Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
عزيزي المواطن .. كل قذيفة هاون وأنت بصمود !
دام برس : دام برس | عزيزي المواطن .. كل قذيفة هاون وأنت بصمود !

دام برس _ ريتا قاجو :
"صديقي العزيز تفضل بزيارتي، منزلي قريب جداً منك، يبعد فقط خمس دقائق وثلاثة قذائف هاون وصاروخين"
هذه ليست رسالة من قاتل مأجور، يحدد فيها موعد وفاة ضحية مسكينة، بل رسالة من سوري يدعو صديقه السوري للعشاء بكل محبة "ورضا وتسليم".
منذ اندلاع الأزمة في سوريا أخذت الحرب مظاهرة عديدة ، الحرب العسكرية والسياسية والنفسية، فعسكرياً لم يبقَ إرهابي على الكرة الأرضية إلا وجاء ليمارس همجيته وحقده على هذه الأرض، وسياسياً كل دول "ومشايخ" العرب والغرب،انتفضت "لنصرة" الشعب السوري بالمؤتمرات والبيانات، أما نفسياً فلم تبخل وسائل الإعلام على السوريين بحربها على المعنويات والذكريات والآمال.
أما قذائف الهاون فهي حكاية مختلفة، وسيلة لا تخضع لمعيار، ولا تمثل لتصنيف، فهي ذلك الشيء الذي يفاجئك في أي مكان وأي زمان، دون أن ينذرك مسبقاً، هي شظايا الحرب التي تسقط فيرتقي بسقوطها شهداء وجرحى، هي ذلك الكابوس الذي تراه وأنت مستيقظ بكامل الوعي، وأنت في البيت.. في الشارع.. في المدرسة.. في العمل.. في الجامع ..في الكنيسة.. وربما تحت الأرض وعلى سطح القمر !
إذا سألت السوري أن يصف قذيفة الهاون بصفة واحدة سيضطر للوصف التراجيدي البحت فيقول "الغدر"،  يد الموت التي تطال الأبرياء دون إنذار مسبق، بعد أربع سنوات من الحرب أصبحت لغة الأرقام عاجزة عن توثيق أعداد شهداء قذائف الهاون في المدن السورية المختلفة، هذه القذائف لا يحلو لها الانفجار بحقد مطلقيها إلا في دور العلم والعبادة، التي تكون أبعد ما يكون عن الحرب، وأنقى من التصفيات السياسية، من منا ينسى الأربعة عشر شهيداً من الأطفال ضحايا الهاون على معهد العلوم الشرعية في الشاغور، والشهداء الأطفال الخمسة في مدرسة يوحنا الدمشقي، مثالان فقط عن مئات الحالات التي انحفرت في ذاكرتنا !
وبعيداً عن الخوف والألم، لنتحدث عن الهاون من الجانب الآخر، هذه القذائف لا ترسل فقط رسائل الموت والدم من الإرهاب للسوريين، بل هي أيضاً رسائل صمود وقوة وحياة من السوريين للإرهاب، فكانت القذيفة تسقط في مكان ما لتراه يضج بالحياة مرة أخرى بعد ثواني، يستهدف الإرهاب مؤسسة أو مدرسة فتراها مفعمة بالعلم والعمل في اليوم التالي، ولنذهب إلى أقرب مثال ، التهديدات التي أطلقتها ميليشيا جيش الإسلام الأسبوع الماضي، ورغم قناعة السوريين أن هؤلاء يصدقون في أي وعد له علاقة بالقتل والموت، إلا أنهم خرجوا وتحدوا الموت علناً، ووفى الإرهاب بوعده الدموي فكان يوم القذائف وشهدائها في دمشق .
هذا التحدي والصمود، مزيج من قوة إرادة تميّز السوري في السلم والحرب، وقناعة راسخة بأن هذه الحرب حرب وجود تتطلب التضحية، وربما مزيج من التسليم بالأمر الواقع على مبدأ "إذا ذبحت الشاة فالسلخ لا يؤلمها"!
رغم الخوف على أطفالنا من يد الحقد تغتالهم على مقعد الدراسة كل يوم، وتغتال ضحكتهم على الأرجوحة في حديقة عامة، ستبقى إرادة الحياة أقوى، الموت قدر ولكن الحياة قدر محتوم أكثر !
يقولون بالعامية " الله الحامي" ، ولذلك عزيزي المواطن.. الحياة مستمرة.. شكراً لإرادتك الاسطورية .. و "كل قذيفة وأنت بصمود " !


 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-02-10 04:33:32   ولكن ماذا بعد هذا الصمود ؟!
الهاون والكاتيوشا وغيرها من الاساليب الاجرامية البربرية التي اعتاد المسلحون على اعتماد للتعبير عن خساراتهم وحقدهم وعدم تمييزهم بين طائفة وأخرى على عكس ما يدّعون.. كيف لزهران علوش أن يطلب من المسلمين في العاصمة دمشق التحصن في بيوتهم..ويقوم بقصفهم ورمي هاون الغدر والجبن عليهم.. ثم لماذا لا تتم هذه الضربات الا في اوقات الذروة ودوام الطلاب والمدارس؟؟! الامر المضحك المبكي في ذات الوقت ان السوريين اعتادوا على مثل هذا الاجرام وصمدوا في وجهه ولكن فاتورة ذلك يدفعوها من دماء واشلاء اطفالهم واحبابهم!!
وسيم قشلان  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz