دام برس :

منذ اعادة انتخابه في اذار 2012 رئيسا للجمهورية الفيديرالية الروسية، طرح فلاديمير بوتين برنامجا ضخما ينبغي استكماله في سنة 2020، يهدف الى تجديد، تحديث وعصرنة كل اسلحة الجيش الروسي، وخلق جيش حديث جديد، محترف، مؤلل والكتروني بالكامل تعداده لا اقل من 250000 جندي وضابط، الى جانب الجيش الوطني التقليدي القائم على "خدمة العلم" الالزامية.

سمي ذلك البرنامج الطموح اختصارا "برنامج الـ 20 ـ 20"، وقد طرح بوتين برنامجه حينها في اجتماع موسع خاص حضره ابرز العلماء، وخصوصا الشباب، من جميع الفروع، وممثلو جميع القطاعات الاقتصادية، المالية والصناعية والزراعية والخدماتية، وكبار رجالات قوات الجيش والامن والمخابرات، وجميع الوزراء، وممثلو جميع الجمهوريات ذات الاستقلال الذاتي ومديرو المقاطعات، واخيرا وليس آخرا ممثلو المجمع الصناعي الحربي.

وفي حيثيات عرضه لمشروعه طرح الرئيس الروسي فكرة اساسية هي: ان الصناعة الحربية ستكون من الآن فصاعدا محور الاقتصاد الروسي والعلوم ومجمل الحياة الاجتماعية الروسية. واستنادا الى هذه الفكرة نحن نقول: ان الصناعة الحربية الروسية هي السند الاول والاساسي لجميع البلدان والشعوب الطامحة الى الحرية والاستقلال والتقدم ولجميع حركات التحرير في العالم بأسره، بصرف النظر عن الانتماءات الدينية والايديولوجية والفكرية.

وخلال المناقشات قال بعض المشاركين انه بمقتضى الامكانيات الموجودة فإن "برنامج الـ 20 ـ 20" يمكن ان ينفذ بنسبة 70% على الاكثر، فانبرى لهم نائب رئيس الوزراء ورئيس المجمع الصناعي الحربي سيرغيي روغوزين (وهو احد صقور التيار القومي ـ الاجتماعي، الروسي، البوتيني، الذي يحكم روسيا الان) مؤكدا: ان برنامج الرئيس بوتين سوف ينفذ بنسبة 100%.

سنحاول، بالتتابع، ان نسلط الضوء على بعض اهم انجازات العلماء والعسكريين والصناعيين الطليعيين، في صناعة الاسلحة الروسية، ان لجهة تحديث الاسلحة الموجودة او لجهة ابتكارات الاسلحة الجديدة.

وفيما يلي لمحة موجزة عن القلعة الطائرة المسماة "البجعة البيضاء"، ونعني بها القاذفة المحدثة الاسرع من الصوت TU-160M2، وهي نسخة محدثة عن القاذفة المعروفة TU-160، المشهورة ايضا باسم "البجعة البيضاء"، التي ترهب خبراء الطيران الاستراتيجي الاميركيين.

النسخة المحدثة من "البجعة البيضاء" عززت بشكل كبير الترسانة العسكرية الروسية.. هذا هو الاستنتاج الذي توصل اليه خبراء مجلة The National Interest الاميركية، التي تعنى بالشؤون العسكرية الاستراتيجية.

وذكرت المجلة ان الاعداد الاولى من الطائرة القاذفة TU-160M2 (وتسمى بتعابير الناتو Blackjack) ستدخل في الخدمة سنة 2022، وان القوات الجوية قد أوصت على عدد يتراوح بين 30 و50 طائرة من هذا النوع، واضافت ان طائرات TU-160M2 ستتم صناعتها على دفعات كل اثنتين او ثلاث معا في السنة في كل ورشة، ووصفت هذا البرنامج بأنه واقعي وفعّال.

"هذه قاذفة محدثة بالكامل" هكذا وصفها الخبير العسكري مايكل كوفمان المستشار في مؤسسة كينان، وحسب رأيه فإن تحديث TU-160 يؤكد عزم روسيا على تطوير قسم الطيران في ثلاثيتها النووية.

ولاحظت The National Interest انه، بالتشابه مع الطائرة الاصلية ТU-160، فإن القاذفة الجديدة تعمل بالدرجة الاولى كحاملة مجنحة للصواريخ، قادرة على استخدام القذائف عالية الدقة، واضافة الى ذلك فإن TU-160M2 يمكنها ان تستخدم بعمق الكترونيات الطيران والمحركات المحدثة، والتغييرات تشمل ايضا هيكلها.

ولفتت المجلة الى ان برنامج TU-160M2 اصبح جزءا من برنامج التسلح الجديد لروسيا، الذي يهتم بشكل خاص بالانظمة الاستراتيجية.. وانتهت الى الخلاصة التالية "ان قاذفة TU-160M2 ستكون اضافة هائلة الى ترسانة الاسلحة الروسية، متى دخلت في الخدمة".

وفي الختام "ان TU-160 تعتبر اضخم واقدر وأثقل طائرة مقاتلة أسرع من الصوت، وهي اضخم كتلة طائرة بين جميع الطائرات القاذفة، وهي اسرع طائرة قاذفة موجودة في الخدمة".

جورج حداد - العهد