دام برس :
ضيق الجيش العربي السوري أمس الخناق أكثر فأكثر على من تبقى من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في بادية دمشق الشرقية، عبر سيطرته على مساحات جديدة على محور قبر الشيخ حسين وأم مرزخ وأجزاء من منطقة الجرف الصخري في تلول الصفا، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي التنظيم، أسفرت عن مقتل العشرات منهم.
وتابعت وحدات من الجيش والقوات الرديفة، تقدمها على أطراف تلول الصفا في عمق بادية ريف دمشق الشرقي عند الحدود الإدارية مع ريف السويداء، مضيقة الخناق على من تبقى من مسلحي داعش المتحصنين ضمن الجروف الصخرية الشديدة الوعورة.
وأفادت وكالة «سانا» للأنباء بأن وحدات من الجيش والقوات الرديفة «سيطرت على مساحات جديدة على محور قبر الشيخ حسين وأم مرزخ في تلول الصفا بالريف الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيي داعش أوقعت خلالها العديد منهم قتلى ومصابين بينهم قناصون كانوا يستغلون الجروف الصخرية وتضاريسها المعقدة للتنقل والاختباء وفي محاولة يائسة لإعاقة تقدم الجيش».
وأشارت الوكالة إلى أن وحدات من الجيش «حققت تقدماً على محور تل غانم وقضت على العديد من إرهابيي التنظيم ودمرت لهم آليتين مزودتين برشاشات ثقيلة في محيط الحاوي وخربة الحاوي».
ولفت إلى أن وحدات الجيش «ضيقت الخناق على إرهابيي داعش بعد تثبيت نقاطها في محيط تلول الصفا، حيث يتم التعامل مع أي محاولات تسلل وفرار للإرهابيين خارج المنطقة بالأسلحة المناسبة».
من جانبها، أفادت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»، بأن وحدات من الجيش «تقدمت في الجرف الصخري باتجاه تل أبو غانم وعثرت على مستودعات أسلحة وقضت على عشرات الإرهابيين».
وسيطرت وحدات الجيش أول من أمس، خلال تقدمها على محور تل غانم على خربة الحاوي في الجهة الشمالية لتلول الصفا بعد تدمير تحصينات مسلحي داعش فيها وسيارتي بيك أب لهم مزودتين برشاشين ثقيلين وإيقاع قتلى ومصابين في صفوفهم.
وفي وقت سابق من يوم أمس، أفادت صفحات على «الفيسبوك» بأن اشتباكات عنيفة شهدتها تلول الصفا (ليل الجمعة- السبت) عقب تقدم الجيش واختراقه تحصينات داعش، وأن المعارك العنيفة أسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثين داعشي، على حين يحاول التنظيم زج كل قوته لتفادي خسارة هذه التلول نظراً لأهمية موقعها العسكري، على حين ارتقى أيضاً في هذه العملية عدد من الشهداء والجرحى للجيش الذي بقي مصمماً على اجتثاث كل أثر للإرهابيين في هذه المنطقة.
وأول من أمس، ذكرت وكالة «سبوتنيك» للأنباء، أن الجيش شن هجوماً كبيراً في عمق تلول الصفا، آخر معاقل داعش في بادية دمشق الشرقية، وأسفر الهجوم عن قتل عشرات الإرهابيين وأسر عدد آخر منهم.
من جهتها، ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أن قوات الجيش تصدت ﻟﻬﺠﻮﻡ عنيف ﺷﻨﻪ التنظيم ليل «الجمعة- السبت» ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ، ما أدى إلى استشهاد عدد من جنود الجيش ووقوع جرحى نقلوا إلى مشفى السويداء الوطني. ولم يعلق تنظيم داعش، وفقاً للمواقع، على سير عملياته في المنطقة، وكان قد توقف عن إعلاناته منذ حصره الجيش في منطقة تلول الصفا.
وفي وقت لاحق من يوم أمس، أفادت مصادر إعلامية معارضة، بأن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة، بوتيرة متفاوتة العنف، بين قوات الجيش والقوات الرديفة من طرف، ومسلحي التنظيم من طرف آخر، في محيط تلول الصفا، حيث بدأت قوات الجيش هجومها المعاكس مع الهجوم الذي شنه التنظيم على مواقعها ليل «الجمعة- السبت» حيث حققت تقدماً على حساب التنظيم في المنطقة، وسيطرت على أجزاء جديدة من منطقة الجرف الصخري، إضافة لإعطاب عدة آليات للتنظيم، مضيقة الخناق بذلك أكثر فأكثر على مسلحي التنظيم المتمركزين فيها.
وقبل ذلك بساعات، كانت المصادر المعارضة، أفادت بأن قوات الجيش واصلت عمليات قصفها الصاروخي على مواقع التنظيم في تلول الصفا، وسط استمرار المعارك بوتيرة عنيفة بين الطرفين، في إطار الهجمات المتواصلة لقوات الجيش التي تسعى لإجبار التنظيم على الاستسلام.
إلى ذلك، ارتفع عدد قتلى تنظيم داعش، بحسب المصادر المعارضة، إلى 147 قتيلاً على الأقل خلال المعارك مع قوات الجيش منذ الـ25 من الفائت.