتين الفائتتين قمنا بعدد من النشاطات المركزية لأسباب تتعلق بالأوضاع في غير جزء من الجغرافية السورية كان محكوما بالإرهاب و الظلام و الظلاميين و التكفيريين  و على سبيل المثال عقدنا ندوة لنحو أسبوع بعنوان ( يوم القدس العالمي ) استضفنا فيها عددا من القامات الفلسطينية و السورية و العربية التي تحدثت حول ثقافة المقاومة . كما ان الدوريات و الكتب التي أصدرناها و نصدرها ترتبط ارتباطا وثيقا بثقافة المقاومة . غير أن المحافظات و المناطق الاخرى التي يمكن لها أن تنجز الامر فعلت ذلك بنسب متفاوتة فيما بينها . ولكني أستطيع أن أقول لك بكثير من الشفافية انني لم أكن على المستوى الشخصي راضيا عن القيمة التي كان عليها أن تبلغها هذه الفعاليات و النشاطات .
و من احد الاسباب التي دفعتنا لإعادة النظر في تشكيل هيئات مكاتب فروع الاتحاد هو ذلك الاداء الذي لم يكن يرقى إلى حجم الطموحات و الآمال التي جئنا إلى الاتحاد مزودين بها .
رابعا :  لماذا أجريتم تغييرا في شروط الطبع و النشر في الاتحاد ؟
نعم لقد اتخذنا قرارا في هذه الدورة بأن لا نصدر أي كتاب اذا لم يكن يحمل بذور تسويقه بنفسه . نحن فوجئنا بأن ثمة كتبا في مستودع اتحاد الكتاب العرب تتجاوز قيمتها مئتي مليون ليرة سورية متراكمة في هذه المستودعات و لا نريد ان نضيف إلى هذه القيمة الف ليرة سورية واحدة .
واسمح لي ان أشير هنا إلى أن أربعة من العناوين التي أصدرناها نحن و لأول مرة في تاريخ الاتحاد نفدت بعد صدورها بنحو شهرين داخل سورية
أما على صعيد الخارج فهناك جهة نشر تم التعاقد معها من قبل زملائنا في الدورة السابقة هي التي تقوم بأخذ اصدارات الاتحاد و عرضها في معارض الكتب في مختلف العواصم العربية . كما أود التوضيح هنا أن أول شيء قمت به عندما تشرفت برئاسة الاتحاد هو انني عدلت في عقد الاستثمار و هذا التعديل نص على أن أي كتاب يخرج من الاتحاد تدفع قيمته مباشرة سواء بيع أم لم يبع .
خامسا : أخيرا ما هو هاجس نضال الصالح اليوم و جديد منتوجه الادبي و الثقافي ؟
هاجسي الاوحد منذ تشكل وعي هو الشفافية و دعني اسميها بشفافية ما وراء المرئي من الاشياء و هذا ما دأبت عليه ليس بصفتي الثقافية بل بضفتي النقدية لأن مهمة الناقد أن يبحث في المستتر من النص و ليس في المرئي من النص .
أما على صعيد جديدي فلدي الكثير مما أعده الان لأصدره في غير كتاب . لكن صدر لي قبل شهرين مجلدي الاول من اعمالي النقدية الخاص بالسرد الروائي و سوف يصدر المجلد الثاني الخاص بالسرد القصصي . كما اعد الان المجلد الثالث الذي يتضمن الاعمال الادبية التي صدرت لي قبل عشرات السنوات . و ثمة كتاب لي عن القصة القصيرة في سورية و استطيع ان اقول انني في خواتيم انجازه و أعده ايضا للنشر. وثمة كتاب سيصدر عن دار كنعان للصديق العزيز سعيد البرغوثي بعنوان ( لو ذات سوار ) يتضمن نحو مئة مقال أدبي في الشؤون الثقافية.
حاوره : نعيم ابراهيم
Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=81614