دام برس:

مع استمرار «استقرار» الوضع في المناطق التي شملتها مذكرة «مناطق تخفيف التصعيد» واصل الجيش العربي السوري عملياته ضد التنظيمات الإرهابية غير المشمولة بالمذكرة، وسط أنباء عن إرساله تعزيزات عسكرية باتجاه بادية الشام الحدود الأردنية والعراقية لمواجهة تقدم ميليشيات مسلحة مدعومة بقوات أميركية.
ووفقاً لوكالة «سانا» للأنباء، فقد وصفت وزارة الدفاع الروسية في بيان نشرته على موقعها الالكتروني أمس الوضع في مناطق «تخفيف التوتر» في سورية بأنه «مستقر» رغم تسجيل 9 انتهاكات لاتفاق وقف الأعمال القتالية خلال الـ24ساعة الماضية.
وذكرت الوزارة أن عدد القرى والمدن المنضوية في عملية المصالحة ارتفع إلى 1497 بعد انضمام قريتين بريف السويداء الشمالي الغربي (أوضح موقع «روسيا اليوم» أنهما «أم العلق» و«النازحي») إلى نظام وقف الأعمال القتالية، مشيرة إلى استمرار العمل لانضمام المزيد منها في محافظات حلب ودمشق وحماة وحمص والقنيطرة.
ميدانياً، دفع الجيش بتعزيزات مناسبة إلى بادية حماة الشرقية حيث معقل تنظيم داعش الإرهابي، على حين نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر وقادة من مقاتلي الميليشيات المسلحة أمس أن الجيش السوري نقل تعزيزات إلى منطقة صحراوية قرب حدوده مع العراق والأردن.
وأضافت المصادر: إن معلومات المخابرات المتوافرة لديهم أظهرت تحرك مئات من الجنود السوريين وفصائل مدعومة من إيران بدبابات ومعدات ثقيلة إلى بلدة السبع بيار في منطقة صحراوية قليلة السكان أمس، في حين نقلت مواقع معارضة أخرى مقطعاً مصوراً يظهر مشاركة قوات أميركية، أول من أمس بعملية عسكرية برية في بادية حميمة شرق حمص ضد داعش.
ونقلت المواقع عن نشطاء معارضين أن القوات الأميركية، بالاشتراك مع ميليشيا «جيش مغاوير الثورة» التابع لميليشيا «الجيش الحر»، بدؤوا العملية البرية فجر أمس، انطلاقاً من مقرهم الرئيسي في معسكر التنف على الحدود السورية العراقية، مشيرين إلى أن العملية وصلت إلى الحدود الإدارية لبادية مدينة البوكمال شرق مدينة دير الزور.
وفي حماة، أكد مصدر إعلامي لـ«الوطن» أن الطريق العام سلمية إثريا خناصر فحلب آمنة بالذهاب والإياب وتشهد حركة مرورية عادية – بخلاف ما يشاع على بعض مواقع التواصل الاجتماعي – بعد أن شن الجيش والقوات الرديفة هجوماً معاكساً على الدواعش في منطقة وادي العذيب واستعاد خلاله النقاط التي أخلاها لبعض الوقت نتيجة الضغط الشديد عليها، بعدما كبد الدواعش خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.
وأضاف المصدر:إن التعزيزات التي دفع بها الجيش إلى المنطقة عززت مواقعه وساهمت في بسط سيطرته على محور طريق سلمية إثريا بعد اشتباكات ضارية قتل خلالها العشرات من الدواعش ودمر لهم عتاداً حربياً ومنه عربات مزودة برشاشات متوسطة وثقيلة بمن فيها.
وأما في ريف سلمية الغربي، فتحاول الميليشيات المسلحة مما يسمى «الجبهة الإسلامية» التي تدين بالولاء لـ«جبهة النصرة»، توتير الوضع العام في المنطقة كل يوم، والتسلل إلى نقاط الجيش والقوات الرديفة المتمركزة في الخطوط الأمامية على جبهة السطحيات، ولكن ذلك لا يتم لها حيث يكون رجال الجيش والدفاع الوطني لها بالمرصاد، وقد استهدفت مدفعية الدفاع الوطني تحركات لها فجر أمس، ما أرغمها على التراجع وأفشل أهدافها.
ومع استمرار الأنباء التي تحدثت عن إطلاق الجيش لعملية واسعة لاستعادة دير الزور نقلت وكالة «رويترز» عن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن قصفا عنيفا لتنظيم داعش أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل في المدينة.
وأشار المرصد إلى أن التنظيم مستمر في قصف المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بالمدينة، حيث يسيطر على معظم محافظة دير الزور
بدورها ذكرت وكالة «سانا» أن 5 أشخاص أصيبوا بجروح جراء اعتداء إرهابيي «داعش» بالقذائف على حي «هرابش» المحاصر، بعدما أصيب 15 طفلاً وامرأة بجروح جراء اعتداء إرهابيي تنظيم «داعش» بالقذائف على منازل المواطنين في المدينة.
وأفادت الوكالة بأن «إرهابيي التنظيم التكفيري قصفوا بعشرات القذائف حيي الجورة والقصور ما تسبب بإصابة 15 من الأطفال والنساء في حي القصور أثناء تجمعهم في الشوارع لتعبئة المياه ووقوع أضرار مادية كبيرة في الحيين ونقلت عن مدير الصحة في دير الزور عبد النجم العبيد أنه تم إسعاف الجرحى إلى مشفيي الأسد والعسكري لافتاً إلى أن 4 منهم في حالة خطيرة.
وفي حلب ذكر المرصد أن غارات للطائرات الحربية، «استهدفت أماكن في قرية الجعابات ومناطق أخرى في أطراف ومحيط وبالقرب من بلدة مسكنة، ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن».
وعلى حين ادعى المرصد أن قوات الجيش «قصفت مناطق في أطراف بلدة أوتايا الواقعة في منطقة المرج بالغوطة الشرقية بقذيفتي هاون»، أكد أن المعارك استمرت بين الجيش وداعش «في محيط جبال الشومرية ومحيط قريتي هبرة غربية وهبرة شرقية بريف حمص الشرقي، وسط قصف متبادل بين الطرفين».