الرئيسية  /  تحقيقات

المولدات الكهربائية نعمة و نقمة في آن واحد


دام برس : المولدات الكهربائية نعمة و نقمة في آن واحد

دام برس – لما المحمد :

تستخدم المولدات الكهربائية اليوم أكثر من أي وقت مضى في المنازل والمحال التجارية بصور عدّة ، منظمة كانت أو عشوائية ، ولذلك كان لابد أن يرافقها حزمة من التداعيات على الإنسان و البيئة ومصدر إزعاج لمن هم بالقرب منها و بالتالي يكون لها الأثر السلبي الأكبر على البيئة و المجتمع مقارنةً بأثرها الإيجابي ، فمع وجود حاجة الكهرباء الملحة للسواد الأعظم لتيسير أمور الحياة اليومية ، وجد الكثير منهم ضالته  في المولدات الكهربائية التي ازدهرت تجارتها مؤخراً بشكل ملفت و تتواجد في الأسواق بأصناف و أنواع مختلفة 80% منها صينية الصنع بحسب مايفيد تجار هذه السلعة كونها تتناسب مع القدرة الشرائية للمستهلك .
وقد رأى المحامي حسام حافظ أن هناك الكثير من الأمور التي تؤثرعلى البيئة ، و ظاهرة المولدات هي جزء من هذه الظواهر المؤثرة ، و أثرها جداً سيء وسلبي ، لكن تفاديها يتطلب الأمر البديل من خلال إيجاد طاقة تعمل على تشغيل الكهرباء في المحال التجارية عند انقطاع الكهرباء، وفي هذه الحالة نستطيع استبدال المولدات الكهربائية بهذه الطاقة ، منوّهاً إلى أنّ استخدام الطاقة الشمسية في توليد الطاقة الكهربائية هو أمر مهم ولكن مازال استخدامها ضعيف في البلد قائلاً : " أنّ هناك مشاريع للوحات شمسية إذا فعلتها الدولة بالشكل الصحيح سنستعيض عن استخدام المولدات الكهربائية بمساوئها الصحية و حجز حرية الحركة" .
في حين أبدى هشام عودة أن موضوع المولدات الكهربائية حساس جداً من ناحية أن المولدات الكهربائية اليوم ضرورية في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر لفترات طويلة ، ومن ناحية أخرى أن عمل هذه المولدات لساعات طويلة يؤدي إلى الازعاج والاحراج نتيجة الضجيج بين الجيران ، وهذا الموضوع يجب أن يأخذ في عين الاعتبار من قبل الجهات المعنية و الكفيلة بإيجاد الحلول المناسبة .
بينما قال الشاب محمد أنّ ظاهرة انتشار المولدات الكهربائية بشكل كثيف في الأسواق التجارية بدايةً وعلى الأرصفة هو منظر غير حضاري بالدرجة الأولى من ناحية تفرع الكابلات الكهربائية حول المولدة و انتشار مادة البنزين و المازوت إلى جانبها ، جميع هذه الأمور كفيلة لنشوب حرائق إضافة لإعاقة حرية الحركة في الشوارع عدا عن الخطر الذي تلحقه في الصحة العامة و الضجيج الذي يرفقها .
أما الخالة مها فناشدت الجهات المعنية بمعالجة هذا الموضوع بشكل سريع فهي تقطن بجانب مخبر خاص يعمل على تشغيل المولدة الكهربائية  الكبرى لوقت طويل و بشكل مزعج للجيران إلى حد لا يطاق .
ونتيجة الكثرة بأعداد المولدات المنتشرة بشكل كبير في كل مكان رأى السيد ماهر أنّ الإزعاج أمر لا بدّ منه مسلماً الأمر إلى الظروف الصعبة التي أودت بالبلد إلى التراجع في إنتاج  الكهرباء والنفط و..و.. ، قائلاً :"هذا ماخلفته الحرب " (وبدها صبر)" .
والشابة ريما برأيها أن استخدام المولدات الكهربائية اليوم في ظل هذا الانقطاع المستمر للكهرباء أمر جداً ضروري ، بغض النظر عن الآثار السلبية للاستخدام فلا أحد بإمكانه اليوم العيش بلا كهرباء و لكل شيء ثمن .
والخير فيما تمناه العم منصور بعودة الأمن والأمان لهذا البلد الكفيلين بعودة الحياة الطبيعية مثلما كانت من قبل .
دام برس التقت مدير سلامة الغلاف الجوي في وزارة البيئة الأستاذ ابراهيم العلّان الذي أوضح أن استخدام المولدات الكهربائية اليوم ضروري جداً في ظل انقطاع التيار الكهربائي ، مبيناً أنّ المشكلة في كيفية الاستخدام وفي جهل المخاطر الصحية التي تلحق بهذا الاستخدام نتيجة قلة الوعي و المعرفة بمخاطر عوادم المولدات الكهربائية ، كتأثير المكونات الكيمائية السّامة والمنبعثة من المولدة على جلد الإنسان وجهازه العصبي و التنفسي ، وخاصة لدى الأطفال التي تؤثر عليهم سلباً في مراحل النمو الجسماني و الذهني ، ناهيك عن كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكر و الضغط والقلب و أمراض القفص الصدري ، كما أنّ انبعاث غاز أول أكسيد الكربون في الأماكن المغلقة والذي يعمل على أخذ الأوكسجين من الدم يؤدي إلى الاختناق المؤدي إلى الوفاة ، جميع هذه الأمور تؤثر سلباً على صحة الإنسان من الناحيتين النفسية والعصبية و يتسبب بشكل مباشر في ضعف السمع وفقدان التركيز والصداع ، مضيفاً أنّ أهمية نشر الوعي في أوساط المجتمع بمخاطرعوادم المولدات الكهربائية ضرورية جداً لكي يدرك المواطن كافة المخاطر المترتبة من استخدامها على الحياة والبيئة ، ولكي تأخذ التوعية غايتها من خلال تفاعل كل مواطن و اهتمامه و جهده ، وذلك حرصاً على سلامته و سلامة عائلته .
وبشروط وضعها مجلس محافظة دمشق أطلعنا عليها المحامي فيصل سرور عضو المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق ، للحد من الآثار  السلبية لاستخدام المولدات الكهربائية بشكل سليم يرفق بالصحة العامة و بسلامة المواطن أوّلها - أن تكون معزولة بما يحقق نسبة ضجيج لا تتجاوز الحدود المسموح بها وفق المواصفات السورية ، فهناك مولدات ذات كاتم رغم أنها تعطي طاقة كبيرة من الهواء ،
2- أن تكون متوضعة على مخمدات  تمنع من ارتجاجها و يهدأ من قوتها
3 -أن تكون مزودة بمدخنة فنية تنظم خروج عوادمها بشكل سليم نوعا ما
4-إجراء الصيانة الدورية
5-اقتناء أجهزة إطفاء بجانب المولدة
6-وضعها بمكان لايعيق حركة المشاة و السير
7 -المحافظة على النظافة
8-وضع لوح خشبي بمساحة لا تقل عن 15 سم تحت القاعدة المعدنية للمولدة
9 -عدم وضع خزان مازوت بالقرب منها
10 -عدم السماح بوضع أقفاص حول المولدة لحمايتها من السرقة وبالتالي تشويه المنظر العام
11-وضع الكابلات بشكل مخفي ضمن توب معدني أو بلاستيكي
12 -التأكد بأن المولدة  حديثة الصنع
13-تحديد بدل الإشغال بمبلغ قدره 125 ألف ليرة سنوياً
موضحاً أن  هذا القرار سيطبق على جميع  الإشغالات بما فيها القطاعات الحكومية ، و أنّ المحافظة حريصة كل الحرص على إدارة أملاك الشعب بالطريقة الناجعة .
فوضع الحلول والمعالجات والمبادرات الكافية والكفيلة بتوعية المجتمع لآثار استخدام المولدات الكهربائية بشكل خاطئ من أهم ما يسعى إليه ، واستصدار القوانين والقرارات التي تهدف لمكافحة التلوث بأشكاله المختلفة و الحفاظ على سلامة المواطن نفسياً وجسدياً من أهم مايخدم المواطن إيضاً في زرع الثقة بينه وبين حكومته .

تصوير- محمد شاوي

 

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=75994