دام برس:

عمليات نوعيّة للجيش السوري على الجبهة الشرقية للبلاد بعد أن فرض بالتعاون مع القوى الرديفة واقعاً ميدانياً يميل كفة الميزان لصالحه على مختلف الجبهات السورية ،ومن هذا المنطلق توجه التركيز العسكري لأهمية ربط خط العمليات مع المعابر الحدودية العراقية ،وبالتالي الاقتراب من مدينتي الرقة ودير الزور حيث التواجد الإرهابي الأكبر.
فصل بادية الشام عن القلمون الشرقي وقطع طرق الإمداد بينهما هو هدف عمليات لجيش السوري الأبرز بشكل لا يقلّ أهمية عن تأمين كلٍ من مطارات السين والضمير وخلخلة العسكرية، وبالتالي خرق مناطق تواجد الجماعات الإرهابية التي اتخذت من ريف السويداء الشرقي مستقراً لها.
 ذلك وتقدمت وحدات الجيش السوري على الجبهة الجنوبيّة الشرقيّة أي شمال شرق بادية السويداء بإتجاه معبر التنف الحدودي مع العراق ،حيث أن الهدف الرئيسي من عمليات الجيش السوري شرقاً في هذه المرحلة هو فك الحصار عن مدينة دير الزور ،وتحقيق تماس مع القوات العراقية العاملة قرب معبر القائم وأيضا في قضاء البعاج، والتي ستشكل مساندة كبيرة ومهمة له في عمليات استعادة دير الزور، وربما الرقة في ما بعد، وهي عناصر قد لا تتوفر له إذا ما أكمل الطريق باتجاه معبر التنف.
 هذا وتمكنت وحدات الجيش السوري وخلال فترة وجيزة من بسط السيطرة على كل من منطقة الرحبة وسد الزلف لتصبح بذلك على مقربة من التنف بنحو 90 كم ،هذا بالتوازي مع تحرك الوحدات العسكرية بإتجاه تحقيق الإتصال مع القوات الموجودة جنوب شرق مطار السين في محور شمال البادية، هذا وإن تحقق سيفرض حصاراً على المنطقة الموجودة شرق مطار خلخلة حيث تمت السيطرة خلال الأيام القليلة الماضية على تلال الدكوة والرشيدة.
 تحركات سريعة الوتيرة خاضتها وحدات الجيش السوري على محور جنوب غرب تدمر من جهة مثلث تدمر - بغداد – الأردن، لتفرض خلال أيام معدودة تقدم إجمالي بدأ بالسيطرة على جبل الطبقة وخان التراب وصولاً للسيطرة على محطة القطار ومناجم الفوسفات وقرية العليانية في خنيفيس والصوانة ومناطق رجم التيس والباردة والبصيري وخان عنيبة وكسارات المنقورة وجبل أبو دالي وعدة تلال أخرى.
الأمر الذي جاء بالتزامن مع عمليات أقل وتيرة للجيش السوري في جنوب وجنوب شرق القريتين حيث سُيطر خلالها على تلال خنيزير وجبل العبد وجبل نصراني وحفير ومحسه وسد القريتين ،وفي محور ريف دمشق الشمالي الشرقي تقدم الجيش السوري وسيطر على منطقة البحوث العملية بعمق 5كم.

أما محور شرق تدمر يشهد تقدماً بإتجاه حقل آراك النفطي وحقل غاز الهيل وفيه تمت السيطرة على تلال المزبد وجبل التاج وجبل المستديرة وتلال التليلة ,ليستمر التقدم في المناطق الواقعة شرق صوامع الحدود حيث أصبحت الوحدات على تماس مع حقل آراك النفطي من خلال التلال المطلة عليه ,الهدف الأساسي للجيش السوري في هذا المحور هو الوصول إلى مدينة السخنة الإستراتيجية التي تقع على بعد 40كم من المواقع الحالية للوحدات وهي أحد أهم المحطات قبل الوصول إلى مدينة دير الزور المحاصرة إضافة لكونها أحد نقاط إمداد الإرهابيين الأكثر أهمية وثاني أكبر مدن البادية بعد تدمر.

لورين صراف