الرئيسية  /  أخبار

ما هو عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى الوطن مُنذ بداية هذا العام


دام برس :

عبد الباري عطوان

تقول إحصاءات وكالة الهجرة الدوليّة التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 600 ألف نازح ولاجيء سوري عادوا إلى بلادهم منذ بداية هذا العام، حوالي نصفهم إلى مُحافظة حلب بسبب تحسّن الأوضاع الأمنيّة والاقتصاديّة، والمُحافظة على مُمتلكاتهم.

ربّما يَبدو هذا الرّقم صغيرًا، إذا وَضعنا في اعتبارنا أن هناك ستّة ملايين لاجيء، ونازح ومُشرّد سوري في الدّاخل فقط بفِعل الحَرب، ولكنّه يَظل مُؤشّرًا مُهمّاً على بِدء الهِجرة المُعاكسة بشكلٍ مُتسارعٍ، وبهذا الزّخم مُنذ بداية الأزمة قبل سبع سنوات.

السوريون الذين عانوا طويلاً، بشكلٍ غير مسبوق في الوطن العربي والعالم، أدركوا أنهم، أو مُعظمهم، تعرّضوا إلى خديعة كُبرى تَقف خَلفها دُول عُظمى، وأخرى إقليميّة، ولذلك فضّلوا العَودة إلى الحُضن الأم، وإعادة ترميم أوضاعهم، والعَيش في مُدنهم وقُراهم حتى لو فوق أنقاض بُيوتهم المُهدّمة من جرّاء الحَرب، فذلك أكرم لهم، من العيش في المَنفى، ومُواجهة كل أشكال العُنصرية والتمييز.

تدهور أوضاع المُعارضة السورية، السياسية والمُسلّحة في آن، ووقف الولايات المتحدة لبرامجها التدريبيّة والتسليحيّة، وتوصّل مُعظم الدول العربية والدولية الأخرى الدّاعمة إلى قناعةٍ راسخةٍ بأن الرئيس السوري بشار الأسد باقٍ في الحُكم إلى أجلٍ غير مُسمّى، مُؤشّر آخر على اقتراب الحَرب الدائرة في سورية من نهايتها.

القرار السعودي بتوسيع دائرة المُشاركة في الهيئة العُليا للمُفاوضات، وضم منصّات القاهرة وموسكو إليها، واستقالة السيد رياض حجاب رئيسها، وتواتر التكهّنات عن احتمال حُلول السيد أحمد الجربا مكانه، مُؤشّرات تعكس حُدوث تغيير كبير وجذري في المشهد السوري المُعارض، وبِدء مرحلة جديدة مُختلفة كُليًّا.

في ظِل هذه المُتغيّرات المُتسارعة لا نَستبعد تسارع عَودة اللاجئين السوريين، من دِول الجِوار، ومن داخل سورية نفسها، الأمر الذي يتطلّب تقديم مُساعدات عاجلة لهم لتوفير الحَد الأدنى من العَيش الكريم، انتظارًا لمَرحلة إعادة الإعمار الأكبر والأهم.

الدّول العربية التي ساهمت بدورٍ كبير في دمار سورية ومَعها الولايات المتحدة والدول الأوروبيّة، مُطالبة بإقامة صندوق مالي لمُساعدة هؤلاء اللاجئين العائدين، وتحمّل المسؤوليّة في هذا الإطار.

سورية ستَعود حتمًا إلى سابق عَهدها، وستَستعيد دَورها القيادي والرّيادي، لأن شعبها من أكثر شُعوب العالم ديناميكيّة وحيويّة وإبداع وإنتاج، خاصّةً بعد أن أدرك أن المُؤامرة كانت تستهدفه، ونسيجه الاجتماعي، ووحدتيه الوطنيّة والترابيّة.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=80940