الرئيسية  /  لقاء دام برس

دام برس في لقاء خاص مع مديرة المركز الثقافي في طرطوس


دام برس : دام برس في لقاء خاص مع مديرة المركز الثقافي في طرطوس

دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان :
لا زالت المراكز الثقافية في طرطوس تعمل بكامل طاقتها وتبذل جهداً كبيراً لإيصال رسالتها الثقافية والفكرية والإنسانية، على الرغم مما يتعرض له العقل العربي ومحاولة تغييبه عن واقعه ومجتمعه من خلال فرض ثقافة غربية غريبة عنه، وتهديم كل القيم الإنسانية والأخلاقية.
وتحاول تلك المؤسسات الثقافية بنشاطات متواضعة ومتميزة النهوض بالواقع الثقافي والقيام بدورها الحيوي في سد الفراغ الفكري، وتوسيع أبواب التنوير وإعادة الثقة بين مكونات المجتمع، ومحاولة التصدي للآثار السلبية لعمليات التغريب والتغييب التي تمارسها بعض الدول في حربها المتعددة الأوجه (السياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية) على سورية.
وانطلاقاً من ذلك وإيماناً من مؤسسة "دام برس" الإعلامية بدور الثقافة الهام التقت مديرة المركز الثقافي في مدينة طرطوس السيدة منى أسعد، ليشرح بشكل توضيحي أهم أقسام المركز وأبرز النشاطات التي يقيمها بالتعاون مع جهات متعددة.
نوادٍ سنوية للأطفال، وأنشطة مختلفة ضمن الخطة السنوية
شهدت مدينة طرطوس حراكاً ثقافياً واضحاً خلال الفترة الماضية، ما هي أبرز بنود خطتكم لهذا العام؟
لا شكّ أن المركز محط أنظار في المحافظة، كونه المركز الوحيد في المدينة، ونحاول من خلال الخطة الموضوعة أن تلامس الأعمار والاختصاصات كافة، وأن تكون قابلة للتحقق رغم الكثير من العصوبات التي تعترض العمل.
يعمد المركز خلال العام إلى إقامة الأنشطة المختلفة مع مراعات المناسبات الوطنية والثقافية وأهمها: (ذكرى تأسيس وزارة الثقافة حيث تتضمن مجموعة من الأنشطة ومعارض فنية وكتب لإصدارات وزارة الثقافة ولدور النشر الخاصة، إضافة إلى الاحتفال بيوم الموسيقا ـ اليوم المسرحي العالمي ـ يوم الكتاب ـ يوم الطفل العربي والعالمي، كما يستقبل المركز حفلات تكريم الشهداء والجرحى.
وهنا أود التأكيد على حرص المركز على تقديم نشاطات فريدة للأطفال والشباب، لأنهم من يقع عليهم بناء المستقبل، فالمركز يقيم نادي الأطفال بشكل سنوياً حيث بلغ عدد المشتركين فيه 750 مشتركاً، إضافة إلى المجال الموسيقي وذلك بهدف تنمية مواهب الأطفال وصقلها واكتشاف قدراتهم ومناجم الإبداع لديهم.
كما أشير إلى أهمية وجود المنتدى الثقافي الذي يضم مجموعة كبيرة من الفنانين والأدباء والمثقفين والذي يقوم بنشاطات متميزة ورديفة للمركز، إضافة إلى استقطاب المواهب من الشباب والأطفال وإخراجها للعلن بعد تدريبهم وتقديم لهم محاضرات وملتقيات مفيدة.
انخفاض عدد زوار المكتبة، وآلاف العناوين من كتب السياسة والاجتماع
من أهم أقسام المركز المكتبة، ما أبرز العناوين التي تتضمنها؟
تضم المكتبة حوالي 40000 كتاباً و30000 عنواناً، تتوزع بين الأدب والسياسة والاجتماع والفن، إضافة إلى بعض الدوريات والمنشورات الصادرة عن وزارة الثقافة والموسعات العلمية والثقافية والدراسات النفسية والاجتماعية والسياسية وغيرها الكثير.
نعتمد في المركز على نظام الاستعارة الداخلية والخارجية، فالداخلية تتضمن المجلدات والقوامين والموسوعات التي تقرأ في صالة المطالعة على الهوية الشخصية، في حين الخارجية تتطلب هوية شخصية وإيصال مالي رمزي بقيمة 500 ل.س لمدة 15 يوماً.
من هم زوار المكتبة؟
لا يتوقف زوار المكتبة على فئات عمرية أو تعليمية معينة، وإنما يتنوع الزوار بين مختلف الإعمال والمثقفون وطلاب المدارس والجامعات والمهتمين وغيرهم الكثير.
وحرصاً منا على تشجيع القراءة نعمد بشكل سنوي إلى إقامة يوم مفتوح للقراءة في المكتبة العامة وذلك في ذكرى تأسيس وزارة الثقافة، كما نعمد إلى تكريم رواد المكتبة الدائمين، كما نحاول من خلال المحاضرات واللقاءات الحوارية التشجيع على القراءة بشكل عام والمطالعة وتوعية الأطفال حول أهمية القراءة والقضايا العامة.
ولقد انخفض عدد زوار المكتبة ونسبة المطالعة أصبحت متدنية نتيجة دخول عصر التقنية والمواقع الإلكترونية، وعلى الرغم من حاجتنا لتلك المواقع التي تساعدنا في تحقيق أهدافنا، لكن يبقى الأهم والأثمن هو الكتاب الورقي.


ضرورة العمل على تخفيف دوافع هجرة الأدمغة
ما الحافز لعودة الأدمغة المهاجرة؟
لا بد من إشراكهم في المجتمع والحياة الثقافية بشكل كبير، والاعتماد عليهم لوضع برامج ثقافية متنوعة للارتقاء بالعملية الثقافية، إضافة إلى إشراكهم بفعاليات ونشاطات ضمن اختصاصاتهم وإقامة فعاليات وملتقيات تنشر الوعي بين جيل الشباب وإظهار أخطار هجرة العقول.
كما يجب إقامة نشاطات تفتح أمامهم المجال للاندماج بالمجتمع والتعبير عن الذات والإحساس بمعاناة الوطن، والأهم البحث عن الدوافع المغرية للهجرة ومحاولة التخفيف منها أو تأمين بع السبل لتلبيتها داخل البلد.
الموسيقا هي الروح، والحركة المسرحية والسينمائية ضعيفة
أين الموسيقا من نشاطات المركز؟
الموسيقا هي الحياة والروح، ونحن بحاجة لها في ظلّ الأزمة الحالية للخروج من الحالة النفسية السيئة الموجودة لدى الأغلب، وهنا يقدم المركز محاضرات وأمسيات وحفلات غنائية وعروض مسرحية ودورات للموسيقا للارتقاء بالواقع الموسيقي ولتقديم الأفضل لدى الشباب الصاعد.
هل تطورت الحركة المسرحية في طرطوس؟
نحاول منذ فترة تفعيل الحراك المسرحي من خلال تشكيل بعض الفرق المسرحية أو تقديم عروض لها، ومن أبرز العروض "زنزانة" قدمها مجموعة من الشباب، ولقد فتحنا المجال لتقديم ما لدى الشباب من أفكار سواء كان بالعروض المسرحية أو الموسيقية، كما أن المسرح القومي مهتم بشكل كبير بالعروض المسرحية، وأبرز المسرحيين: (رضوان جاموس ـ نصر مغانم ـ دانيال الخطيب ـ أحمد جحجاح) حيث يقومون بتدريب الأطفال والشباب لتقديم عروض متميزة.
لا زالت الحركة السينمائية ضعيفة في طرطوس، لماذا؟
نحاول في المركز أن يكون هناك عروضاً سينمائية شهرية، ولكن التقنيات الموجودة في المركز لا تضاهي التقنيات الموجودة في سينما الكندي، ونحاول أن نقدم عروضاً متنوعة تستهدف الأطفال أو الأفلام الوثائقية والقديمة.
وقامت المؤسسة العامة للسينما مشكورة بتزويد المركز بمجموعة من الأفلام الحديثة لمواكبة العصر، وخاصة أن العروض المقدمة في المركز مجانية في حين دور السينما الخاصة تكون أسعارها مرتفعة قليلاً وخاصة عندما يكون الفيلم في عرضه الأول، ونتمنى أن يكون دور سينما أخرى تنافس سينما الكندي بأسعار رمزية مناسبة للمواطن.
من واجبنا تكريم الشهداء وذويهم
ما دور المركز في رعاية العديد من الأنشطة الخاصة بذوي الشهداء؟
هذا من أولويات المركز، وذلك بهدف تقديم جزء بسيط من المشاركة في هذا التكريم، وبدون أي حجوزات أو أجور، فالشهداء والجرحى هم فخرنا وسبب بقائنا وأقل الواجب أن نقوم بتكريم ذويهم أو نستقبل حفلات تكريمهم وتأبينهم.
يقوم المركز أيضاً بتكريم سلسلة أعلام مكرمون أو خالدون، ضمن احتفالات خاصة في المركز أو زيارات لمنازلهم في حين كان وضعهم الصحي لا يسمح لهم بالقدوم، وذلك بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب في طرطوس أو مع جهات معنية أخرى، إضافة إلى ذلك يقيم المركز ملتقيات أكاديمية علمية وثقافية ومهرجانات مختلفة.
أجور المحاضرين قليلة، ورسالتنا إنسانية ثقافية
ما أهم الصعوبات التي تعترض عملكم؟
نعاني بعض المشكلات المتعلقة بأجور المحاضرين والتي تعد قليلة جداً مقارنة بما يبذله المحاضر من جهد وسفر، على الرغم من رفض أغلبهم للأجور حيث يعتبر نفسه يقدم خدمة ثقافية لوطنه.
ما هي رسالتكم عبر مؤسسة "دام برس" الإعلامية؟
رسالتنا هي رسالة إنسانية ثقافية من خلال نشر الوعي والفكر المتنور وثقافة المحبة والسلام، والتنمية الثقافية المستدامة، ومحاولة جذب القراء وتقديم أفضل الأنشطة والهادفة منها لتحقيق رسالتنا السامية، كما نأمل أن يكون الجيل القادم هو حامل الهوية الثقافية.
وهنا أود أن أشكر باسم المركز الثقافي مؤسسة "دام برس" الإعلامية على عملها المتواصل ومتابعتها الدائمة لنشاطات المركز بشكل خاص والنشاطات الثقافية بشكل عام.
في الختام مؤسسة "دام برس" الإعلامية تشكر رئيس المركز الثقافي في طرطوس وجميع العاملين فيه على تعاونهم وحسن استقبالهم.
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=77797