الرئيسية  /  تحقيقات

هل سنشهد هذا الصيف برنامجاً قاسياً لتقنين المياه ؟


دام برس : هل سنشهد هذا الصيف برنامجاً قاسياً لتقنين المياه ؟

دام برس - احمد ابو حسان :

كل المؤشرات الرقمية التي اطلعنا عليها تؤكد أن المخزون المائي في باطن الأرض ما زال أقل بكثير من المأمول على الرغم من تحسن معدلات الهطل المطري خلال هذا العام و السنوات الأخيرة .
فهناك من يعتقد أنه ولمجرد هذا التحول في تحسن معدلات الهطل المطري أن واقع الحال سيعود إلى ما كان عليه لغاية أواسط ثمانينات القرن الماضي , ومثل هذا الاعتقاد سيبقى خاطئاً انطلاقاً من حقيقة عنوانها الأساسي , أن سورية مرت وعلى مدار سنوات بحالة من القحط المائي أدى إلى هجرة المزارعين من الريف إلى المدينة .
كذلك الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب وماسببته من أضرار،وخاصتا اذا ماأنعشنا ذاكرتنا لما حصل في وادي بردى عندما قطعت المياه عن دمشق...
هذه الأمور جميعها أدت أيضاً إلى اللجوء لبرامج تقنين قاسية لم تكن مسبوقة من قبل .... والسؤال هنا...
هل يتعين الإبقاء برامج الترشيد والتقنين في فصل الصيف، وذالك في ضوء تحسن كميات الأمطار الهاطلة ؟
للإجابة على هذا السؤال وغيره من الأسئلة قامت دام برس بالتحقيق التالي :

أبو مازن صاحب مطعم للوجبات السريعة قال : لا أستطيع العمل بدون وجود المياه فالعمل هنا يتطلب مني استخدام المياه بكثرة ،حيث نظافة المطعم مطلوبة هنا ،وضرورية لأقدم وجبات نظيفة وآمنة للزبائن .
ومن جهة أخرى اذا لم أقوم بعملية التنظيف المستمرة يغلق مطعمي الذي هو مصدر رزقي من قبل تفتيش مراقبوا الصحة وأخالف ...
وعند سؤاله عن هدر المياه بغسيل السجاد في المنزل أجاب :
إن غسيل السجاد يأتي مرة واحدة في العام وأرى أن هناك مشكلة في إسراف المياه عليه كون غسيله سنوي.....
وختم حدثه بأنه لايريد تجربة قطع المياه لفترات طويلة مشيرا إلى ماحصل أثناء قطع المياه عن دمشق من قبل مسلحي وادي بردى ....

وأكد أبو فهد لدام برس الذي يعمل بمحال للشاورما على ضرورة عدم هدر المياه مهما تعددت الأسباب .
وأضاف أنه رغم عمله الذي يتطلب استخدام كبير للمياه إلا انه يحرص على عدم الاسراف .
وقال ابو فهد: لم ننسى بعد ماحصل عندما قطعت عنا المياه وأننا أصبحنا "نشتهي كأس الماء" ... وبين ابو فهد بأنه لايحب إعادة تلك التجربة ،وتمنى أن لايكون هناك اي برنامج لتقنين المياه في فصل الصيف..

لم يمنع فقر محمد ديب سالم "ابو محمود" من شراء صهريج المياه (5براميل ) ب 1000 ل.س كل 3 _4 أيام  كون المياه لديه لاتصله إلا كل ( 3_4 ) أيام في منطقة منيين ....
وطالب أبو محمود عبر دام برس
بعدم هدر المياه ،وأضاف أن التقنين مرهق بهذه الظروف ويجب عالناس عدم الجحود بنعمة المياه وإن زوالها نقمة ..
وختم محمد حديثه بالدعاء بأن يحفظ الله هذه النعمة..

وقالت نتاليا طالبة الجامعة لدام برس :
انتشرت ظاهرة هدر المياه بعد أن كانت المياه مقطوعة منذ فترة ،وكان المواطنون حينها يبحثون عن المياه .
وعندما توفرت المياه لاأعلم ماالذي حصل لهم نسيوا تلك الأيام وأخذوا بهدر المياه هنا وهناك وخاصتا أصحاب السيارات ....
وطالبت نتاليا من سيدات المنازل بالحد من استخدام المياه وإسرافها كونهن أكثر المستخدمين للمياه..
وبينت نتاليا أنه بإمكان المواطنين من التقنين بأنفسهم كما فعلوا عندما قطعت عنا المياه فأصبح كل شخص يقوم بعدة وسائل واختراعات لتقنين المياه كما رأيناها عبر مواقع التواصل ....
وأكدت بنان الحلبي عبر دام برس :
أنه لم ننسى بعد الطعم المر لقطع المياه عنا ،فمع دخول فصل الصيف لا اتمنى إعادة التجربة وأتمنى من الجميع حسن استخدام المياه وعدم إسرافها .
وبينت بنان أنها تقوم باستهلاك المياه في منزلها بحذر شديد .
وطالبت الحلبي من المعنيين بتقديم برامج لترشيد استخدامات المياه بدلا من التقنين بما في ذااك منفعة للجميع .

فالترشيد في استخدامات المياه يبقى على رأس قائمة الأولويات التي يتعين تجسيدها، وهو أمر سبق وتعايشت معه محافظة دمشق وريفها وبعض المدن الأخرى على نحو مدار عقد كامل من الزمن .
ولكن حين نشير إلى أهمية وضرورة الإبقاء على سياسة الترشيد،فذلك يستوجب من المعنيين في مؤسسة مياه الشرب ,الأخذ بعين الاعتبار قضايا ملحة أرقت المواطنين نتيجة عدم تحقيق العدالة في برامج التقنين.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن مدينة دمشق في الوقت الحاضر تنعم بحضور مياه الشرب في معظم أوقات النهار بعد أن كانت معدلات التدفق لا تزيد في ساعاتها عن عدد أصابع اليد الواحدة في اليوم الواحد ،بينما هناك برامج تقنين قاسية في مناطق أخرى مثل منطقة منيين وصحنايا والجديدةو.... , ومهما تم استجرار من كميات خلال هذه الفترة الزمنية ستبقى غير كافية خاصة مع ازدياد استخدامات مياه الشرب في فصل الصيف.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=79195