دام برس:

تهاوى المصنفون في اليوم الثالث من بطولة قطر إكسون موبيل 2014 كما أوراق الخريف، فلا توقعات ورقية صدقت ولا كاتبو التاريخ القريب أفلحوا، وحده العملاق نادال خرق ربع النهائي إلى جانب اجتياح ألماني غير معهود من لاعبين لم تخبرهم المنصات حتى أنّ منهم من لم يألف التألق في دور أوّل!

هي بطولة قطر أثبتت لماذا يعشقها الكبار ويعشقون صقرها المذهّب، فقيمته المعنوية والفنية والجمالية أثبتتها نتائج الدور الثاني وما خروج دافيد فيرر الثاني وآندي موراي الثالث والبطل غاسكيه الخامس وكولشرايبر السادس وفرداسكو الثامن وقبلهم بيرديخ الرابع إلا دليل على رفعة الكوكبة القادمة للدوحة بهدف واحد؛ رفع الصقر.

بعد نتائج يوم الأربعاء ستصعب القراءة أكثر في الآتي، ومن أبرز المفارقات المؤكدة أن المصنفين الوحيدين الباقيين نادال الأوّل واللاتفي غولبيس السابع سيصفي أحدهما الآخر فنياً ليبقى واحد فقط في المربع الذهبي الذي قد يشهد ثلاثة ألمان إن تابع ماير وبراندس على نسقهما العالي، فيما مواجهة براون-غوجوفسكي تؤكّد أن أحد مواطني بوريس بيكر سيتواجد في نصف النهائي.

ورغم ما حصل من قلب للطاولات من لاعبين لا سابق معرفة بهم من هواة المتابعين وما سيثير من حشرية لمراقبتهم عن كثب، ستكون موقعة نادال-غولبيس الأكثر ظفراً بالاهتمام كون الماتادور طرفاً ولا ريب بذلك، وهو الساعي للقب أوّل من نوعه في مسابقة الفردي على الأراضي القطرية بعد خمس مشاركات سابقة أفضلها وصافة لدافيدنكو عام 2010.

حوارات اللاعبين السابقة تؤشر لاكتساح إسباني لا غبار يشوبه؛ ففي المواجهات الست بين 2008 و2013 سمتان أساسيتان، إزعاج دائم من لاتفي يقبض على مضربه بشدة ويضرب بشدة أخرى اعترف بها نادال عقب فوزه على الألماني كامكي "إنه شاب قوي لا تفرح كثيراً بمواجهته وضرباته القوية جداً"، وانتصارت "مايوركية" ستة قد تعني لنا التمهيد لسابع في الدوحة.

وكون الموسم في بدايته التكهنات غالباً ما تضل طريقها إلى الواقع لذا فإن أي مفاجأة من غولبيس قد لا تبدو مستبعدة وهو الواثق من نفسه والآتي إلى قطر طامحاً للقب على حد قوله ولا شيء غيره.

مباراة أخرى متوقع أن تشهد صراعاً ضارياً بين الوصيف مرتين في الدوحة عامي 2006 و2012 الفرنسي غاييل مونفيس الذي فاجأ حامل اللقب مواطنه ريشار غاسكيه وغلبه للمرة الخامسة في تسع مواجهات، ومنافسه الألماني المتمكّن طوني براندس الذي أطاح بفيرر.

سيتسلح الألماني بأمرين أساسيين أمام الفرنسي، أولهما إطاحته بنجم بقيمة فيرر من الدور الثاني وما يعني ذلك من شحنات معنوية وثانيهما تفوقه التاريخي على الفرنسي بفوزه في ثلاث مواجهات جمعتهما كلها عام 2013، أولاها في بطولة قطر بنسختها الماضية في ربع النهائي أيضاً حين احتاج براندس لمجموعتين كي يبلغ دور الأربعة.

الصاعدان من التصفيات الألمانيان داستن براون وبيتر غوجوفسكي سيتصافحان لأول مرة في مسيرتهما وسيكون من الصعب ترجيح كفة على الأخرى، شأن لقاء الروماني فيكتور هانيسكو والألماني الآخر فلوريان ماير المخضرمين اللذين سيلتقيان للمرة الرابعة في مسيرتهما والكفة التاريخية تميل للفائز على موراي بانتصارين لواحد.