سيطر الجيش السوري بالتعاون مع القوات الحليفة، يوم السبت، على قرية الطامورة في ريف حلب الشمالي، فيما يقترب من استعادة بلدتي حيان وعندان. في حين ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن القوات الحكومية تستعد للتقدم صوب الرقة معقل تنظيم "داعش".
وقال "المرصد" إن الجيش السوري يستعد للتقدم صوب الرقة ما يمنحه موطئ قدم من جديد في المحافظة لأول مرة منذ العام 2014.
وأوضح أن القوات الحكومية على بعد بضعة كيلومترات من الحدود الإقليمية للرقة، بعد تحقيق تقدم سريع شرقاً على طول طريق سريع صحراوي في الأيام القليلة الماضية من إثريا.
وفي المقابل،  أظهرت لقطات على مواقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت لمعارضين مسلحين يستهدفون القوات الحكومية في جبهة الطامورة إلى الشمال من حلب.
كذلك، أعلن مصدر عسكري أن الجيش السوري ينوي التقدم إلى محافظة الرقة بعد السيطرة، قائلاً إن العملية مستمرة منذ عدة أيام.
وأضاف أن "هذا مؤشراً على اتجاه العمليات القادمة نحو الرقة. بوجه عام جبهة الرقة مفتوحة...بدءاً في اتجاه منطقة الطبقة" التي تضم قاعدة جوية استولى عليها تنظيم "داعش" في العام 2014.
وانتزع الجيش السيطرة على عدة مواقع من "داعش" بين حماه والرقة في اليومين الماضيين. ولم يكن للحكومة السورية موطئ قدم في محافظة الرقة منذ أن سيطر مسلحو "داعش" على قاعدة "الطبقة" الجوية العام 2014.
وذكر "التلفزيون السوري" أن الجيش استعاد قرية مطلة على بلدات يسيطر عليها المسلحون حول حلب، في إطار حملة تشنها الحكومة لتطويق واستعادة مناطق تتبع المدينة الواقعة شمال البلاد.
وأضاف أن وحدات الجيش باتت تسيطر على قرية الطامورة، وأصبحت قوات الجيش على مشارف كامل بلدة حيان والأجزاء الشمالية الغربية لبلدة عندان. وهما بلدتان تعرضتا في الأيام الأخيرة لقصف عنيف وصارتا جبهة أمامية في الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام في البلاد.
وبدأ الجيش السوري والقوات الحليفة هجوماً كبيراً هذا الشهر مدعوما بقصف جوي روسي لاستعادة حلب بالكامل، وفي حلا استعادت القوات الحكومية حلب وأغلقت الحدود مع تركيا، تكون دمشق قد وجهت بذلك ضربة ساحقة للمسلحين.

 شمن جهة ثانية، دخلت قافلة مساعدات طبية تابعة لـ"الهلال الأحمر السوري" الى مدينة دوما المحاصرة في الغوطة الشرقية (معقل الفصائل المسلحة في ريف دمشق)، بحسب ما افاد الاعلام الرسمي، السبت.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية "سانا" عن مدير العمليات في "الهلال الاحمر السوري" حازم بقلة، أن "المساعدات تتضمن 5400 علبة حليب تناسب الأطفال من أعمار ستة أشهر إلى سنة وألفي عبوة أنسولين ومستلزمات نحو 250 جلسة غسيل كلية إضافة لأدوية خاصة بالأمراض المزمنة".
وبحسب بقلة فإن القافلة "جزء من مساعدات يتم إدخالها الى المدينة كل شهرين إلى ثلاثة أشهر تقريباً".
واكد مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة في سوريا، لـ"فرانس برس"، إدخال "الهلال الأحمر السوري" أدوية للامراض المزمنة الى دوما. وبحسب مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن، "دخلت منذ شهرين مساعدات طبية بينها لقاحات اطفال الى دوما والغوطة الشرقية".
ويحاصر الجيش السوري المناطق الموجودة في محيط دمشق منذ العام 2013، وابرزها مدن وبلدات دوما وعربين وزملكا في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام في الغوطة الغربية. وتسيطر جماعات مسلحة على هذه المدن كافة.
وتصل قوافل المساعدات بشكل غير منتظم الى عدد من المناطق المحاصرة، لكن منظمات الإغاثة الدولية تؤكد ان ذلك ليس كافياً. وفي بداية الشهر الحالي دخلت قافلة مساعدات تابعة لـ"الهلال الاحمر السوري" و"اللجنة الدولية للصليب الأحمر" الى معضمية الشام.
ويشكل ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة عملية معقدة، إذ يتم احياناً الغاء الموافقة على دخول القوافل في الدقائق الاخيرة بسبب تراجع الاطراف المعنية عن موافقتها وتجدد اندلاع المعارك.
وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري الى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الاطراف المتنازعة، اذ يعيش حالياً، وفق الامم المتحدة، 486,700 شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري او الجماعات المسلحة او تنظيم "داعش"، وذلك من اجمالي 4,6 ملايين شخص يعيشون في مناطق "يصعب الوصول" اليها.