دام برس :
في وقت يواصل فيه الجيش العربي السوري إرسال التعزيزات العسكرية إلى جبهات إدلب المختلفة، تحضيراً لعملية تحرير المحافظة من التنظيمات الإرهابية، أعلنت موسكو أن موظفي مركز المصالحة الروسية في سورية يجرون محادثات مع زعماء التنظيمات المسلحة والشيوخ لتحقيق تسوية سلمية للأزمة هناك، في وقت لم ينجح نظام أردوغان بحل تلك التنظيمات الإرهابية.
وفي التفاصيل، استهدف الجيش بنيران مدفعيته الثقيلة مجموعات إرهابية في الأطراف الغربية لبلدة اللطامنة وقرى الجيسات والجنابرة وحصرايا وبالأراضي الزراعية في كفر زيتا بريف حماة الشمالي ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الإرهابيين وتدمير عتادهم الحربي ومنه عربات بيك آب مزودة برشاشات متوسطة وثقيلة ودراجات نارية.
كما قصف الجيش بمدفعيته أيضاً تحركات للمجموعات الإرهابية التي ترفع شارات «جبهة النصرة» في بلدة الزيارة بريف حماة الغربي، ما أدى إلى مقتل العديد من أفرادها وجرح آخرين.
من جهة ثانية واصل الإرهابيون في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي استقدام نظراء لهم لمؤازرتهم في معركة إدلب الكبرى، حيث أعلنت صفحات معارضة على مواقع التواصل الاجتماعي وصول أرتال من «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لـ«النصرة» إلى عدة محاور بريف حماة.
وتعقيباً على هذا التعزيز الإرهابي بين مصدر إعلامي لـ«الوطن» أن الجيش بالمرصاد لكل ما يقوم به الإرهابيون في تلك المحاور، ولن يجديهم ذلك نفعاً، فعندما تحين ساعة الصفر ستطولهم نيران الجيش في أي جحر أو موقع يتحصنون به، ولن ينجو من ضرباته ونيرانه.
ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية أن رتلاً عسكرياً يتضمن عشرات المدرعات والدبابات والمدافع الذاتية الحركة، إضافة إلى طواقم هذه الأسلحة، متوجهاً نحو جبهة ريف إدلب الجنوبي.
بالترافق مع مواصلة الجيش إرسال التعزيزات العسكرية إلى جبهات إدلب المختلفة، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن موظفي مركز المصالحة الروسية في سورية يجرون محادثات مع زعماء التنظيمات المسلحة والشيوخ في إدلب لتحقيق تسوية سلمية للأزمة هناك.
وقال شويغو، وفق موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني: «تجري هناك محادثات ثقيلة وصعبة على جميع المستويات مع من كنا نسميه سابقاً بالمعارضة المعتدلة ونسميه اليوم بالمسلحين وزعمائهم، كما يجري العمل مع الشيوخ الذين يسيطرون على بعض القبائل في هذه الأراضي».
وأضاف إن هذه المحادثات تهدف إلى تحقيق تسوية سلمية في هذه المنطقة على غرار تسوية الأزمة في درعا والغوطة الشرقية.
وتابع: «هذا ما يقوم به ضباطنا. وأريد أن أشكرهم من جديد، وخاصة للعمل الذي قاموا به بشكل ماهر للغاية، وكذلك لكل ما تم عمله في مناطق الغوطة الشرقية واليرموك ودرعا».
في المقابل، نفت ما تسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» التابعة لتركيا والتي شكلها نظام أردوغان من مرتزقته في الشمال، التواصل مع الروس من أجل الوصول إلى حل في محافظة إدلب، وذلك في بيان نشره الناطق باسمها، النقيب الفار ناجي المصطفى، أمس، وفق وكالات معارضة.
وفي السياق، ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن «مصادر موثوقة» أبلغتها أن المفاوضات بين كل من المخابرات التركية من جهة، و«النصرة» و«الحزب الإسلامي التركستاني» و«مجموعات جهادية ثانية» من جهة أخرى، لا تزال مستمرة، بهدف الوصول إلى اتفاق والموافقة على حل هذه التنظيمات لنفسها.
وبحسب المصادر، فإن استمرار التفاوض يأتي بعد المعلومات المتضاربة بشأن التوصل لتوافق بهذا الشأن، إذ إن التنظيمات لا تزال تشهد تخبطاً في صفوف قادتها ومسلحيها، حيث وافق قسم منها على مطالب السلطات التركية بحل نفسها، في حين يرفض القسم الأكبر عملية الحل هذه، أو الموافقة على أي من الشروط التركية ضمن التفاوض.
بموازاة ذلك، تشهد جميع أرجاء مدينة حمص وأريافها الشمالية والغربية والجنوبية هدوءاً تاماً يخيم على الأجواء العامة فيها، وبدت الحركة فيها اعتيادية وطبيعية لم تشهد خلالها أي حوادث تذكر.
في المقابل، شهدت محاور الاشتباك وخطوط التماس مع تنظيم داعش الإرهابي في البادية الشرقية هدوءاً حذراً سجل خلاله اشتباكات متقطعة ومتفرقة إلا أنها لم تسفر عن شي.
وذكر مصدر عسكري في غرفة عمليات الريف الشرقي لـ«الوطن»، أن وحدة من الجيش استهدفت بنيران مدفعيتها الثقيلة تحركات لتنظيم داعش على اتجاه سد عويرض ومحيط المحطتين الثانية والثالثة وعلى امتداد المنطقة الواقعة على مقربة من الحدود الإدارية المشتركة مع ريف محافظة دير الزور في البادية الشرقية وأوقعت إصابات محققة في صفوف التنظيم وكبدته خسائر جديدة بالأرواح والعتاد.
إلى حلب، فقد ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن اشتباكات بين قوات الجيش والقوى الرديفة لها من جهة، ومسلحي التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى، على محاور في محيط منطقة بيانون في الريف الشمالي لحلب، وسط استهدافات متبادلة على خطوط التماس، وقصف من قبل قوات الجيش على المنطقة، تسبب بانفجارات عنيفة، في حين لم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى ساعة إعداد هذه المادة.