الرئيسية  /  تحقيقات

وزارة التربية ترد عبر دام برس على منتقدي اختيار أغلفة الكتب المدرسية الجديدة


دام برس- خاص :
أثار موضوع تغيير أغلفة الكتب المدرسية للموسم الدراسي الجديد 2017-2018 جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، والآلية التي تم خلالها اختيار هذه الصور والرسوم على هذه الكتب التي ستكون في متناول طلاب المدارس.. حيث جاءت التعليقات بمعظمها منتقدة للرسومات الجديدة، ولطريقة عرضها، للقائمين على وزارة التربية..
مؤسسة "دام برس" حملت هذه التساؤلات إلى وزارة التربية لكشف حقيقة هذه اختيار الأغلفة والغاية منها في هذا التوقيت.. حيث زودتنا بالرد التالي :

وزارة التربية
المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية
من مؤشرات التطوير أن نرى زوبعات عاصفة بين الفينة والأخرى، وإلا فإن العمل لم ولن يحدث أي تغيير، وإذا حققت هذه الزوبعة هدفاً عندها نقول أنها زوبعة تستحق أن نقف عندها، وما أثير حول الأغلفة أمر طبيعي جداً ومبشر، فنحن على ثقة أن معظم السوريين قد اهتموا بهذا التمثال العجائبي وقرؤوا شيئاً عن مملكة ماري التي حيّرت العلماء وعرفوا شيئاً عن تاريخ سورية وحضارتها، وبالتالي حققوا جزءاً هاماً من العمل التربوي المنشود.
إن أي عمل متطوّر سيلقى القبول من البعض والرفض من البعض الآخر وما ذكر عن الأغلفة وجهة نظر محدودة فالكثير من الناس أعجب بفكرة نشر الثقافة الفنية على الأغلفة من خلال لوحات لفنانين سوريين حققوا العالمية أمثال أدهم إسماعيل ولؤي كيالي وغيرهم، أو لوحات عن سورية لفنانين مستشرقين أمثال الفنان الدانمركي اينجار هوغمان، والايطالي ليوناردو دومانغو، والبريطاني السير تشالز ويلسو وغيرهم. كذلك تم وضع تحف ولقى أثرية عالمية من التراث السوري كتمثال ملك ماري ايتور شماكين الذي بنى قبل 2500 من ميلاد السيد المسيح في شرق سورية أول مدينة صناعية في التاريخ استغرق العلماء الأوربيون أكثر من ربع قرن في دراسة هذا الانجاز الحضاري الهام لشعوب المنطقة، وهذه لمحة بسيطة عن الأغلفة الموضوعة على الكتب الجديدة التي ليست مرعبة بل المرعب هو عدم الدراية بهذه الكنوز السورية التي تزخر بها بلادنا ويقدرها الناس في كل أنحاء العالم وبعضنا يراها مرعبة. وقد قرأنا أيضاً بعض التعليقات التي وضعها بعض المثقفين أمثال السيد مضر كنعان والتي نوردها كما هي من موقعه على الفيسبوك:
في العام الماضي وتحديداً يوم الخميس 1 كانون الأوَّل 2016م اقتنيتُ هذا الكتاب الرائع من مكتبة المتحف الوطنيّ بدمشق..
يُسلِّطُ الضوء على حوالي 170 قطعةً أثريَّةً تعدُّ من أهمِّ ما يحتويه متحفنا العتيد.. قام بالتصوير والترتيب والتصميم (نيكولاس راندال).. أمَّا النصُّ فمن أمناء المتحف الوطنيّ.. وأُنجز هذا الكتاب برعاية وزارة الثقافة والمديريَّة العامَّة للآثار والمتاحف في الجمهوريَّة العربيَّة السوريَّة.. وصدر عن Media Minds في لبنان عام 2006م..
وقد اختيرت صورة تمثال ملك ماري (إيكوشاماغان) المكتشف في معبد عشتار لتكون غلافاً للكتاب..
والجدير ذكره أنَّ الفنَّانين في ماري قد صنعوا تماثيل كثيرةً لملوكهم وأمرائهم.. أظهروا فيها عبقريَّتهم الفنِّيَّة ومقدرتهم النحتيَّة.. ويُلاحظُ على تماثيلهم المصنوعة من الجصِّ أنَّ لها وجوهاً هادئةً ومبتسمةً وعيوناً دائريَّةً تُعبِّرُ عن الخشوع.. وترتدي أثواباً من جلد الماعز والغنم.. كما نُقشت على ظهور التماثيل كتاباتٌ تُعرِّفُ بأصحابها.
تفاجأتُ اليوم بحجم المنشورات والتعليقات "السخيفة" على العديد من صفحات الفيسبوك بخصوص غلاف كتاب التاريخ الجديد الذي يحملُ ذات الصورة.. وأنَّه مُرعبٌ ومفزعٌ واقتبست فكرته من أفلام (هيتشكوك).. وبعضها صادرٌ ممَّن يُنسبُ إلى التاريخ.. إلخ
ولقد أصبح الجميعُ ظريفاً أو متظارفاً وأصبح فيلسوفاً أو متفلسفاً يُبدي رأيه فيما يعنيه وفيما لا يعنيه.. ويهرفُ بما لا يعرف..!!
أودُّ قول الآتي:
1-  لو اختارت وزارة التربية صورة الجامع الأمويّ على غلاف الكتاب لقالوا عنها وزارة رجعيَّة..!!
2-  لو اختارت وزارة التربية صورة قوس النصر في تدمر على غلاف الكتاب لقالوا عنها وزارة إعلام وتباكي على الأطلال..!! ولو اختارت.. ولو اختارت.. فلن تسلم من ألسنة بعض الناس ممَّن لا عمل له في الحياة سوى الكلام.. ممَّن لا يمتلكُ إلَّا تفكيراً ساذجاً..
إن أعجبتك الصورة فأهلاً وسهلاً وإن لم تعجبك فهي تراثٌ إنسانيٌّ يُحترمُ ويُقدَّرُ.. الغربُ يحترمُ تراثنا ويعتني به وبعض أبناء بلدنا لا حيلة لهم سوى السخرية..!!
3-  الاختيارُ موفَّقٌ وموفَّقٌ جدَّاً لهذا الغلاف.. وعلى أجيال سوريا أن تعيَ تاريخها وحضارتها وتراثها.. وسُررتُ جدَّاً بصورة الغلاف.. يكفي أنَّه يُثيرُ فضولاً علميَّاً ما في نفس المشاهد.. ومن جعل ديدنه السخريَّة فليسخر من نفسه وليضحك من جهله.
4-  ولقد وفِّقت الوزارة - برأيي أيضاً - في اختيار أغلفة منهاج اللغة العربيَّة.. إذ حملت لوحات فنِّيَّة تشكيليَّة لفنَّانين سوريِّين روَّاد.
5- وأخيراً.. عندما وصلتُ اللاذقيَّة في يوم الجمعة 2 كانون الأوَّل 2016م وضعتُ الكتاب بين يدي بنات أختي الصغيرات لكي يُقلِّبن صفحاته وصوره الجميلة.. عسى أن أزرع في قلوبهنَّ البريئة حُبَّ التاريخ والآثار.. وسُررن به جدَّاً.. ولم يرتعبن لا من الغلاف أو غيره.. فمابالُ البعض من كبار الأجساد، صغار العقول، سفهاء الأحلام ؟

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=81545