دام برس- خاص :
على وقع التقدم السريع للقوات الجيش السوري وحلفائه في البادية، نجح اليوم بإعلان مدينة السخنة الإستراتيجية الواقعة في عقدة وصل مهمة ما بين تدمر والتنف والبوكمال وبداية الوصول إلى دير الزور .. وبسيطرة الجيش السوري عليها يكون قد بدأ العد العكسي لفك الحصار عن مدينة دير الزور المحاصرة من قبل تنظيم داعش الإرهابي ..
في التحليل يمكن القول أن معركة تحرير السخنة هي الأكثر أهمية داخل طوق مدينة دير الزور وهي التي انطلقت من تدمر وحقل الهيل باتجاه، بالتوازي مع مساريين آخرين الأول من مسكنة والرصافة وصولاً إلى ضفاف نهر الفرات في ريف الرقة الجنوبي.. والمحور الثاني هو المنطلق من ريف حماه السلمية باتجاه مناطق "داعش" في عقيربات .. حيث تهدف العملية وفق ما أعلنته القيادة العسكرية السورية إلى تطهير البادية من المجموعات المسلحة واستعادة حقول النفط والغاز..
وبتحرير السخنة يمكن القول أن الطوق اكتمل وباتت المجموعات المسلحة بين فكي كماشة وليس أمامها إلا الاستسلام والقتل..
ومن ناحية الميدانية أيضاً فالسيطرة على السخنة فتح الطريق وبقوة نحو دير الزور حيث تبعد المدينة 55 كم عن الحدود الإدارية لدير الزور و110 كم عن مركز المدينة، وبالعرف العسكري وفي ظل سيطرة الجيش السوري على التلال الحاكمة في المنطقة وبسبب طبيعتها الجغرافية المنبسطة فإن طريق مسير القوات العسكرية لن تواجهه عقبات لفك الحصار عن الحامية العسكرية والمدنيين في الأحياء المحاصرة.
سياسياً، لقد أدت سيطرة الجيش السوري على مدينة السخنة الإستراتيجية إلى عرقلة المشروع الأمريكي في تلك المنطقة والتي كان يسعى لأن تكون السخنة نقطة تواصل حيوية ما بين التنف من جهة والبوكمال من جهة ثانية ضمن ما يسمى بالمنطقة العازلة التي كان ينوي إقامتها هناك.. وهو ما بدأ يتوضح بسرعة بعد المعلومات التي تداولها وسائل الإعلام عن نية واشنطن نقل المجموعات التي كانت تعول عليها في تلك المنطقة مغاوير الثورة وجيش العشائر وفصيل أحمد عبدو إلى منطقة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي وفتح معركة باتجاه دير الزور "90 " كم بهدف الوصول إلى المدينة المحاصرة قبل الجيش السوري.
كما أن وصول الجيش السوري السريع في العمق البادية وتحقيقه انتصارات متتالية خلط حسابات واشنطن في المنطقة لا بل أربكها وهذا انعكس في الميدان حيث صبت طائرات التحالف الأمريكي جام غضبها على مدينة الرقة التي ما تزال عصية على قوات سورية الديمقراطية بعد قرابة ثلاثة أشهر من بداية اقتحامها حيث تسيطر على 45% من المدينة رغم الحصار المطبق على المدينة، حيث تحدثت المنظمات الإنسانية عن مئات الضحايا نتيجة القصف العشوائي "قصف المشفى الوطني" وحتى القصف بالقنابل الفوسفورية. فواشنطن كانت تعول على دور ما لقوات سورية الديمقراطية في تحرير دير الزور ولكن التقدم السوري أجهض هذا الآمال وعطلها حالياً.
أخيراً يمكن القول أن ما قبل تحرير السخنة، ليس كما قبله، والمعطيات والموازين الإستراتيجية ستتغير أيضاً، وبقوة، لصالح الجيش السوري الذي بات يسطير على مساحات واسعة من البادية السورية وبات قريباً من تأمين الحدود مع الجانب العراقي بشكل كامل..