دام برس :

 ساعات قليلة مضت على بث تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد لقناة "إس بي إس" الأسترالية عن "مساعٍ أوروبية وغربية عمومًا لفتح قنوات اتصال وتعاون أمني سري مع دمشق"،
ليتم الكشف عن زيارة وفد امني سوري الى ايطاليا . التقى الوفد بكبار المسؤولين الأمنيين الإيطاليين، وترأسه  مدير إدارة المخابرات العامة اللواء ديب زيتون يرافقه عدد من الضباط، واستمرت زيارته يومين، والتقى في روما بنظيره الايطالي وعدد من المسؤولين الأمنيين.

 الزيارة  كشفها لموقع العهد  احد المسؤولين الامنيين رفيعي المستوى في سورية، واكد انها جاءت عبر طائرة حكومية إيطالية خاصة، أقلت الوفد السوري من وإلى مطار بيروت، بعد طلب من الحكومة الايطالية، واضاف المسؤول السوري  ان هذه الزيارة ليست الاولى لمسؤول أمني سوري رفيع إلى عاصمة أوروبية . يذكر المصدر أن عدة وفود أمنية أوروبية زارت دمشق سابقا منها وفود فرنسية وألمانية وبلجيكية وإسبانية،الا ان وتيرة الزيارات ارتفعت في المرحلة الاخيرة بالتوازي مع ارتفاع منسوب القلق الاوروبي من عمليات ارهابية قد تضرب بلادهم . يلفت المسؤول الامني الى ان زوار دمشق يأتون محملين بطلبات التعاون، بعد ان بدأ الارهاب يهدد دولهم ومع ادراكهم ان  اعدادا كبيرة من الارهابيين الذين يقاتلون في سورية، انتقلوا الى   اوروبا ، وهذا ما يشكل خطراً كبيراً على امن تلك الدول.
يؤكد المسؤول الرفيع  ان هؤلاء الامنيين كانوا دائماً يطلبون من الجانب السوري  لائحة بأسماء المعتقلين الاجانب وبعض التفاصيل الخاصة بشبكة التنظيم في اوروبا، وكيفية تنقلهم  ونقل الاموال ومصادر الحياة للشبكات  التي عبرت الى اوروبا. يلفت المسؤول السوري الى ان  كل وفد امني اوروبي  يزور دمشق،  يطلب لقاء الرئيس الاسد، وبالطبع كان يقابل بالرفض، مفسراً ان الموقف السوري واضح وجازم لناحية ان اعادة العلاقات الدبلوماسية والتعاون يكون من خلال السفارات. 
يشير المصدر الى ان هذه الدول لا تزال تتعاطى بازدواجية ، فهم يهاجمون في السياسة ، لكن قادتهم الامنيين يزورون دمشق بشكل متكرر. التفسير السوري لهذه السياسة هو  ان بعض الدول لا تريد ان تزعج الولايات المتحدة الامريكية، وتابع المسؤول الامني  ان احد الوفود كان يضم شخصيات امنية من دول عربية، ويبتسم ويتابع حديثه قائلاً ان تلك الشخصيات العربية والاوربية، شاهدت بأم عينها بعض المقاتلين من بلدانهم لدينا، بالإضافة الى الكثير من الوثائق التي تثبت ذلك.

في نفس السياق يؤكد المسؤول الامني ان   زيارة اللواء زيتون لم تكن الزيارة الاولى لمسؤول امني سوري الى الخارج. ويتحدث عن ان  احد الضباط وهو المعني بالملف الخارجي له الكثير من الزيارات الى الخارج، وكل ذلك بطلب من الدول التي تخشى على امنها، وتخشى من ارتداد بعض الارهابيين الذين مولتهم الى داخل مدنها وقراها، مشدداً ان اللغة التي تتم فيها اللقاءات هي لغة مختلفة كلياً عن اللغة التي تتحدث فيها وسائلهم الاعلامية او الاطر السياسية الخاصة بهم.

 خاتماً حديثه ان الدولة السورية تدرك ازدواجية التعاطي العلني في الحرب مع سورية،  وان الكثير من هذه الدول ربما تفتقد الشجاعة للإعلان عن هذه الزيارات او اللقاءات او حتى الرغبة في اعادة العلاقات الدبلوماسية السياسية مع سورية.

العهد - حسين مرتضى