Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 12:39:30
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
جبهة النصرة أو جبهة فتح الشام..تعددت الأسماء و الإرهاب واحد
دام برس | جبهة النصرة أو جبهة فتح الشام..تعددت الأسماء و الإرهاب واحد

دام برس - أنس وجيه حبوس :

كثرت التأويلات وتضاربت الآراء حول الدافع الحقيقي لقيام المدعو أبو محمد الجولاني زعيم تنظيم جبهة النصرة بالإعلان عن تغيير اسم التنظيم ليصبح جبهة فتح الشام ، مؤكداً على فك ارتباط التنظيم الجديد بتنظيم القاعدة ، وأنه تخلى عن علاقته بأية جهة خارجية . كما زعم أنه قد تراجع عن فكرة الجهاد العالمي ليقتصر على الجهاد في أرض الشام في محاولةٍ لتلميع صورة النصرة المهترئة ، وكسب تأييد ودعم دول الغرب القلقة من تمدد الإرهاب وزحفه إليها

و لا يخفى على أحد أن هذا التحول المفاجئ الذي قام به الجولاني ، ما كان ليبصر النور دون توجيهٍ و توصيةٍ من داعميه ومموليه . فالدول التي تبنت تنظيم جبهة النصرة الإرهابي و أغدقت عليه العطاء الوفير من المال والسلاح ، قد وضعت نفسها موضع الشبهة بدعمها لفصيلٍ إرهابيٍ مسلحٍ أُدرج على قائمة الإرهاب السوداء من قبل معظم دول العالم. وهكذا فإنها ستتعرض للمساءلة والملاحقة القانونية. أي أنها - و بدرجةٍ عاليةٍ من الحمق والسذاجة - ألصقت بنفسها تهمة دعم الإرهاب و رعايته .

و سرعان ما تنبهت الدول المتورطة في حمام الدم السوري إلى الخطر الذي يحيق بها جراء فعلتها الشنيعة تلك . و بعد الإمعان في التفكير و التمحيص ، تمخض فكرها عن خطةٍ شيطانيةٍ ، قد تكون بمثابة طوق النجاة ، فارتأت أنه بات من الضروري اتخاذ الإجراءات التي من شأنها أن توحي بحصول تحولٍ جذريٍ في فكر وعقيدة تنظيم جبهة النصرة ، و توهم بولادة آخر أكثر اعتدالاً و أقل تطرفاً، على أمل أن يعتبر المولود الجديد كالطفل الوليد النقي من الذنوب والخطايا ، و أن تمحى الجرائم الوحشية والانتهاكات التي اقترفها بحق الإنسانية ، فتمر دون حسابٍ أو عقاب .

فبدأ حراك خليجي حثيث تترأسه قطر بهدف إقناع الجولاني بإجراء بعض التعديلات ً الزائفة في بنية النصرة -أي في الظاهر فقط- متبعين معه سياسة العصا والجزرة ، إذ انهالت عليه الوعود بزيادة التمويل وحشد المزيد من التأييد و المساندة بمجرد انفصاله عن القاعدة. مما حدى به لإطلاق التصريحات بتخليه عن انتمائه لتنظيم القاعدة فقد وقع بينهما طلاق بائن لا رجعة فيه ، و شدد على عزمه على عدم التعامل مع أي أطراف خارجية . بل و ذهب أكثر من ذلك بادعائه بأن لا يكون أي من عناصر التنظيم بنسخته الجديدة - أو كما يُقال نيو لووك - أجنبياً .

و فد تذرعت الأنظمة الخليجية الآثمة بأن هذا التحول الإيديولوجي المزعوم من شأنه أن ينزع صفة الإرهاب عن هذا التنظيم ، كما يضفي الشرعية عليه ، و من ثم إدراجه ضمن ما يلقب بالمعارضة المعتدلة ، متوهمةً بأن ذلك كله سيُسهل تقديم الدعم المالي والعسكري له دون قيدٍ أو شرط . إلا أن ذاك الادعاء الباطل المخادع ، و هذا المخطط الساذج لن ينطليا على أحد ، فالأفعى و إن انسلخت عن جلدها بعد أن صار بالياً و رثاً ، تبقى أفعى قاتلة مخادعة لأنها جُبلت على الغدر والعدوان. فالتغيير في الشكل و المظهر ليس بأهمية التغيير في المضمون والعقيدة .

لكن على أرض الواقع و ضمن المعطيات و المتغيرات المتوالية في ساحة الصراع، فإن هذا التحول سيأتي بنتيجةٍ عكسيةٍ على النصرة و داعميها - و كماٍ يُقال : إن غلطة الشاطر بألف - فالخطوة التي أفدم عليها الجولاني ، قد تكون مغامرةً غير محمودة العواقب بالنسبة للتنظيم الجهادي الذي يتزعمه ، إذ أن فك ارتباط جبهة النصرة بالقاعدة ، قد ينجم عنه الكثير من الانشقاقات في صفوف قادة النصرة الذين يرون في هذا العمل نقض للبيعة الشرعية و التي بموجبها بايعت النصرة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري . مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا التصرف قد يرقى إلى درجة الردة .

كما أن المقاتلين الأجانب - أو كما يلقبون بالمهاجرين - الذين انخرطوا في صفوف التنظيم ، سيعتريهم القلق و يتملكهم الخوف من المصير المجهول الذي سيواجهونه في حال تفذ الجولاني التزامه بعدم التعامل مع أطرافٍ خارجيةٍ ، ما يشجع أولئك المقاتلون و بعض الفادة الذين رفضوا الانفصال عن القاعدة ، و أدانوا تشكيل الكيان الجديد على الانسحاب والانضمام إلى تنظيم داعش المستفيد الكبير من هذا التحول ، بالرغم من أن الجولاني قد تنبه مسبقا لهذا الأمر ، إذ تعمد أن يظهر على جانبه عبد الله عطوان الملقب بأبو عبد الله الشامي و هو سوري الجنسية ، و على الجانب الآخر أحمد سلامة مبروك الملقب بأبو الفرج المصري مصري الجنسية و هو من قيادات القاعدة والجهاد الإسلامي السلفي، فالمراد من ذلك هو إيصال رسالة للمقاتلين الأجانب مفادها أننا لن نتخلى عنكم ، فأنتم جزء لا يتجزأ من الكيان الجديد ، و سنكون جنبا إلى جنب كما كان أبو عبد الله الشامي وأبو الفرج المصري مع بعضهما .

كما أن الجماعات المسلحة الأخرى الموجودة على الأرض ، و التي تندرج ضمن التصنيف الأمريكي في خانة الاعتدال سيتهددها خطر الابتلاع و الذوبان ، في حال أخذت بنصيحة الجولاني بالاتحاد مع تنظيم فتح الشام ، فهي ستلقي بنفسها في دائرة النار ، لأنها ستكون هدفاً مباحاً لضربات التحالف السوري الروسي والذي يُنتظر منه أن يتوسع ليشمل أمريكا و دول غربية أخرى . وبالتالي سيتم القضاء عليها كلها بشكلٍ تامٍ . خاصةً وأن روسيا اعتبرت أن تغيير اسم جبهة النصرة ليس إلا خدعة لتتجنب الاستهداف من قبل الجيشين الروسي والسوري وحلفائهما ، والسعي لإحراج الروس أمام جمعيات حقوق الإنسان العالمية بحجة استهداف المعارضة المعتدلة.rوحده القادم من الأيام سيكشف تبعات ونتائج هذا الانقلاب على الذات الذي قام به الجولاني. و من يدري ربما سيظهر علينا في المرة القادمة و هو حليق الذقن حاسر الرأس إذا اقتضت تطورات الأحداث ذلك . أنس حبوس - عضو اتحاد الصحفيين

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz