الرئيسية  /  أخبار

هل يسقط أكبر معقل ‘‘للنصرة‘‘ جنوب غربي دمشق ؟


دام برس :

بعد أسابيع من المفاوضات, ورغم كل التجاذبات التي تعرّض لها مسلّحو الريف الجنوبي الغربي لدمشق, تم التوصّل إلى اتفاق تسوية في قرى بيت تيما وكفرحور وبيت سابر, استكمالاً لاتفاق خان الشيح الذي نُفّذ في 28 نوفمبر الماضي , وبموجبه خرج يوم أمس 139 مسلحاً مع عائلاتهم من قرى بيت تيما وبيت سابر وكفر حور الواقعة أقصى ريف دمشق باتجاه إدلب
ما أهمية التسوية في قرى بيت تيما وكفرحور وبيت سابر ؟

سيطرة الجيش السوري على داريا والمعضمية وخان الشيح تباعاً, بالإضافة للتسويات التي تلتها في بلدات الدرخبية وزاكية وكناكر, مكّنته من إحكام السيطرة على مسافات طويلة من مدخل العاصمة الجنوبي الغربي الرئيسي, وصولاً إلى أتوستراد السلام الذي يربط دمشق بالقنيطرة , وباتفاق التسوية الذي تمّ يوم أمس يكون الجيش قد وسّع سيطرته على اتوتستراد السلام , حيث ارتبطت أهمية قرى بيت تيما وكفرحور, على مدى السنوات الخمس الماضية بإشرافها على الأتوستراد الاستراتيجي الذي شكّل دائماً منطلقاً لمحاولات هجوم الفصائل المسلحة في الجبهة الجنوبية لاحتلال العاصمة , وبهذا يسقط خطر هذه الجبهة عن دمشق.

إضافة لذلك كانت هذه القرى بمثابة طريق إمداد لمسلحي جبهة النصرة في بيت جن, من خلال الخروقات وعمليات التهريب التي كانت تشهدها الأراضي الزراعية التي تصل بيت تيما بمنطقة "الحلّالة" في قطنا, والتي شكلت منذ بداية الحرب بؤرة للخلايا النائمة في المنطقة .

ومع خروج هذه القرى من حسابات المعارك يضيّق الجيش السوري الحصار على منطقة "بيت جن" ومزرعتها _ثاني أكبر تجمّع للمسلحين في ريف دمشق بعد دوما_ والذي أعطي مسلّحيها أكثر من مهلة خلال الأيام الماضية للردّ على التسوية, فكان موقفهم الأخير يوم أمس هو الرفض المطلق للدخول بالتسوية وللخروج إلى إدلب, فاختاروا مواصلة قتال الجيش , وكانت الفصائل المسلحة فيما يسمى "تجمّع الحرمون_ تجمّع بيت جن" قد وقعت في 28 كانون أول /ديسمبر الماضي على بيان ينصّ على تشكيل "قيادة عسكرية موحدة"، تنبثق عنها لجنة مفاوضات واحدة، للحيلولة دون ما أسمته "مشاريع التهجير الجماعي التي ينتهجها النظام في دمشق".
كما حذّرت من أن تلقى بلدات وادي بردى مصير المدن والبلدات السابقة، وأعلنت أنها " ستشعل جبهاتها مؤازرة" لباقي المناطق.

على الرغم من أن التسويات التي تمّت يوم أمس جعلت القرى المجاورة لها على سفوح جبل الشيخ تتنفّس الصعداء , إذ كانت تتعرّض بشكل متكرر لاعتداءات من الفصائل المسلحة هناك, سواء من خلال استهداف منازل المدنيين فيها بقذائف الهاون والتي راح ضحيتها عشرات الضحايا بين قتيل وجريح, أو عبر محاولات الهجوم المتكررة على قرى " قلعة جندل _بقعسم" خصوصاً , إلا أنه اليوم ومع تزمّت الفصائل المسلحة في بيت جن وتمسّكها بخيار القتال, قد تشهد هذه الجبهة توتّراً ومحاولة تصعيد محتملة في الأيام القادمة, ولا سيما من جهة قريتي "عرنة ودربل" كمحاولة أخيرة لمسلحي بيت جن لإطالة زمن المعركة قبل اضطرارهم للخضوع للأمر الواقع والقبول بالتسوية كسابقاتها من المناطق.

فهل سنرى الباصات الخضر قريباً في بيت جن أم أن الطريق إلى هناك ما زالت وعرة ؟

آسيا نيوز

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=76322