دام برس :
أكد نائب قائد القوات الروسية في سورية العماد سيرجي كورالينكو أن الضباط الروس يعملون مع الجيش العربي السوري لمحاربة الإرهاب، وشدد على أن تنظيم داعش الإرهابي سيزول من سورية نهائياً، وكشف عن تنسيق مع الأمم المتحدة لإعادة تفعيل قوات الطوارئ الدولية في القنيطرة، مؤكداً عودة عناصرها لمواقعهم نهاية آب القادم.
وذكر كورالينكو الذي يشغل أيضاً منصب قائد القوات الروسية في دمشق، خلال لقاء المعنيين بالقنيطرة مع وجهاء ولجان المصالحة في القرى التي حررها الجيش بالقطاع الجنوبي والأوسط، أن هناك تنسيقاً وعملاً مع الأمم المتحدة لإعادة تفعيل مراكز ونقاط قوات الطوارئ الدولية «الأندوف» في محافظة القنيطرة، مؤكداً عودة جميع العناصر إلى مواقعهم نهاية آب القادم، إضافة إلى إحداث مركز للتسوية من الضباط الروس بالمحافظة خلال عدة أيام بهدف الاستماع إلى مشاكل المواطنين في القرى المحررة والتواصل مع الجهات المعنية من أجل إيجاد الحلول المناسبة.
وأشار كورالينكو إلى التعاون مع الجيش العربي السوري من أجل إجراء التسوية الشاملة وتحقيق السلام والأمان لجميع السكان بالمحافظة، وطالب المسلحين بتسليم أسلحتهم الفردية ليعيشوا بحرية ويعودوا إلى منازلهم ويمارسوا حياتهم الطبيعية، منوها باستلام الكثير من الأسلحة الثقيلة من المجموعات المسلحة خلال الأيام القليلة الماضية.
وشدد نائب قائد القوات الروسية في سورية على أن الضباط الروس يعملون جنبا إلى جنب مع الجيش العربي السوري من أجل محاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، وأن تنظيم داعش الإرهابي سيزول من سورية نهائياً وغير مسموح بقاؤه بالمنطقة «وما جرائمه إلا دليل على الوحشية والتطرف وعلينا أن نتذكر هؤلاء الشهداء الذين سقطوا على أيدي هذا التنظيم الإرهابي»، لافتاً إلى الصداقة العميقة والقديمة التي تربط بين الشعبين السوري والروسي.
بدوره نوه محافظ القنيطرة همام دبيات، بحجم الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية في سورية والتي تجاوزت قيمتها نحو ٣٨ تريليون ليرة سورية، لافتاً إلى أن القنيطرة نالها من الأضرار مثل ما نال باقي المحافظات، ومبينا أن حجم الأضرار في منظومة الشبكة الكهربائية بالمحافظة في التقديرات الأولية والكشف المبدئي نحو ٦٠٠ مليون والحاجة إلى أضعاف المبلغ بعد إنجاز الكشف النهائي على الأضرار.
وأكد دبيات تشكيل لجنة بالمحافظة مهمتها متابعة احتياجات المواطنين اليومية في القطاع الجنوبي والأوسط المحررين من صحة ومياه وخبز ومحروقات من أجل تأمينها «وفي حال وجود شكاوى حول نقص الخدمات التواصل المباشر معه فوراً وعدم السكوت أو الانتظار»، موضحاً أن جميع أبناء القنيطرة متساوون بالخدمات وبالحفاظ على الممتلكات العامة والابتعاد عن الأفكار السوداوية، معتبراً أن الفجوة كبيرة وردمها يحتاج إلى مشاركة جميع أبناء المحافظة واحترام جميع وجهات النظر، وكذلك العمل على إعادة الحياة الاقتصادية إلى المناطق المحررة وخاصة منشآت القطاع الخاص للمساهمة في إنعاش المنطقة.
وطالب محافظ القنيطرة بمشاركة جميع المواطنين بالانتخابات المحلية وتشجيع ترشيح الأشخاص القادرين على خدمة أبناء المحافظة والمشهود لهم بالنزاهة والكفاءة والحرص على أكبر مشاركة للمساهمة في بناء وتنمية المحافظة.
من جانبه أكد أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي خالد أباظة على خصوصية وتميز المحافظة والدعم الحكومي اللامحدود لأبنائها، منوهاً أن كل شخص مهجر من القطاع الجنوبي والأوسط وصاحب منزل سيعود إلى بيته وممارسة نشاطاته المعتادة، وموجها كلامه إلى المشككين بمصداقية الدولة السورية حول التسويات التي تطرحها، ومؤكدا أن الدولة لا ترجع عن وعودها وأكبر دليل بلدة خان أرنبة والمصالحة التي تمت فيها قبل نحو خمس سنوات.
وطالب أباظة لجان المصالحة والوجهاء بالعمل على إعادة جثامين الشهداء من الجيش العربي السوري إلى أهلهم والاهتمام بالتعليم وإعادة المتسربين إلى المدارس، مبيناً أن محافظة القنيطرة لم تغلق مدارس القطاع الجنوبي طوال الأزمة حرصاً منها على مصلحة أبنائها واستمرار تحصيلهم العلمي وتحصينه ضد الفكر الإرهابي المتطرف.
من جانبه أكد رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة اللواء حكمت سليمان، العمل بتوجيهات الرئيس بشار الأسد في إعادة الأمن والاستقرار إلى محافظة القنيطرة «وهذا الأمر لم يكن ليتحقق لولا جهود جميع أبنائها منطلقين من دافعهم في حب الوطن»، مشيراً إلى إعداد خطة عمل لإنجازها خلال الأيام القليلة القادمة لتقديم الخدمات الأساسية وتأهيل البنى التحتية «وذلك يتوقف على مقدار الجهود التي سيبذلها المعنيون».
وأشار سليمان إلى دخول الجيش العربي السوري إلى كافة القرى والمواقع والنقاط التي كان فيها قبل الأزمة باستثناء قرى القطاع الشمالي والتي سيدخلها خلال يومين بعد إنجاز المصالحة فيها، مطالبا لجان المصالحة بالتواصل مع المسلحين ودعوة جميع الذين حملوا السلاح بالتوجه إلى مراكز المصالحة التي تم اعتمادهما بالقطاعين الجنوبي والأوسط من أجل تسوية أوضاعهم وتسليم سلاحهم وعودتهم إلى منازلهم وممارسة حياتهم الطبيعية حيث سيعيشون بأمان وسلام «فالدولة هي الأم الحنون ومع كل مواطن لنتمكن جميعاً ونساهم بالنهوض بالوطن».
وتمحورت مطالب لجان المصالحة في المناطق المحررة ضرورة فتح طريق جبا مسحرة – نبع – الصخر لعودة الأهالي والموظفين إلى منازلهم في القطاع الجنوبي والإسراع بإعادة تأهيل البنى التحتية من كهرباء وآبار مياه ومراكز صحية ومدارس والسماح بعودة المهجرين إلى منازلهم وأراضيهم وتسهيل عودة المهجرين من قرى ريف دمشق (دير ماكر وما حولها) والذين يقيمون في منازل أهالي قرى بريقة وبئر عجم ونبع الصخر إلى قراهم وتسوية أوضاع الموظفين وعودتهم إلى عملهم وتامين اللقاحات البيطرية للثروة الحيوانية والمحروقات وتفعيل عمل المخاتير وإعادتهم إلى قراهم وتفعيل المخابز وتقديم معونات إغاثية وإنسانية إلى أبناء القطاع الجنوبي.