دام برس :

عندما سئل أحد القادة العسكريين عن هجوم مضاد في حلب بعد يوم من فتح "جيش الفتح" الثغرة في إتجاه الأحياء الشرقية، قال: "جنون".

كان القرار بتثبيت خطوط دفاع جديدة قرب معمل الإسمنت في الراموسة، وفي مشروع 1070 شقة لمنع أي تقدم جديد لـ"جيش الفتح" في إتجاه أحياء حلب الغربية أو لتوسيع الثغرة في إتجاه الأحياء الشرقية التي عاد الجيش السوري وأغلقها نارياً قبل يومين.

إستوعبت القوى المقاتلة إلى جانب الجيش السوري ما حصل من خسائر، وفق مصادر ميدانية، وعمدت بالتعاون مع سلاح الجوّ السوري إلى خطّة حصار نارية بعيدة المدى، حيث تمّ تقطيع أوصال القوى المهاجمة، وقصف تجمعاتها عند الخطّ الأول (الراموسة، محور الكليات الحربية، مشروع 1070، المشرفة) ومنعت أي حركة عسكرية بين هذه المواقع، كذلك عمد الطيران الروسي والسوري إلى قطع خطوط الإمداد مما يسمى الخط الثاني، الممتد من بلدة خلصة إلى خان طومان وصولاً إلى بلدة سراقب شمال محافظة إدلب التي تعتبر مركز تجمع قوات الإمداد والدعم في إتجاه ريف حلب الجنوبي.

لم يكتف سلاح الجو الروسي والسوري بهذا الحدّ من ضرب خطوط الإمداد والمخازن والتجمعات، بل عمد إلى توجيه ضربات عنيفة جداً لما يسمى الخطوط الخلفية الحيوية لـ"جيش الفتح"، حيث وجّه خلال الأيام الأربعة الماضية ضربات عنيفة في مدينة إدلب وقرى تفتناز وبنّش ومعرة النعمان، وفتح جبهات في ريف اللاذقية الأمر الذي أدى إلى إضعاف وتشتيت الجبهات الخلفية إلى حدّ كبير.

أربعة أيام من القصف المدفعي والجوي العنيف أدى إلى إضعاف مسلحي "جيش الفتح" وإرهاقهم عند الخطوط الأولى، كذلك أدى إلى ضعضعة الخطوط الثانية والخلفية للإمداد، ليبدأ الجيش السوري والقوات الحليفة له مساء أمس هجوماً عند محور مشروع 1070 شقة، ليتطور إلى هجوم يشمل كل جبهات الريف الجنوب فجر اليوم، من الراموسة وإلى محور الكليات.

وتؤكد المصادر الميدانية أن الهدف من العملية العسكرية يمكن وصفها بإستعادة جزء كبير من المناطق التي خسرها الجيش السوري خلال هجوم "جيش الفتح" قبل أيام.

وتشير المصادر إلى أن إستباق هدنة الثلاث ساعات ضروري لقضم بعض المناطق الهامة والحساسة وإستعادة السيطرة عليها، كما أن عدّة عمليات قضم مماثلة كفيلة بإعادة خطوط التماس إلى ما كانت عليه قبل مساء السبت الماضي.

وتلفت المصادر إلى أن هدف الجيش السوري وحلفائه في جبهة حلب الجنوبية كبير وواسع لكنه قد يحتاج إلى وقت.

علي منتش - لبنان 24