دام برس :
تترقب مدينة الباب في ريف حلب الشرقي معركة شرسة لطرد تنظيم داعش منها، ثلاثة قوى على الأرض مع حلفاء إقليميين ودوليين في سباق إليها، فهل ستتمكن قوات درع الفرات المكوّنة من جبهة النصرة وأحرار الشام المدعومتين تركياً، والتي بات يفصل بينهما وبين الباب أقلّ من 7 كم للسيطرة عليها؟، تزامناً مع حشد الجيش السوري والمدعوم روسياً لقواته في جنوب المدينة بمسافة تصل إلى 15 كم؟، أم أن مجلس الباب العسكري الحليف لقوات التحالف الدولي سيعلن معركة السيطرة عليها بغطاء جوي ودعم من قوات سورية الديمقراطية؟.
الشارع الكردي والعربي في المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية الكردية يتّهمون روسيا وأمريكا, بغضّ النظر عمّا يصفوه بالاحتلال التركي للأراضي السورية, والتقدم باتجاه مدينة الباب، التي شهدت في الأيام الأخيرة خروج 12000 مدني منها باتجاه مدينة منبج تحت ضربات المدافع وقصف الطيران التركي.
ويذهب أحمد سالم, وهو ناشط سياسي ومتابع للشأن العام, إلى أن هناك تفاهمات بين الدولتين العظميين أمريكا وروسيا مع الحكومتين التركية والسورية، تقتضي بأمر تركيا لجبهة النصرة بالانسحاب من حلب ، مقابل التمدد في شمال سورية, وضرب المشروع الكردي في إعلان فدرالية شمال سورية.
وبالرغم من أن جبهة النصرة والفصائل الإسلامية الأخرى ما زالت تحارب في حلب, وترفض الأوامر التركية، يقول سالم لآسيا نيوز أنه وحتى إن استمرت تلك الفصائل بالحرب داخل حلب، ستنسحب بعد أن ينتهي مخزون اسلحتها إن لم تتلقَّ الدعم من قطر وتركيا، مشيراً بقوله أن أمر تركيا للنصرة بالانسحاب هو إيقاف تقديم الدعم لها.
ولكن ماذا عن الباب؟
قيادة مجلس الباب العسكري التي تأسست في 14 آب من العام الجاري عقب تحرير مدينة منبج على يد مجلسها العسكري، تتحضّر لمعركة تحرير المدينة، وتجري اتصالاتها مع قيادة التحالف الدولي لدعمها في عملية التحرير, على غرار ما قدمته لقوات مجلس منبج العسكري، وتعمل الآن على تمكين خطوط دفاعها في الجهة الشرقية من المعارك التي تدور بين القوات المدعومة تركياً وداعش، بالإضافة إلى فتح ممرات للمدنيين وسحبهم إلى مناطق سيطرتها في ريف الباب الشرقي ومنبج، ولكن بحسب المراقبين إن مجلس الباب لن يتقدم خطوة إلى الأمام في هذه الأوقات.
أحد المقرّبين من الإدارة الكردية في حديثه لآسيا نيوز، يستبعد سيطرة حلفائهم في مجلس الباب على المدينة، ويضيف، وحتى تركيا لن تدخل الباب، هي معركة على أطرافها, غضّت روسيا وأمريكا النظر عنها، لتفاهمات آنية وغير استراتيجية، ويؤكد أن قوات النظام السوري ستدخل قريباً إلى الباب, وأيضاً بتفاهمات مع القوتين المذكورتين.
وفي ردّه على سؤال مراسل آسيا نيوز إن كان مشروع الفدرالية التي لم يرَ النور قد يفشل بسيطرة النظام على الباب, وبالتالي قطع الطريق أمام قواتهم لوصل عفرين بمدن الإدارة الذاتية، والتي تحارب تركيا من أجل هذا الهدف، أوضح أن لقاء قيادات الإدارة الذاتية مع قيادات النظام في قاعدة حميم وتحت مراقبة روسية، سيكون لها جولة ثانية بحسب ما أكدت روسيا، وروسيا تدعم الفدرالية، لذلك سيكون هناك تفاهمات في المستقبل بفتح طريق إلى عفرين.
أنباء آسيا