الرئيسية  /  كتاب وآراء

السياسة الترامبية .. بقلم : ناصر حماد


دام برس : السياسة الترامبية .. بقلم : ناصر حماد

دام برس:

مما لاشك فيه أن السياسة الترامبية لا تعتمد على منهج علمي أو خطوط عامة للسنوات القادمة، فمنذ أن بدأ تنصيب ترامب وخطابه الساخن تجاه العالم بشكل عام، وانحيازه الكامل اتجاه الاحتلال "الإسرائيلي" بشكل خاص لا يمكن التنبؤ ما سيؤول إليه المستقبل أو خلال حكمه.

فالمظاهرات التي تجتاح الولايات المتحدة الأمريكية وانقسام الشارع الأمريكي، وتعيين ادارته الجديدة والذين لهم تاريخ يميني متطرف والتعارضات السياسية والأوروبية، اتجاه ترامب أفشل الكثير من البرامج السياسية المشتركة بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل يمكن للولايات المتحدة المحافظة على ثقلها السياسي والاقتصادي العالمي؟! لا يمكن الاجابة والتنبؤ في ظل صمود الدب الروسي، فالمشهد السياسي القادم والحضور الروسي لمنطقة الشرق الأوسط عبر البوابة السورية، وتقسيم المنطقة إلى قطبين سياسيين كبيرين، ووضع روسيا الأجندة السياسية الخاصة على سلم أولوياتها والدفع باتجاه دول أخرى إلى هذا التحالف السياسي ويمكن القول إن القطبية الأحادية الأمريكية انتهت منذ دخول روسيا إلى سوريا وفرض واقع سياسي جديد بالمنطقة.

فتربط روسيا وبعض البلدان العربية علاقات جيدة ولها مد تاريخي، فالحضور الروسي في المنطقة ليس بجديد، وخير مثال على ذلك الاشتراكية السياسية وأبعادها التاريخية.

إن قراءة الخطاب العربي والسلوك السياسي منذ أن بدأ ما يسمى الربيع العربي والظروف الذاتية من الانقسامات السياسية فأثرت سلبيًا على الطبقات السياسية المهيمنة، وأخذ الخطاب انعطافا وبعدا له علاقة بما يحدث بالشارع العربي وبناء سياسات تطبيعية مع الكيان الصهيوني وانعزالا سطحيا وأفقيا والتغيرات المنهجية التي فرضتها الظروف الذاتية والموضوعية وصعود اليمين الإسرائيلي فهذا يعني أن السياسة العربية غائبة ولا توجد مركز سياسي عربي.

وفيما يخص الحضور المصري وأهميته السياسية والتاريخية ووضعت توازنات سياسية بمنطقة الشرق الأوسط، ولكنه في ظل الهبوط السياسي لدى بعض الأنظمة، واتباع سياسة غير عربية، وفي ظل حضور ترامب وسياساته العنصرية ضد المسلمين عامة والعرب خاصة يجب أن نفتح اعيننا على مشروع عربي قومي تحرري والخروج من الذهنية الضيقة التي تتعامل بها بعض الانظمة ضمن منهجية سياسية عامة.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=77036