الرئيسية  /  مساهمات

القلمون بوابة نصر الجيش العربي السوري والمقاومة


دام برس - مساهمات - هنادي محمود القليح

بالرغم من مرور عامين على تطهير مدينة قارة القلمونية من المجموعات المسلحة ,  إلا أن منازلها المستلقية على كتف الاستراد الدولي الواصل بين دمشق و حمص ، شاهد على ما مر عليها , من حرب  و دمار و من ثم إعادة إعمار فصخب هذا الطريق الدولي يمنح تلك الأبنية الباهتة حيوية مفرطة، بعد أن استعادت  المدينة عافيتها و دورة الحياة الطبيعية فيها والتي تعتبر من أهم مدن القلمون.

في الطريق الواصل بين دمشق والقلمون، يبدو الطريق، عبر الخريطة طويلاً، وهو في الواقع أقصر من المتوقع، حيث يمر العابرون بموازاة عدرا العمالية بأطراف مدينة القطيفة، وتخبر المسافرين مدينة النبك أن معركة شرسة دارت على أطرافها، فهذه المدينة كانت تشتهر بالاستراحات التي طالما شكلت معلماً بارزاً للمدينة، و التي تحولت إلى ركام، وكلما ازدادت سرعة السيارة، تقترب أكثر من مدينة دير عطية التي تحافظ على نضارتها، لتطل بعدها مدينة قارة، التي شكلت فاتحة لعمليات الجيش في تطهير مدن وقرى القلمون.

يستقبلك عند بوابة المدينة ، حاجز يحرسه عناصر من الجيش السوري بابتسامتهم العريضة، وعند الدخول الى المدينة تظهر لك الأبنية التي تصطف على جانبي الطريق بشكل أنيق، مع أشجار تتحدى المناخ الصعب في تلك المنطقة التي تصل الحرارة فيها شتاءً الى ما دون الصفر، بالإضافة الى شح المياه ونوعية التربة، التي تميل الى التربة الصفراء قليلة الخصوبة، وعند الوصول الى مركز المدينة الاعتقاد السائد الذي ينطبع في ذهنك، أن لا حرب مرت على هذه المدينة، فحركة المرور كثيفة، ولا تخلو شوارعها الرئيسية وحتى الفرعية من المارة، أما الأسواق تشي بعودة الحياة بشكلها الطبيعة للمدينة التي شهدت تواجد المجموعات المسلحة، بأشكالها المختلفة من جبهة نصرة وجيش الاسلام، بالإضافة الى المسلحين الفارين من القصير في حمص بعد تطهيرها.

يستوقفك مشهد المحال التجارية التي تحتفظ ببعض آثار الرصاص على جدرانها داخل السوق، إلا ان إرادة الحياة أقوى من الإرهاب، فالمطاعم تكتظ والمحال التجارية تعج بالزبائن، وحتى شرف المنازل باتت تشكل أحد أوجه مواجهة الدمار، حيث سارع الأهالي إلى إصلاح كل ما خلفته المجموعات المسلحة من دمار وخراب.

البيوت المحاذية للطريق الواصل الى الأستراد الدولي تأثرت جدرانها بإرهاب المسلحين، يخبرنا محمد والبالغ من العمر 22 عاماً أن تلك المباني حاولت المجموعات المسلحة الاقتراب منها والسيطرة عليها لقطع الطريق الدولي الواصل الى حمص، ويؤكد على أن " الجيش استطاع ردهم، وأبعدهم عن الطريق الدولي، وعند معركة تطهير قارة، كان الجيش حريصاً على اخراج المسلحين من المدينة، بأقل الاضرار التي يمكن ان تلحق بمنازل المدنيين" وأضاف محمد انه بعد تطهير الجيش " عدنا وبدأنا عملية إعادة الإعمار، فكان كل واحد مشغول بممتلكاته في الوقت الذي قدمت فيه الدولة السورية كل ما يلزم لإعادة البنى التحتية الى العمل" ويرشدنا محمد إلى خزان كهرباء يقع على طرف الطريق وأن موظف مؤسسة الكهرباء لم يبرح مكانه قبل إعادة إصلاحه وبث الحياة بخزان الكهرباء من جديد.

" نحن مصرون على الحياة" جملة رددها أبو علاء الرجل السبعيني الذي صادفناه في سوق المدينة، والذي أكد أن مجلس المدينة بالتعاون مع محافظة ريف دمشق، بالإضافة الى فعاليات من المجتمع الأهلي، لم تترك المدينة بدون شبكات مياه وصرف صحي، بل كانت تعمل ليل نهار لإعادة كل الخدمات، ويضيف أبو علاء، أن هذا العمل شجع الكثير من أهالي البلدة على العودة من عرسال اللبنانية، عبر جهود المصالحة الوطنية، وأشار أبو علاء أن " البلد بتتعمر بناسها، والحجر بيرجع بيتعمر، وسورية راح تبقى قوية بجيشها".

الحياة التي عادت الى طبيعتها في مدينة قارة القلمونية، تشكل إرادة النهوض ولملمة الجراح العامل المساعد الأبرز في هذه الأزمة ، فالمدينة تعود للتعافي وتستقبل العديد من أهالي مختلف المدن السورية الذين فروا من جحيم الحرب، وذلك كله مع سعي أهلها بجهود أهلية الى إعادة الحياة وزخمها، إلى المنشآت السياحية الواقعة على الأستراد الدولي، بعد أن نفض الأهالي غبار الحرب عن كاهل مدينتهم، والتي تنظر الى حركة المسافرين الكثيفة على الطريق بأنها بشارة خير لعودة الأمان الى كل المحافظات السورية.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=90&id=73272