فرضيات يطرحها محللون، بعد تأكيد مصادر عسكرية على نجاح العملية العسكرية التي بدأها الجيش السوري قبل أيام في الأطراف الشرقية لمزارع الريحان، وهي الأقرب إلى دوما، فقد سيطر الجيش على عدة نقاط استراتيجية، وشبكة خنادق في محيط مشفى ابن سينا، بعد تفوقه في المعارك ضد الفصائل المسلحة هناك، بحسب ما أكدت مصادر عسكرية.

ومزارع الريحان تعد بالنسبة لـ"جيش الإسلام" آخر خط حماية لمدينة دوما المعقل الأساسي له في ريف دمشق، والذي يسيطر عليه منذ خمس سنوات، الأمر الذي قد يجعل قادة الفصيل "المدعوم من المملكة العربية السعودية" مجبرين على الرضوخ لاتفاق سياسي شبيه باتفاق الوعر وغيره من اتفاقات المصالحة بين المعارضة المسلحة والسلطة السورية، بحسب ما يرى محللون.

في حين يستبعد خبراء أن يرضخ "جيش الإسلام" بهذه السهولة، خاصة وأنه يعتبر دوما آخر "رموز المدن الثورية في محيط العاصمة، بعد سيطرة الجيش السوري على داريا وعدة مناطق أبرمت اتفاقات مصالحة، اعتبرها قادة "جيش الإسلام" بأنها استسلام لا فائدة منه في ظل عدم تنفيذ مطالب الفصائل بالكامل، كما ذكر "محمد علوش" أحد مؤسسي جيش الإسلام، الذي شارك في اجتماعات سياسية مع أطراف السلطة السورية في العاصمة الكازاخية، بصفته كبيراً للمفاوضين في الطرف المعارض.

ولم يتم التوصل حتى اليوم إلى أرضية يُبنى عليها اتفاق مصالحة بين الطرفين (السلطة – الفصائل) حول دوما، رغم مساعي لجان التفاوض التي حاولت مطلع العام الحالي وانتهت بالفشل، بحسب ما أكد وزير المصالحة علي حيدر ، ليلقي اللوم على "السعودية التي تتمتع بنفوذ لدى فصائل المعارضة المسلحة الرئيسية بالغوطة الشرقية، وخاصة "جيش الإسلام" لتبقى المعضلة هي دوما "، بحسب قوله.

وتشكّل "الدروع البشرية" التي يستخدمها "جيش الإسلام" في دوما، عائقاً أمام أي تقدم عسكري قد يحرزه الجيش السوري حول المدينة، رغم الدعوات الشعبية من داخل المدينة لإنهاء هذه الحرب، والواقع السيء الذي تفرضه الفصائل المسلحة منذ عام 2012 حينما سيطرت على كامل المدينة، كما تُعتبر دوما المصدر الأساسي للقذائف التي تُلقى يومياً على منطقة ضاحية الأسد، ودخولها في اتفاق قريب سيحمي مئات، إن لم نقل آلاف، المدنيين من الموت "الطائش" في داخلها والمناطق القريبة منها، الأمر الذي تحذر منه السلطات السورية، داعية جميع الفصائل إلى القبول بالحل السياسي، وعودة الحياة الطبيعية إلى المدن كافة.

فهل يحقق التقدم العسكري -خلال الأيام الأخيرة- للجيش السوري في مزارع الريحان الهدف المرجو، بزيادة الضغط على الفصائل المسلحة داخل دوما، للتوجه نحو حل سياسي ينتهي باتفاق مصالحة ينهي صراعاً استمر خمس سنوات دون أي نتيجة تُذكر سوى القتل والخراب والدمار؟! أم أن المعضلة ستبقى هي "دوما" ؟! بحسب طرح خبراء.
عبير محمود - آسيا نيوز