دام برس:
بدأت الملامح الأولى لمستقبل المعارك والنفوذ في مناطق البادية الشرقية بالظهور من خلال اتفاق بين واشنطن وموسكو يكرّس الوجود الأميركي في التنف ومحيطها ويحدّه عن التوسع شمالاً على طول الحدود. وبرغم تلك التفاهمات تُبقي دمشق مع حلفائها استعداداتهم لخوض سباق نحو منطقة وادي الفرات إذا ما قرر الأميركيون التحرك خارج إطار التفاهم.
تغيّرت المعادلة الميدانية في غرب البادية كثيراً منذ الغارة الأميركية ضد قوات الجيش وحلفائه على طريق التنف قبل ما يزيد على عشرة أيام. فتلك القوات التي كانت حينها تسيطر على منطقة السبع بيار عزّزت مواقعها وكسبت أهم مواقع "داعش" المجاورة في جبال تدمر الغربية، وضمنت أمان قواتها المتقدمة شرقاً.
أما على جبهة التنف، فيثير الرد الأميركي المباشر الأول تساؤلات كثيرة حول نيّات التصعيد مع الجيش وحلفائه هناك، خاصة أن واشنطن أصرّت على أنها حاولت تحذير القوات المتقدمة لتفادي الصدام، وطلبت من روسيا ثني ذلك التحرك نحو "منطقة منع التصادم". وتشير المعلومات إلى أن الأميركيين والروس توصّلوا قبل أيام إلى "تفاهم" غير معلن، على توزيع الجبهات ضد "داعش" وتقسيم مناطق السيطرة على الحدود السورية العراقية.
وتشير مصادر إلى أن الاتفاق يترك للأميركي "منطقة أمان" تمتد ضمن نطاق دائري لحوالى 60 ــ 70 كيلومتراً من قاعدتها في التنف، فيما تعود للجانب الروسي وحلفائه السيطرة على المناطق الباقية من البادية الحدودية شمالاً، فيما يتيح للقوات السورية وحلفائها التقدم نحو معبر القائم المقابل لمدينة البوكمال السورية. كذلك، يفرض خطوط منع تصادم بين الجانبين.
وتشير المصادر إلى أن دمشق وحلفاءها "لن يسمحوا للأميركي بالإمساك بالحدود وإذا أصرّ على التدخّل فـ"الحشد الشعبي" سيدخل أيضاً من شمالي البادية".
وتلفت إلى أن ما يجري العمل عليه حالياً "هو تشكيل هلال واقي حول التنف مع منح الأميركي هامشَ تحرك محصور داخل هذا الهلال وبالتالي محاصرته في منطقة التنف ومنعه من التمدد شمالاً".
سعد العبيدي