دام برس – اللاذقية – ريمه راعي
لم تفح رائحة الحلويات المخبوزة من   بيوت اللاذقانيين كما في كل عام استعدادا لعيد  الأضحى المبارك   ولم تشهد الأسواق الازدحام المعهود و المحبب الذي يتركز في أسواق الملابس ومحلات بيع الحلويات التي عادة ما يجهز أصحابها العشرات من العلب الجاهزة الخاصة بالعيد تضم معمول الجوز والفستق و البقلاوة والعجوة و الغريبة  و غيرها  .
والأسباب يعرفها الجميع فأغلب الناس هم في حالة حداد على الشهداء أو في  حزن على أبناء خطفوا و لا يعرفون  مصيرهم و أما البقية فيراعون مشاعر جيرانهم و أصدقائهم و يعتبرون أن الاحتفال بالعيد غير لائق في ظل هذه الظروف التي تعيشها البلاد .

و هذه الظروف المذكورة آنفا ً يضاف إليها ارتفاع  مهول في أسعار كافة المواد التموينية الأساسية و التي جعلت المواطن حائرا في كيفية تامين الضروريات لاسيما في ظل انخفاض القدرة الشرائية لديه بشكل عام و بالتالي تجاهل غالبية المواطنين  توفير متطلبات العيد كونها  ستكلفه مبلغا كبيرا لن يقدر عليه و هو لم يصح بعد من الضربة الموجعة التي تلقاها و هو يجهد لتأمين مستلزمات العام الدراسي من ملابس و قرطاسية فضلا عن تكاليف مونة الشتاء .

و ضعف الإقبال هذا واكبه ضعف في الإنتاج لدى أصحاب محلات الحلويات خوفا من كساد بضائعهم فحسب  ما أفاد به   لدام برس صاحب محل للحلويات في شارع هنانو فإن الإقبال لا يمكن مقارنته بالحالة المعتادة في فترة الأعياد  و اغلب المحلات امتنعت عن بيع المعمول بالفستق لصالح المعمول بجوز وعجوة بسبب ارتفاع سعر معمول الفستق  الذي وصل إلى 800 ليرة للكيلو الواحد ، والناجم عن ارتفاع سعر الفستق الحلبي الذي يباع ب ألف ليرة  للكيلو  ،و بالتالي فإن الناس لا يقبلون على شرائه خاصة وأن الكيلو لا يتجاوز العشر قطع فقط في حين الإقبال هو على المعمول بجوز الذي يباع ب500- 600 ليرة للكيلو و مع ذلك فالإقبال هو بحدوده الدنيا .مع الإشارة على  سبيل المثال أن كيلو البقلاوة  يكلف اليوم  حوالي 1100 ليرة سورية دون ربح و دون أجرة عمال و الناس لن تستطيع شراءه لذلك امتنع اغلب البائعين عن تحضيره للعيد إلا بناء على التوصية  .

و هذا الضعف في الإقبال على محلات الحلويات واكبه إقبال واضح على محلات المواد الغذائية حسب    صاحب سوبر ماركت في حي الزراعة اذ لفت  لوجود إقبال كبير على  المعلبات و الحبوب و الخبز و غيرها من المواد الغذائية مشيرا أن الناس يشترون  كميات كبيرة من هذه المواد رغم ارتفاع أسعارها بدافع التخوف من حدوث أزمة خلال عطلة العيد مؤكدا أن هذه السلوكيات ستؤدي لحدوث أزمة .

ووافقته الرأي أم حسام التي  التقتها دام برس  و هي تشتري خمس  ربطات خبز دفعة واحدة و لفتت أن ظاهرة تخزين المواد الغذائية باتت سلوكا معتادا لدى الجميع و هي من ضمنهم و السبب هو الحالات التي سبق و فقدت فيها مواد من السوق خاصة في وقت الأعياد.  و أشارت  أنها لم تشتر حلويات العيد لجهة أن هناك شبه اتفاق بين الجميع من أقارب و جيران بعدم القيام بطقوس احتفالية من ضيافة و غيره خاصة وخيم العزاء موجودة في أغلب الأحياء و القرى في اللاذقية .

أما أم ناصر التي كانت تشتري مستلزمات  صناعة المعمول فأشارت أنها ستصنع الحلويات منزليا لافتة لارتفاع أسعار المواد خاصة  السمنة التي وصل سعر النباتية منها  إلى  275 ليرة للكيلو والحيوانية إلى ألف ليرة  مشيرة أن كلفة كيلو المعمول بالجوز في المنزل حوالي 250 ليرة أي نصف سعره في السوق علما أن سعر كيلو الجوز 600-700ليرة .

و حسب  رئيس دائرة حماية المستهلك المهندس إبراهيم شيخ خميس فقد أكد في  حديث  لدام برس  أنه  من خلال الجولات اليومية  على الأسواق لاحظ  انخفاض في إنتاج الحلويات  بنسبة  60 % مقارنة بالعام الفائت مرجعا السبب لعدم وجود إقبال فضلا عن ارتفاع أسعار المواد الأولية و عدم توفر العديد منها في ظل اعتماد اللاذقية بشكل عام على استجرار المواد من ريف دمشق و حلب مشيرا أن أغلب أصحاب محلات الحلويات اعتمدوا على  الحلويات الغربية الخفيفة  و الشعبية معتدلة الثمن مثل البيتيفور و الأقراص بعجوة و الغريبه  و بكميات قليلة .

و لفت خميس  أنه بناء على توجيهات محافظ اللاذقية تم منذ حوالي الخمس عشر يوما ً  استنفار الدوريات  التابعة لدائرة حماية المستهلك لتغطية حركة الأسواق و التحقق من عدم التلاعب بالأسعار الذي غالبا ما يحدث في فترة الأعياد  حيث جرى تقسيم مدينة اللاذقية  إلى أربعة قطاعات و توزيع الدوريات عليها ،   فضلا عن استنفار الدوريات العاملة في شعب  القرداحة و الحفة و جبلة .

و أشار خميس أن دوريات حماية المستهلك منذ بداية الأسبوع الماضي و حتى تاريخه قامت بتنظيم 85 ضبطا  تموينيا ً  للبيع  بسعر زائد و عدم الإعلان عن الأسعار و عدم حيازة فواتير و غيرها من المخالفات،و تنظيم  4 ضبوط  بحق صيدليات تبيع أدوية منتهية الصلاحية و 16 ضبطا لمخابز و 11 ضبطا  لسرافيس عاملة على خطوط المدينة كما  تم سحب  65 عينة  غذائية من الأسواق ، و بالنسبة لعينات اللحوم  تم سحب  15 عينة من المطاعم و المحلات  ثبت وجود عينتين مخالفتين ،كما  تم ضبط  طن من الطحين المعد للتهريب ،فضلا عن  تنظيم ضبوط بحق 4 محطات بنزين تبين من العينات المأخوذة  وجود رواسب فضلا عن محطتين تقومان بالغش  .