الرئيسية  /  أخبار

تسوية شرق حلب .. ما خفي من كواليس المشهد الأخير!


دام برس :

بخروج آخر دفعة من مسلّحي الأحياء الشرقيّة في حلب، تُطوى صفحة مفاوضات شائكة ومتعدّدة المسارات استمرّت قرابة أسبوعين. وعلى الرغم من أن الفترة ليست طويلة بحساب الأيام، غير أن الملابسات والأحداث الجانبية والعوائق الكثيرة التي حفلت بها جعلتها حافلة.

وعلاوة على كل ما تمّ تداوله في الإعلام، حفلت كواليس مفاوضات «شرق حلب» بتفاصيل كثيرة بقيت طيّ الكتمان

كان مجلس الأمن منعقداً حين فاجأ المندوب الروسي فيتالي تشوركين الجميع بالحديث عن «التوصل إلى اتفاق حول خروج المسلّحين من المدينة». أكدت مصادر معارضة حدوث الاتفاق، وعُلم أن الحديث يدور عن اتفاق تفاوضت في شأن خطوطه العريضة كلٌّ من موسكو وأنقرة، وأنّ روسيا فضّلت منح تركيا دوراً (أساسياً) في إنجاز «تسوية شرق حلب» بدلاً من منح فريق ديمستورا دوراً (مُشاركاً). حلّ صباح يوم الأربعاء (الموعد المفترض للبدء بالتنفيذ) من دون أي بادرة على الأرض تشير إلى ذلك

 

اتّضح أن دمشق لم تكن راضيةً عن الطريقة التي أُعلن فيها الاتفاق، والتي أظهرت الأمر وكأنه اتفاق بين موسكو وأنقرة ومن دون علمها (كان هذا التفصيل سبباً في تسريب صور الاتفاق الذي وقّعه رحمون والفاروق لتوضيح أن دمشق كانت في صورة التفاوض وأنّ رئيس اللجنة الأمنية في حلب وقع الاتفاق). شهد يوم الأربعاء (14 كانون الأول) عودة إلى الميدان وتعليقاً تامّاً لتنفيذ الاتفاق، وقالت مصادر المجموعات المسلّحة إن «غرفة عمليّات جهاديّة تمّ تشكيلها». أُرسلت مفخختان إلى عقدة جسر الحج (في الأحياء الشرقية)، وشنّت مجموعات مسلّحة هجوماً عبر محور مدرسة الحكمة (غرب حلب) وبدا أن الأمور ذاهبة نحو مزيد من التصعيد. كثّفت أنقرة اتصالاتها بموسكو، وشهد محور دمشق ــــ طهران ــــ موسكو اتصالات مستمرّة، ليتوّج الأمر بدخول ملف بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين (ريف إدلب) على الخط، مع مزيد من التداخلات والتعقيدات التي لم تكن لتُحلّ جذريّاً لولا انعقاد اجتماع موسكو الثلاثي الذي مهّد لتنفيذ اتفاق يبدو «أبسطَ» ما تم الاتفاق عليه.

 

من جهة أخرى ، اشترط «قياديّو جبهة النصرة» منذ البدايةعلى بقية المجموعات المسلّحة أن يكون مسلّحو «النصرة» أوّل الخارجين تحت طائلة «عرقلة أي اتفاق خلاف ذلك».

وبرّر هؤلاء الأمر بـ«الخشية من التعرض لخديعة». نُفّذ هذا الشرط، واستطاعت «النصرة» إخراج مسلّحيها في أوّل فرصة سمحت بذلك، وقبل وفود تعقيدات كفريا والفوعة إلى المشهد.

خروج قياديي «النصرة» شهد تفصيلين بارزين، أولهما أن «قياديي الصف الأول» طلبوا قبل بدء التنفيذ بساعتين أن يخرجوا بـ«سيارتين تابعتين للجبهة، لا بالباصات الخضراء» وهو ما تم.

 

كذلك، اصطحب «القياديون» حقائب «دبلوماسية» تمسّكوا بها بشدّة، ولم تفارق أيديهم. وتوحي معظم المؤشرات بأن الحقائب المذكورة احتوت على رزمٍ من الدولارات، دأب «القياديون» على تكديسها خلال فترة «جهادهم» في حلب

م - ا - ج

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=76111