Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 15:51:22
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
صرخ عالياً ليعيش ... ومن ثم قيدوه .. بقلم مارينا مرهج

دام برس :

{ما مِن مولود إلا يولد على فطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه} هو ذاك الطفل .. خرج من جوف والدته صارخاً يريد الحياة .. فقيدوه .. قيدوه وهو جاهلٌ بقيده .. قيدوه بإسمه .. بلباسه .. شكله .. جوعه .. وقبل كل ذلك دينه .. طائفته .. مذهبه .. انتماؤه .. وكيف يصل إلى الله خالقه!؟ يخرج هذا الطفل ... إلى الحياة .. ليقضيها متبعاً ما أملوه عليه من قيد .. كل من هم لا ينتمون إلى ما ننتمي .. أعدائنا .. ابتعد عنهم. ويبدأ مشوار دراسته .. يجلس مع هذا .. وببتعد عن ذاك .. ويزداد عدد الجماعات داخل المدارس ... من دون رقيب.. ونخرج نحن الكبار .. رافعين شعارات خاطئة .. تندد بطائفية تجري بداخلنا .. كبر الطفل .. وكبر القيد .. واشتد التعصب للإنتماء .. دون وعي .. حتى غافلتنا حرب الدين والدم .. وأصبحت الهوية كافية لكي نذبح .. أو نصلب .. فكلّ على دينه يحاسب .. وكأن الله قد بعث من ينوب عنه بالحساب .. ونأسف فالكثير منا حتى اليوم .. لم يعي هذا الدمار . ومازال يعلم أولاده صغاراً .. كيف أن دينه قد اصطفاه من بين الكثيرين .. وإن الجنة حكراً لمن ينتمون لهذا الدين دون غيره ..ويكبر الخلاف . ليس منا من يعي .. بأن أطفال اليوم .. ينامون على صوت الحرب .. ينامون مع اشتياق لأحبة غائبين .. ليس منا من يعي اليوم .. أن أطفال سورية . يكبرون وفي داخلهم الكثير من الحقد على طفولتهم التي دمرت بلا ذنب .. ورغبة للانتقام ممن حرمه أحبته .. يكبرون ولديهم الكثير من الأسئلة.. عن خوف يحيطهم.. وجرائن يشاهدونها . وأصوات وغربة يعيشونها . وعندما يكون العدو يتمثل الدين حجة لجرائمه .. فليس على الطفل إلا أن يحتقر الدين .. وهو ما قيد به عنوة.. نمشي في شوارع دمشق.. نمر بجميع الأماكن المقدسة .. ونخالط جميع الطوائف . وندرك أن المكان الذي يجمع كل هذا .. من الصعب تدميره .. أو حتى أضعافه .. ومع ذلك نعود إلى قوعتنا .. لنعلم أطفالنا أن من يدخل الكنيسة يرتل من صدق إنسانيته .. وأن لم يكن كافر . فنهايته ليست الجنة .. نعلم أطفالنا أن الجوامع هي من أخرجت هذه الحرب.. ونصدق القول.. من المعيب علينا اليوم .. أن نجعل لأطفالنا انتماء ديني غير سورية . سورية الدين الذي احتضن جميع الطوائف دون سؤال لمن ينتمون .. من المعيب أن نعلم أطفالنا غير أن الكنيسة والجامع والمقام.. أماكن للتقرب من الله .. ندعوا بها الخير لسورية ... مهما كانت طائفته ومهما كان المكان.. ليس من عائق دون التقرب من الإله من أجل سورية .. اليوم ومن أجل ألا تعود عجلة الحياة غداً .. تحرم أطفالنا ما حرمنا منه في شبابنا .. ليس علينا إلا أن نزيل جميع القيود عنهم .. أن نعلمهم كيف ينظرون إلى غيرهم من داخلهم .. نظرة الإنسان بلا قيد.. علينا أن نعمل على برمجة عقول أطفالنا .. بأن الدين كذبة الاستعمار من التاريخ .. لنموت .. نبرمجها على افتداء الوطن بما لدينا .. دون هروب .. والأم مهما ضعفت ... تبقى قوية بلحمة أولادها .. وإن تفرقوا شعوباً متعارضاً .. تسقط هزيلة الجسد .. خائبة الروح بلا أمل.. ليس منا طائفة أحق من غيرها في وطننا .. هو أختارنا لنعيش في ربوعه جميعاً بلا تفرقة . وكيف لنا نعلم أطفالنا نكران الوفاء للخير ...

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz