دام برس
فلسطين هي البوصلة.. هكذا نشأنا وترعرعنا وتثقفنا وتغذينا مع حليب أمهاتنا، وهي قلب الأمة والوطن العربي، وما يوجع فلسطين يتداعى له سائر الجسد العربي، والذي يخدم "اسرائيل" والمشروع الصهيوني نقف ضده ونعمل على إحباطه، نقرأ الأدبيات والسياسات والأجندات الصهيونية المتعلقة بنا، والتي تشكل بوصلة أخرى، فنحن منذ ما قبل النكبة واغتصاب فلسطين في صراع استراتيجي وجودي مع ذلك المشروع، الذي تتجاوز تهديداته فلسطين لتمتد الى أنحاء الجسم العربي، دولة العدو لا تنام أبدا، فهي تتحرك وتعمل على مدار الساعة من أجل بقائها واستمرارها، ومن وجهة نظرهم الاستراتيجية فإن بقاء تلك الدولة واستمرارها لأطول فترة من الزمن رهن بتفكيك الأمة والدول والأوطان العربية واضعافها، والادارة الأمريكية والغرب الاستعماري متحالف معها في ذلك، ومنذ اندلاع "الربيع العربي" كان للدولة الصهيونية رؤيتها وتدخلاتها كما الادارة الامريكية، فكانت عين صهيونية ولا تزال على مصر-الجبهة الجنوبية-، تبث قلقا مستقبليا، والعين الاخرى على الجبهة الشمالية لفلسطين، خاصة سورية التي تشكل العمق الاستراتيجي لحزب الله، تبث هي الاخرى قلقا متزايدا منذ الهزيمة الحارقة في حرب/2006، لذلك تبدي الدولة الصهيونية اهتماما بالغا لما يجري في سورية، بل انها ترهن مستقبل المنطقة والصراع بنتائج وتداعيات ما يجري هناك، وادبياتهم في ذلك كثيرة، نقتطف منها ما جاء على لسان أبرز جنرالاتهم:
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غابي أشكنازي ورئيس الموساد السابق مائير داغان أعلنا: إن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيكون جيدا بالنسبة لإسرائيل وإنه تجب إقامة نظام سني في سورية-وكالات- 30/04/2012-، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أشكنازي قوله "إن العالم منح الأسد تصريحا بالقتل وإذا سقط الأسد فإن هذا سيكون جيدا بالنسبة لإسرائيل"، مضيفا: "أن أي نظام سيقوم في سورية سيكون أفضل بالنسبة لإسرائيل ولن يكون مرتبطا بحزب الله وإيران مثل النظام الحالي"، وقال داغان: "إنه تجب الإطاحة بالأسد ويجب إيجاد طريق لإقامة نظام سني مكانه بدعم من السعودية ودول الخليج، ومن شأن تطور كهذا أن يضعف القوة العسكرية والسياسية لحزب الله ومكانة إيران في المنطقة"، واعتبر داغان "أن فكرة الإطاحة بنظام بشار الأسد تتماشى مع المصالح الإستراتيجية الإسرائيلية كونها ستمنع استمرار نقل المساعدات الإيرانية إلى حزب الله وتراجع النفوذ الإيراني وتعزيز المحور السنّي".
- بينما اعتبر الرئيس الأسبق للموساد الإسرائيلي أفراييم هليفي "أنه إذا أحل السلام داخل سورية، ووافق العالم على استمرار حكم الأسد، وإذا وافقت تركيا وروسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا على بقائه، فإننا سنشهد أصعب هزيمة إستراتيجية لإسرائيل في الشرق الأوسط منذ أن أصبحنا دولة-صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاثنين-2012-4-2-
-وقال الجنرال احتياط عاموس يادلين، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) السابق "إن التغيير في سورية، إذا ما حصل، تحول استراتيجي ايجابي بالنسبة لإسرائيل".
-وقال د. دوري غولد، رئيس ما يُسمى بالمركز الأورشلمي لدراسة السياسات في تحليل نشره على موقع الإنترنت التابع للمعهد: "محظور أن نخطئ بالنسبة لنظام الأسد، فهو حليف استراتيجي للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، كما أنّه وفّر ملجأ لحزب الله وحماس".
-وقال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد والباحث المختص بالشؤون الأمنيّة في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، د. شلومو بروم: "إنّ صعود حركة الإخوان المسلمين إلى السلطة في سوريّة يصب في مصلحة إسرائيل"، معللاً ذلك باختلاف هذه الحركة مع إيران وحزب الله أيديولوجيا مما سيخرج سورية من دائرة الوصاية للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة".
ولعل خلاصة التقدير العسكري الاسرائيلي لما يجري في سورية جاءت في تقدير استراتيجي لهيئة الأركان العسكرية ومجلس الأمن القومي الاسرائيلي، ويؤكد التقدير الذي قدمه نتنياهو: "ان سقوط نظام بشار الاسد سيشكل ضربة كبرى لمحور التطرف في العالم العربي والاسلامي وسيقلم اظافر حزب الله وحماس والجهاد، وأن على اسرائيل أن تعلن تأييدها صراحة لإسقاط الاسد"، وجاء في خلاصة الخلاصة العسكرية الاسرائيلية:" ان الصراع العربي الاسرائيلي سينتهي بسقوط بشار الاسد"، معتبرة "ان سقوط الرئيس السوري يعني غيابا لاي تهديد حقيقي من الجهة الشرقية على الدولة العبرية- نقلا عن اذاعة جيش الاحتلال-26 / 01 / 2012".
هذا بعض ما جاء على لسان أبرز جنرالات اسرائيل، وهناك كم هائل من الأدبيات الأخرى على لسان عدد كبير من الجنرالات والسياسيين والمحللين الاستراتيجيين كلها تصب في الاتجاه ذاته..
للاطلاع والعبرة لمن يريد أن يرى ويعتبر...