Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 16 نيسان 2024   الساعة 18:52:53
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
حذار من أردوغان .. بقلم : أنس وجيه حبوس
دام برس : دام برس | حذار من أردوغان .. بقلم : أنس وجيه حبوس

دام برس:

بعد تتالي مسلسل النكسات والهزائم التي مُني بها أردوغان داخل البيت التركي وخارجه ، صار لزاماً عليه أن يراجع حساباته ويعيد ترتيب أوراقه . فحلفاء الأمس انقلبوا إلى أعداء حسب تصريحاته بعد الانقلاب الفاشل الذي وقع في 15 /تموز/2016 إذ قال: لقد طعنونا في الظهر في الوقت الذي كنا نحتاج لدعمهم في إشارةٍ إلى أمريكا والسعودية وبعض دول أوربا.rو لم يكن ذلك الموقف الذي اتخذه الحلفاء مفاجئاً. فقد أفرزت السياسات التي انتهجها أردوغان كماً هائلاً من المشاكل مع الحلفاء ، و زيادةً مطردةً في الخلافات و الانقسامات في الداخل التركي نتيجةً لسعيه للتفرد بالسلطة، و دوره في تأجيج الغضب الشعبي و رفع وتيرة أعمال العنف والقمع في الأراضي التركية ، مما زاد الوضع الداخلي سوءً و تأزماً .

فتعالت الأصوات المعارضة لأردوغان تستنكر سياساته الداخلية الاستبدادية ، و تندد بسياساته الخارجية التي زجت بتركيا في أتون حربٍ بالوكالة ، و ألقت بها في عزلةٍ إقليميةٍ و دوليةٍ متزايدة.rو هنا وجد أردوغان نفسه يواجه مصيره المشؤوم المحتوم ، و تراءت أمام عينيه ملامح الهزيمة والانكسار ، فقرر أن يمارس لعبته التي يتقن ، و هي التبدل والتحول وفق ما تقتضي مصلحته ، و إلا فالنهاية المأساوية ستكون قاب قوسين أو أدنى .

و في الواقع ، فإن أردوغان لا يتقمص حالة التقلب والتأرجح في المواقف والأفعال ، فهو لا شك يعاني من اضطراب الشخصية الحدي واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع .

لذلك لم يكن من الصعب عليه تغيير وجهة تحالفاته ، فألقى بنفسه على قدمي الحليف الجديد ألا و هو الرئيس الروسي بوتين واصفاً إياه بالصديق في أكثر من مناسبة ، مبدياً الندم والأسف على ما اقترف من جحودٍ بحق الصداقة القديمة ، وطامعاً في العفو و الصفح وبفتح صفحةٍ جديدةٍ بين روسيا وتركيا . بعد ذلك استدار ناحية الحليف القديم المتمثل بإسرائيل ، معلناً عزمه على إعادة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ، متنازلاً عن الشروط التي كان قد وضعها لإعادة العلاقات بينهما ، بل اكتفى فقط بالتعويض الذي ستقدمه إسرائيل ﻷسر ضحايا سفينة مرمرة مقابل القيام بإسقاط الدعاوى المقامة ضدها .

كما كان لهذا المنحى الجديد الذي اتخذه أردوغان في سياسته انعكاساً خجولاً ومتواضعاً على موقفه من الأزمة السورية ، و إن لم يتعدَ التصريحات الإعلامية والوعود حتى الآن ، إلا أنه يُنبئ بحدوث تحولاتٍ جذريةٍ في التعاطي مع أطراف الصراع في سوريا . و خير دليلٍ على ذلك التصريحات التي يطلقها يلدريم رئيس الوزراء التركي بين الفينة و الأخرى ، التي تنم عن عزم تركيا على إعادة قيام علاقات طيبة مع سورية ، و ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية . ما يعني أن تركيا أدركت أخيراً أنها لن تستطيع المواصلة بمسارها السابق بما يتعلق بالحرب الدائرة في سورية ، لأنها أصبحت ضعيفة نتيجة انشغالها بالاضطرابات الداخلية و عمليات التطهير التي أدت إلى إحداث خلخلة في بنية مؤسسات الدولة ، و أضعفت الجيش التركي الذي صار منقسماً لا يقوى على أي مواجهة داخلية أو خارجية ، ولا سيما بعد تزايد القلق من الانتصارات التي حققها الأكراد في أكثر من ساحة قتال ، و لاح خطر إقامة كيان كردي مستقل في شمال سوريا و جنوب تركيا . و قد عبر يلدريم نفسه عن توجسه وخشيته بل ونمو مخاوفه من إقامة كيان كردي فيدرالي بقوله : من غير المقبول بتاتاً إقامة كيان كردي في شمال سوريا أو جنوب تركيا أو أي منطقة أخرى .

و هكذا فإن أردوغان لم يُقدم على هذا التحول المباغت نتيجة تغير في فكره و توجهاته أو انقلاب في إيديولوجية حزب العدالة و التنمية ، و إنما هي مناورة تكتيكية قام بها عندما أيقن أنه لن يستطيع الوقوف في وجه عاصفة التبدلات والتقلبات التي طرأت على المشهد الدولي ، كما أنه لن يقدر على مواكبة الأحداث المتسارعة جراء تبدل التحالفات و التغير في موازين القوى على الأرض .rأي أن أردوغان لن يتوانَ عن التقلب والتذبذب في مواقفه وسياساته كلما اقتضت الضرورة ، و سيعمد إلى تغيير لونه على الدوام كالحرباء .

و لن يحيد عن نهج أسلافه السلاجقة في الغدر والخيانة ، فنحن لا ننسى الأعمال الوحشية التي مارسها أجداده العثمانيون - والذي يفتخر بالانتماء إليهم - بحق أبناء الأمة العربية .

و علينا أن نقتدي بقول الشاعر جميل صدقي الزهاوي ، عندما قام الأتراك بإعدام بعض الوطنيين العرب الأحرار في السادس من أيار عام 1916 ، إذ نبه إلى عدم الاستكانة إلى الأتراك و أن لانأمن لهم جانباً ، وذلك بأخذ الحيطة والخذر منهم دائما ، فقال : بني يعربٍ ﻻ تأمنوا الترك بعدها rبني يعربٍ إن الذئاب تصولrأنس حبوس - عضو اتحاد الصحفيين

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz