الرئيسية  /  أخبار

التكنولوجية تُأثر على جيل كامل


دام برس : التكنولوجية تُأثر على جيل كامل

دام برس -عالية عربيني :

الطفل بطبيعته يحب اللعب والحركة المستمرة، ولا شك في أن إرهاق الأم طوال اليوم يجعلها تفضل أن يجلس ابنها هادئاً يشاهد التلفاز أو حتى يلهو بجهازه الذكي، على أن يسبب ضجيجاً بسبب لهوه أو اللعب، ولكن الأمهات قد لا يدركن الآثار السلبية الناتجة عن مشاهدة أطفالهن للتلفاز لساعات طويلة، إذ يعتادون على ذلك، فيتحول الأمر من مجرد مشاهدة عادية إلى إدمان شديد، مما يسبب مشكلات نفسية لهؤلاء الأطفال لدى ممارسة حياتهم الطبيعية.

احتلت شاشة التلفاز  مكانة كبيرة في كل بيت فأصبحت من المستحيل الإستغناء عنها اضافة لوجود الاجهزة الذكية، وفي معظم الأوقات تجتمع العائلة لتشاهد عملاً ما يظهر على الشاشة، وقد أدى التلفاز وظيفة مهمة للبشر فعمل على ربط المجتمعات المختلفة معاً، فمن خلال التلفاز يستطيع المرء معرفة ما يدور حوله، كما أنه يُعتبر وسيلة لنشر بعض الأخبار والمعلومات التي يكون هناك حاجة من وصولها إلى أكبر عدد ممكن من الناس في بعض الظروف مثل الحروب والظروف الجوية السيئة.

ولكن في بعض الأحيان يتم استخدام جهاز التلفاز بصورة سيئة حيث هناك البعض من الأمهات اللواتي يتركن أطفالهن لفترات طويلة أمام التلفاز مما يعيق عملية التعلم لديهم، كما أن الشاشة تُصدر اشعاعات ضارة وخاصة من يجلس على مسافة قريبة منها فتسبب الأذى الكبير للعين.

يعتبر العالم والمهندس الكهربائي الأسكتلندي "جون لوجي بيرد" هو أول من اخترع التلفاز عام 1925 للميلاد، فقد كان " بيرد " يعيش مع اسرته في حالة من الفقر الشديد وفي بداية حياته كان يعمل مع والده في جمع الخردوات ومحاولة بيعها من أجل الحصول على المال، بالإضافة إلى تجاربه العلمية حول التلفاز حتى وضع النموذج الأولي له واستخدم الأشعة تحت الحمراء، وتم اختراع اول تلفاز عام 1926.

ومع مرور الوقت وصل تطور التلفاز في عصرنا إلى مستويات عالية، فأصبح بالإمكان استقبال البث التلفزيوني عام 2004 للميلاد، وأصبح هناك الكثير من صناعات للتلفاز حسب حاجة السوق اليها، وأصبح كل شخص يشتري شكل التلفاز الذي يناسبه ويناسب المكان الذي يريد أن يضعه فيه.
للتلفاز جوانب متعددة من ناحية الأهمية فهو يمكن أن يكون مفيداً؛ ولكن يمكن كذلك أن يكون مضراً، فالمستخدم هو من يحدد طريقة الانتفاع منه دون التضرر.

فوائد التلفاز: التسلية من خلال الألعاب والمسلسلات والأفلام والبرامج الثقافية التي يتمّ عرضها في أوقات محددة، والأطفال هم أكثر فئة تتسلّى على التلفاز من خلال مشاهدة الرسوم الكرتونية.

وقد حذر عدد من الأطباء المختصين من أن قضاء ساعات طويلة أمام شاشة التلفاز يعطل التوازن الهرموني عند المراهقين، ويدفع الكثير منهم إلى مرحلة البلوغ المبكر، وأن هذا الأمر قد يزيد أيضا من مخاطر الإصابة بمرض السرطان.
 ووجد باحثون إيطاليون أن الأطفال الذين حرموا من مشاهدة التلفزيون لأسبوع واحد شهدوا زيادة في مستويات هرمون الميلاتونين، الذي يمنع البلوغ المبكر بحوالي 30 في المائة.
 وأشار هؤلاء الباحثون إلى أن هذه الدراسة هي أول إثبات علمي على التأثير الفسيولوجي المباشر لمشاهدة التلفزيون على الصغار موضحين أن أفلام العنف والعاطفية تؤثر سلبا في نمو الأطفال، كما أن الأضواء الباهرة والإشعاعات المنبعثة من شاشة التلفزيون والكمبيوتر تشوش توازن الهرمونات في أجسامهم. حينئذ، تبدأ عملية التغيار الإيحائي mutation في الحمض النووي مما قد يسبب ظهور السرطان.
 كما أن إصابة جهاز الحماية الطبيعية (المناعة) بالضعف تنشط أمراض القلب و الأوعية الدموية، وتتيح الفرصة للذبحة الصدرية

 كما أن الشعاع الصادر نتيجة اصطدام الإلكترونات بشاشة التلفزيون يتولد معه أشعة إكس وإذا اعتاد الإنسان الجلوس أمام التلفزيون عن قرب ولفترات طويلة فإن كمية الأشعة الممتصة تتراكم في الجسم، وللأسف فإن كثيرا من الأطفال اعتادوا على الالتصاق بالتلفزيون بحيث لا يبعدهم عنه إلا مسافة متر فقط أو أقل، لمشاهدة برامجهم المفضلة ولفترات طويلة ومن دون التحول عنه، مما يؤثر في قوة أبصارهم فنراهم بعد مدة وقد بدأوا يرتدون النظارات.
بالإضافة إلى أضراره النفسية  فقد  أكد باحثون من نيوزيلندا أنه بالنسبة للأطفال الصغار الذين يشاهدون التلفاز لأكثر من ساعتين يوميا يزداد احتمال تعرضهم لمشاكل نقص الانتباه أثناء المراهقة. وأوضحت دراسة قام بها ديمتري كريستاكيس وفريقه بمستشفى الأطفال والمركز الطبي الإقليمي بمدينة سياتل والتي أجريت على 1345 طفلا أن كل ساعة يقضيها الطفل أمام التلفاز تزيد من فرص مخاطر إصابته بنقص الانتباه بمقدار 10% وأن مشاهدة التلفاز لمدة ثلاث ساعات يوميا جعلت الأطفال أكثر عرضة بمقدار 30%.
 إن دماغ الطفل الوليد ينمو بسرعة كبيرة خلال العامين إلى الثلاثة الأول من عمره. والأطفال الذين اعتادوا على التعرض لمستويات مرتفعة من الإثارة في مرحلة مبكرة من العمر يستمرون في توقع الحصول على مستويات الإثارة نفسها مع مرور الأعوام، مما يجعل من الصعب عليهم التكيف مع النمط الأقل بطئا للحياة والدراسة في المدرسة والواجبات المنزلية. ومن الممكن أن يعرض التلفزيون المخ في مرحلة النمو إلى مستويات غير عادية من الإثارة. ويزداد الأمر سوءا مع التغيير السريع في الصور والمشاهد والأصوات التي يعرضها التلفزيون لجذب انتباه الأطفال. وخلص البحث إلى أن الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لفترات طويلة يشكلون النسبة الأكبر ممن يعانون من صعوبات في التركيز وتشتت في الانتباه، ومشاكل مع الذاكرة وسرعة رد الفعل.
 وكثير من الدكاترة والعلماء النفس يرون أن للتلفزيون تأثير سلبي على النمو العقلي والفكري لدى الأطفال ويلقون باللوم عليه لكونه وسيلة اتصال من جانب واحد يقوم التلفزيون عن طريقها ببث ما يريده القائمون عليه من برامج وأفكار ومبادئ من جانب واحد، فيفقد الطفل القدرة على التحاور وإبداء الرأي وتبادل الأفكار، وبالتالي يفقد القدرة على الابتكار والمبادرة ومن ثم النمو الثقافي بل والنفسي أيضا حيث يسبب لهم الانطوائية.

 ومن جانب أخر يؤكد الدكتور النفسي ر.م أن التلفزيون بطبعه وسيلة تؤدي إلى السلبية، لأن ما يقدمه من مواد لا تحتاج إلى أي نشاط ذهني من جانب المشاهد، كما أنها متناقضة تماما مع الأنشطة الإبداعية وتقلل من قدرة الأطفال على تعلم القراءة.
 وبما أن التلفزيون قابل لأن يحل محل القراءة بسهولة، فان تنمية الدماغ لا تأخذ مجراها بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تنمية قدرات لدى الطفل ليست ذكية بما فيه الكفاية كما يود الوالدين.
 ان مشاهدة التلفاز تقلل من قدرتهم على التعليم الذاتي، فأكثر برامج التلفزيون ليست تعليمية أي لا تنمي قدرات التعليم الذاتي لدى الأطفال، وحتى بالنسبة للبرامج ذات الصفة التعليمية، فإن غالبيتها تقدم كل الحلول جاهزة أي تتصف بما يسمى التعليم السلبي، ويعيق الإفراط في المشاهدة، من ثم التحصيل التعليمي ويضعف من بناء القدرات المعرفية والمهارات.

إذاً من حق الطفل على والديه رعايته رعاية سليمة وحمايته من هذه الآفات التي ضررها يفوق نفعها، وربما لا نفع فيها، فوجب على الأم خصوصاً، توفير احتياجات هذه المرحلة بطريقة تربوية صحيحة ونافعة، لا أن تنشغل عن طفلها ولا تلازمه وتجد هذه القنوات تتناسب وانشغالها عنه فتضعة بالساعات أمام التلفاز، فهي تؤذيه ولا تدري أنها  طفلك ذكياً طبيعياً سليماً معافى قرّبيه منكِ، وعلميه بنفسك فهو أكثر ما يحتاج إليكِ، قربي له الأشياء المحسوسة الملموسة، لتطوره ويتفاعل معها بشكل طبيعي وبالتدريج حسب مرحلته العمرية.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=79298