Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هل بات مفتاح الجبهة الجنوبية بيد الجيش السوري؟؟

دام برس :

كان طرفا النزاع يدركان حقّ الإدراك لحظة خروج آخر مسلح من داريا أن "عاصمة الثورة" ستكون حتماً حجر الدومينو الأول في لعبة الحرب، فجولة جديدة من المواجهات افتتحتها الدولة السورية في محيط العاصمة دمشق, لكن بات واضحاً أنها فرضت هذه المرة قوانينها الجديدة على اللعبة.


فبالرغم من إصرار معظم الأطراف على وصف اتفاق داريا, وما لحقه وسيلحقه من اتفاقات مشابهة في الهامة وقدسيا والمعضمية باتفاقات "تسوية" وليس اتفاقات غالب ومغلوب ،إلا أن المعطيات تشير إلى كونها جولات رابحة تحسب لصالح الدولة السورية.


بعد إنجاز اتفاق المعضمية تعددت الخيارات أمام الجيش السوري حول وجهة التسوية التالية, وفي الوقت الذي اتجهت فيه الأنظار نحو مدينة التل التي لن تستدعي الكثير من الجهد، إلا أن وجهة الدولة كانت مخيم خان الشيح في الغوطة الغربية, حيث شهد اقتحاماً لقوات الجيش في الأول من شهر تشرين أول الماضي, بالتزامن مع مواجهات كانت الأعنف منذ أشهر، وتمكن الجيش بعدها من تأمين بلدة الديرخبية, في حين ألقى مناشير على خان الشيح في 16/تشرين أول يدعو فيها المسلحين لتسوية أوضاعهم قبل فوات الأوان.


وتواردت الأنباء مع بدء المعركة حول مفاوضات من تحت الطاولة, بدأها فصيلان مسلحان من الفصائل المقاتلة في المخيم, بهدف تسليم أنفسهم للجيش السوري , وتحولت المفاوضات السرية إلى علنية بين ممثلين من الجيش والفصائل المسلحة في المخيم ,وعلى الرغم من الضبابية التي تحيط بتفاصيل المفاوضات, إلا أن الأنباء تحدثت عن اختلاف الطرفين على وجهة الخروج, حيث طرح مسلحو خان الشيح محافظتي "درعا أو القنيطرة" لتكون إحداهما وجهة خروجهم, لكن الجيش يبقى مصرّاً على أن "إدلب " هي الوجهة الوحيدة المتاحة أمامهم .


وبين أخذ ورد بين الطرفين تضاربت الأنباء اليوم حول الوصول إلى اتفاق تسوية نهائي , حيث أطبق الجيش الحصار على المخيم بشكل كامل منذ ما يقارب الأسبوع, ليعيد بذلك سيناريو داريا نفسه باستخدام الحصار كوسيلة ضغط تقضي إلى الموافقة على شروطه.


هذا الحصار الذي ترافق مع قصف مواقع المسلحين بالطيران الحربي والمدفعية دفع بالفصائل المسلحة خارج المخيم للتحرك بهدف تخفيف الضغط عنه , وتمثلت هذه التحركات بداية باستهداف مسلحي جوبر للأحياء السكنية في دمشق بالقذائف الصاروخية وقذائف الهاون, والتي لوحظ أن بعضها جديدة من نوعها, ولم تستخدم سابقاً , أما التحرك الثاني فكان على الجبهة الجنوبية, حيث أطلقت فصائل "جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام الإسلامية" و"أجناد الشام"، وفصائل أخرى في ريف دمشق الغربي معركة أسموها "لهيب الحرمون " ضد نقاط الجيش وسراياه العسكرية "المهجورة"، و"السرية 160" في محيط بلدتي حضر وحرفا ، في ريف القنيطرة الشمالي، والمجاورتان لبلدة بيت جن أبرز معاقل جبهة النصرة في المنطقة

وجاءت المعركة بهدف تخفيف الضغط عن مخيم خان الشيح, وفتح طريق بين الغوطة الغربية لدمشق ومحافظة القنيطرة, وفتح طريق كذلك بين جباثا الخشب وبيت جن، ومحاصرة بلدة حضر, لا سيما بعد فشل معركة "قادسية الجنوب" التي أطلقتها الفصائل المسلحة في سبتمبر/أيلول الماضي، و كانت تهدف آنذاك لفك الحصار عن مدن وبلدات ريف دمشق الغربي أيضاً
"لهيب الحرمون" التي انطلقت يوم أمس الأربعاء استهلت عملياتها بتمهيد مدفعي وصاروخي عنيف، بالإضافة إلى الرشاشات المتوسطة والثقيلة، مستهدفة بلدتي "حضر وحرفا" و السرية المهجورة و"السرية 160" ، وتل السيوف، في ريف القنيطرة الشمالي من جهة ،وهجوم على الجهة الشرقية باتجاه بلدة المقروصة من جهة أخرى, بهدف إشغال الجيش على أكثر من جبهة

وكالعادة لم تقف إسرائيل متفرجة, حيث شوهد بداية تحليق مكثف لطيران العدو في سماء المنطقة , لحقه قصف استهدف مواقع للجيش السوري في تل الشعار بريف القنيطرة


وعلى الرغم من الهجوم العنيف الذي شنه إرهابيو جبهة النصرة, وارتفاع حدة الاشتباكات, إلا أنهم لم يتمكنوا من تحقيق تقدم على الأرض, وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي خبر سقوط أكثر من مئة قتيل في صفوف المسلحين, وتزامنت تلك الأخبار مع مناشدات أطلقتها تنسيقيات الفصائل المسلحة على الفيسبوك لمساندتهم, وتبعها إطلاق اتهامات لقيادات النصرة في الجنوب بالتخاذل والامتناع عن مناصرة الفصائل المهاجمة.


فهل ستشهد الفترة القادمة إشعال الجيش السوري للجبهة الجنوبية, التي كانت مؤجلة إلى ما بعد حلب ؟ أم سيكتفي بالسيطرة على الطوق الأقرب فقط من العاصمة دمشق, بانتظار ما ستفرضه معارك الشمال؟؟

خاص آسيا_ليلى محمد

 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz