دام برس - ياسر حيدر- اللاذقية :
 ما بين صفحات التواصل الاجتماعي والواقع، منشورات كَثُرت ورهانات وُضِعت, تعليقات تنبأت وآراء ضَجّت، حالٌ واحد شغل السوريين، أفكار وتكهنات تبدلت بين البرهة والأخرى، منها المتشائم ومنها المتفائل ومنها ما بقي مترقباً، تحضيراتٌ، حجوزاتٌ ولقاءات قبل أيام.
فبعد فترةٍ اتصفت بشيءٍ من الفتور الرياضي مرت بها كرة القدم السورية إقليمياً ودولياً، شعورٌ بقلة الثقة وعدم الرضا أصاب المشجعين و خيبة الأمل باتت تساور الجميع.
وعلى شفا حفرة من السقوط في هاوية الخسارة، هدفٌ-أقلُ ما يمكن وصفه بأنه قاتل- أحرزه اللاعب عمر السومة في الدقيقة 93 من عمر المباراة التي جمعت سورية وإيران الشهر الفائت، الهدف الذي كان بمثابة جرعةً مضاعفةً من الأدرنالين للجماهير السورية التي باتت  تتلوى شغفاً مرتقبةً لقاء استراليا، حيث صاحت القلوب قبل الحناجر : سورية لن تكون أوّل الخاسرين.
الخامس من تشرين الأول، اليوم المرتقب، المدينة كعادتها مزدحمة منذ الصباح، الشوارع تضج والجميع يسرع لإنهاء عمله قبل الثالثة والنصف، حشود هائلة اتجهت الى صالة المدينة الرياضية، شيباً و شباباً تجمعوا في المقاهي والمنازل ، خلت الشوارع و دبَّ صمتٌ لم تكسر هيبته إلّا صافرة البداية.
حضور كبير ملأ المدرجات، رُفِعت الرايات، تشابكت الأيادي، صاحت الحناجر مشجعةً بهيبةٍ اعتادت جماهير اللاذقية القيام بها، السيد نبيل يوسف أمين فرع اتحاد شبيبة الثورة تواجد بين الجماهير مؤكداً على أهمية هذه التظاهرة الرياضية في تشجيع و دعم المنتخب السوري للوصول بسورية إلى العالمية والنجومية الكروية.

كرم, الطالب الجامعي والشغوف الرياضي العتيق، كثرة نشاطه الفيسبوكي وتعليقاته المفعمة بنشوة الفوز، حبه وعشقه الكروي السوري دفعني لألتقيه شخصياً في زحمة التحضيرات لاحقاً، ببريقِ أملٍ واضح وبإصرار ثابت حدث دام برس قائلاً: أفضل دائماً متابعة أيّ مباراة غير مباراة المنتخب السوري بتركيز، وحيداً في المنزل، لكن أي شيء يخص المنتخب السوري الأمر يختلف كلياً.
مضيفاً: الشعب السوري شعب عاطفي يتعلق بأي شعاع فرح يجتاز ضباب هذه الحرب، والمنتخب كان كفيل بتوحيد السوريين حوله بمختلف انتماءاتهم، التحضيرات قائمة منذ أيام ـ دون نوم أو تعب ـ لهذا اللقاء المصيري.
العيون انتظرت و المشاعر أنهكت، هنا في المدينة الرياضية سمع لصافرة الحكم ألف صدى عند إعلانه لركلة الجزاء، ليكون  السومة مجدداً هو من يعيد الأمل ويرجح الفرص، لتنتهي بتعادل إيجابي بهدف لمثله، و يمتلئ المكان بفرح شعبٍ  وأد الحزن أيامه، مع حال من التوتر سيستمر إلى اللقاء المصيري الثلاثاء القادم مع استراليا، حيث لن تكون المواجهة بالمهمة السهلة.