دام برس :

تمام الساعة الرابعة والنصف فجراً كان عناصر الجيش العربي السوري على  السواتر الترابية غربي مدينة الشيخ مسكين قد تبادلوا للتو نوبات الحراسة ليفاجؤوا باستهداف عدد من نقاطهم وآخرى داخل مدينة الشيخ مسكين المحررة بقذائف مدفعية وهاون مصدرها نوى ومنطقة سد الجعيلة.
هنا كان المشهد يقتصر على هذه الرمايات، مع القذيفة السادسة للمسلحين على المدينة كانت وحدات الرماية في الجيش العربي السوري قد حددت تماماً من خلال الرصد والاستخبارات مواقع تلك الميليشيات وتأكدت المعلومات عن وجود تحشدات تصل إلى 200 مسلح غربي وجنوب غرب المدينة، وكان سلاح الراجمة هو الأنسب لاستهداف هذه التجمعات بحسب ما أشار مصدر عسكري. وفعلاً حدد الرماة هدفهم وضربت الراجمات مباشرة وبسرعة أسفرت عن سقوط أكثر من 20 مسلحاً بين قتيل ومصاب، كان من بينهم القيادي فيما يعرف بـ"الفرقة 46 مشاة" المدعو أحمد ياسين النصار إضافة لتدمير سيارتين مزودتين برشاشات ثقيلة وعربة bmb وسيارة محملة بالذخيرة على محور سد جعيلة جنوب غرب الشيخ مسكين.
وأشارت مصادر خاصة لمراسل شبكة عاجل الإخبارية أن هناك تحشدات لحوالي 400 مسلح تسعى لفتح جبهة إشغال من خلال مهاجمة نقاط الجيش العربي السوري من ثلاثة محاور أساسية وهي : محور داعل -أبطع باتجاه سد جعيلة ، ومحور نوى تل حمد ومنطقة كفر بصل، ومحور جاسم إنخل باتجاه كتف السد الشمالي في الشمال الغربي للمدينة.
وبحسب المصدر فإن الهدف الأساسي للميليشيات المسلحة هو الضغط على وحدات الجيش ومحاولة تشتيت الوحدات المقاتلة من خلال فتح عدة جبهات، مشيراً إلى وجود تحشدات لميلشيات متعددة باتجاه جبهات ريف القنيطرة ومحاور مدينة البعث في سبيل تخفيف الضغط على المليشيات المسلحة المقاتلة في داريا بالغوطة الغربية.
وفي ظل تلك التطورات تعاملت مواقع التواصل الاجتماعي الناطقة باسم الميليشيات المسلحة مع التطورات على أنها إعلان لمعركة هدفها سيطرة الميليشيات على نقاط في مدينة الشيخ مسكين، متداولة أنباء عن السيطرة الفعلية على نقاط في محيط الشيخ مسكين رغم أن المليشيات لم تتقدم أي متر باتجاه اي مواقع للجيش في المنطقة بل قامت فقط برمايات بعيدة من خلال القذائف والرشاشات الثقيلة دون اي اشتباكات قريبة، بحسب مصادر ميدانية، أكدت وجود تحركات للمسلحين على محاور طريق نوى والسهول الجنوبية الغربية ووجود بعض الآليات الثقيلة بما فيها دبابات.
وأكدت المصادر أنه تم التعامل مع هذه التحركات بعد الرصد من خلال سلاحي الجو والمدفعية في سهول بلدتي طفس وداعل وسهول بلدة نوى، ماأسفر عن وقوع عدد إضافي من الإصابات المباشرة في صفوف الميليشيات، حيث تم نقل معظم الجرحى إلى مشافي المسلحين الميدانية في طفس وداعل ونوى.
وأفادت مصادر أهلية لشبكة عاجل في درعا تقدم عدد من آليات الجيش العربي السوري باتجاه بلدة أبطع للوصول إلى نقاط أقرب لخطوط المواجهة التي لربما قد تشتعل وهذا ما يساعد وحدات الجيش على استهداف محاور تحرك الميليشيات المسلحة بشكل مباشر.
يذكر أن المليشيات المسلحة خسرت جميع مواقعها في مدينة الشيخ مسكين ومحيطها في الخامس والعشرين من كانون الثاني مطلع العام الحالي بعد عمليات عسكرية واسعة نفذتها وحدات الجيش وتمكنت على أثرها من السيطرة على المدينة وتكبيد المسلحين خسائر فادحة.

عاجل - فراس الأحمد