دام برس :
استعادت «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، أمس، ما خسرته من مناطق أمام تنظيم داعش الإرهابي في شرق الفرات يوم الأحد الماضي.
وبينما أبرمت «قسد» صفقة مع التنظيم أفرجت بموجبها عن 7 جنود للاحتلال الأميركي وتركت مسلحيها محتجزين لديه، ترددت أنباء عن تصاعد الخلاف الداخلي فيها بين مكونيها العربي والكردي.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض: إن ما يسمى «القوات الخاصة» ضمن «قسد» تمكنت من استعادة جميع النقاط التي خسرتها يوم الأحد الماضي لمصلحة التنظيم في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، قبل أن يشير إلى تراجع وتيرة القتال من جديد ضمن الجيب الأخير للتنظيم وأطرافه باستثناء عمليات استهداف متقطعة بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة وبالقذائف، تزامناً مع تحليق للطائرات الحربية التابعة لـ«التحالف» في سماء المنطقة، واستهدافها للمنطقة بين الحين والآخر.
ولفت إلى ارتفاع الخسائر البشرية في صفوف داعش خلال الـ24 ساعة الأخيرة إلى 30 على الأقل جراء القصف من طائرات حربية والقتال الذي دار بينهم وبين مسلحي ما يسمى«المهام الخاصة» في «وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الفقري لـ«قسد»، ليرتفع عدد قتلى التنظيم منذ 10 أيلول الماضي إلى 553 مقابل 327 على الأقل من صفوف «قسد».
وفي شأن متصل، ذكر تقرير إعلامي، أن معظم القتلى في صفوف «قسد» كانوا من المكون العربي، لافتاً إلى تطور خلاف داخلي في «قسد» بين المكونين العربي والكردي، بعد استعادة داعش للسوسة من قبضتها، وأسره للعشرات من مسلحي «قسد» العرب، وهروب الزعامات الكردية وأبرزهم لواء «شيركو» الكردي، الذي انسحب بالكامل من الباغوز، بعد هجوم التنظيم ليترك المسلحين العرب لمصيرهم أمام هجوم التنظيم الكبير.
وأكد التقرير، أن «قسد» كثيراً ما تجعل من المسلحين العرب، رأس حربة للتضحية بهم في الاقتحامات التي يبوء اغلبها بالفشل، وتنتهي بمقتل هؤلاء، ونقل عن ناشطين: إنها لا تسعى لإعادة جثث القتلى العرب من صفوفها أو المطالبة بأسراهم عند التنظيم.
وأوضح التقرير، أن أوج الخلافات كان في اجتماع في القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي عندما عزت قيادات كردية من «قسد» سبب الهزيمة إلى المسلحين العرب، وحملتهم المسؤولية عن التراجع، وأدت هذه الاتهامات لحصول ملاسنات في اجتماع جمع قيادات كردية وعربية في «قسد» وضباط من «التحالف الدولي» عندما اتهم من يسمى القائد العسكري لـ«مجلس دير الزور العسكري»، قيادي عربي يدعى أحمد خبيل الملقب بأبو خولة البكيري المسلحين العرب بالتخاذل، ليخرج البكيري من الاجتماع مستقيلاً وغاضباً.
ومن ضمن الانتقادات الموجهة لـ «قسد» أيضاً إن القيادات العربية أغلبها مناصب شكلية، لافتاً إلى أن هذا التوتر مترسخ في مناطق دير الزور، منذ أشهر، ولا تحظى «قسد» فعلياً بتأييد شعبي واسع، وأغلب المنتسبين لها من أبناء دير الزور بالتحديد ينضمون بفعل العامل المادي إضافة إلى كراهية بعضهم لتنظيم داعش بسبب ثارات قبلية سابقة مع مسلحيه من أبناء مناطقهم.
من جانبها تحدثت مواقع إعلامية معارضة عن تصاعد حالات الفرار من الأفواج والميليشيات التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي في ريف الحسكة مع استمرار عمليات حشد التعزيزات باتجاه دير الزور وأن «وحدات حماية الشعب» شنت حملة دهم وتفتيش في منطقة رأس العين شمال الحسكة بحثاً عن مجموعات من مسلحيها فروا خشية نقلهم إلى جبهات القتال ضد داعش شرق دير الزور.
في الغضون كشفت مواقع إلكترونية معارضة أن داعش أفرج عن 7 جنود للاحتلال الأميركي، بموجب صفقة تبادل مع «قسد» كان قد أسرهم في أيلول الماضي.
وأكدت المواقع أن «قسد» بالمقابل نفذت مطالب التنظيم بالانسحاب من «بئر أزرق» النفطي وعدد من الحقول الأخرى، واستلمت الجنود الأميركيين لكنها لم تسمح بعد بإدخال أغذية ومستلزمات طبية إلى بلدة الشعفة، وفق شروط التنظيم.
في الأثناء، نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» بأن الجيش التركي قام أمس بقصف قرية تل جيهان التابعة لناحية تربة سبية في ريف القامشلي بقذائف الهاون مرة أخرى واستهدفوا منازل المدنيين، إضافة إلى سيارة مدنية كانت تسير على طريق القرية وتعرضت لأضرار مادية فقط.