دام برس :

نفى مصدر عسكري خاص لشبكة عاجل الإخبارية، أن يكون مسلحي مخيم خان الشيح قد أبلغوا الحكومة السورية بأنهم مستعدين للخروج من "خان الشيح" والبلدات المحيطة بها كـ "مقيليبة – زاكية – الطيبة – الحسينية" في ريف دمشق الجنوبي الغربي إلى إدلب، مشيراً إلى أن الأنباء التي تفيد بخروج المسلحين يوم الثلاثاء عارية عن الصحة.

وبحسب معلومات خاصة بشبكة عاجل الإخبارية، فإن الميليشيات المسلحة أبلغت في وقت سابق من الأسبوع الماضي الجانب السوري، باستعدادها للخروج من المناطق المذكورة إلى أي جهة تحددها دمشق حال تمكنهم من إخراج "عشرة شخصيات مهمة للمسلحين إلى درعا أو القنيطرة، وهي شخصيات ترتبط بشكل مباشر بغرفة عمليات "الموك"، ويعتقد إنهم ينتمون لحركة "حماس" التي يقودها الفلسطيني المقيم في قطر "خالد مشعل".

وتضيف معلوماتنا بأن ضابطاً رفيع المستوى أجاب المسلحين على مطلبهم بما حرفيته: "إن تمكنتم من تهريبهم دون أن نلقي القبض عليهم أو نقتلهم، فسنقول لكم مبروك نصركم"، في إشارة منه بشكل قاطع إلى رفض الحكومة السورية وإصرارها على شروطها التي تفرضها وفقاً لقاعدة "المنتصر يتحكم بمسار المفاوضات".

من جانبه أكد مصدر محلي في خان الشيح، إن "مفاوضات داخلية" تجري داخل المخيم بين وفد يمثل المدنيين من جهة، وقادة الميليشيات المسلحة البارزة في المخيم، لافتاً إلى أن الجولة الأولى من المفاوضات والتي انتهت اليوم لم تفضي إلى نتيجة، مشيراً في الوقت نفسه إلى جولة أخرى من التفاوض بين المدنيين والمسلحين في المخيم ستعقد صباح يوم غد.

وبيّن المصدر ذاته إلى أن مطالبة المدنيين بتسريع عملية خروج المسلحين من خان الشيح والمناطق المحيطة بها، ازدادت وتيرتها مع التقدم الكبير الذي يحرزه الجيش السوري بشكل يومي في محيط الخان، لافتاً إلى أن الميليشيات المسلحة أبلغت المدنيين إن الدولة السورية أبلغتهم برفضها القاطع لخروجهم لمنطقة غير أراضي محافظة إدلب، في وقت كانت تطالب به الميليشيات المسلحة بالخروج بنصف كمية أسلحتها الثقيلة إلى أراضي محافظتي "القنيطرة" و "درعا".

الجيش السوري كان قد حقق تقدماً جديداً في منطقة يوم أمس الأول "سكيك" بالسيطرة على مساحات واسعة وصل من خلالها إلى جامع ومدرسة البلدة المتاخمة لخان الشيح من الجهة الشمالية الغربية، في عملية وصفت بـ "النظيفة"، والتي لم يجرح فيها أي مقاتل سوري، في وقت حاولت من خلاله الميليشيات المسلحة أن تستهدف بنيران القنص "أوتوستراد السلام" المتاخم للمزارع الغربية لخان الشيح، إلا أن القوات السورية العاملة على محور "فيلات الفنانين" استهدفت بنيران الأسلحة "المناسبة" مصادر إطلاق النيران منهية الخطر الذي هدد حياة المدنيين أثناء تنقلهم بين مناطق دمشق والقنيطرة لمدة وجيزة.

وكانت وحدات الجيش السوري قد عملت خلال المرحلة الماضية على عزل الميليشيات المسلحة في خان الشيح عن المناطق المحيطة بها، ما أجبر الميليشيات المسلحة على الدخول في مفاوضات مع الحكومة السورية لبحث مسألة إخلاء مخيم خان الشيح ومحيطها من الوجود المسلح، في اتفاق يشبه اتفاق مدينة "داريا" في ريف دمشق الجنوبي الغربي، وهو اتفاق كان من المقرر تطبيقه قبل 10 أيام من الآن إلا أن الميليشيات ماطلت في تطبيق الاتفاق وعادت بالمفاوضات إلى نقطة الصفر في محاولة منها لإخراج "ضباط الموك" إلى مناطق الجنوب السوري.