دام برس :

العمليات العسكرية السورية باتت تأخذ طابعاً تصاعدي الإنجازات في الآونة الأخيرة، وبرغم محاولات التشويش على التقدم السريع في مناطق ريف حماة الشمالي و تطهيره بشكل كامل مع دخول وحدات الجيش العربي السوري إلى مدينة مورك التي تعد باب العبور نحو ريف إدلب الجنوبي ينعكس التحول الكبير في استراتيجية العمليات التي يخوضها الجيش العربي السوري في المنقطة.

المعركة التي يقودها العقيد سهيل حسن في المنطقة شغلت الإعلام الخليجي الذي تدرك قياداته إن سقوط مورك يفتح الباب على خروج المسلحين من محافظة إدلب و حلب، فتمدد المسلحين في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب يعتبر خط دفاع أول عن تواجد المسلحين في الشريط الحدودي مع تركيا، حيث طرق الإمداد التي تعتمد عليها الميليشيات في استقدام المقاتلين و السلاح، وتهريب مقدرات الدولة السورية برعاية الحكومة التركية، فحاول هذا الإعلام التشويش على سير المعركة، وبث أخباراً يوم أمس، الأربعاء تفيد بأن الميليشيات تمكنت من صد الهجوم السوري و دحر الوحدات التي يقودها العقيد سهيل حسن الملقب بالنمر.

لكن استراتيجية المعركة التي اعتمدت السيطرة على التلال و الهضاب و استخدامها كمرابض لسلاح المدفعية الذي ركز ضرباته على مقرات القيادة و السيطرة للميليشيات داخل مورك و من ثم على التجمعات في تخوم المدينة أسقطها نارياً، وبعد عملية بدأها فجر اليوم بكثافة نارية كبيرة و تقدم سريع دخل كل من سلاحي المشاة و الهندسة لفرض السيطرة عليها و تمشيطها من مخلفات الميليشيات المعتادة من سيارات وبيوت مفخخة، وعبوات ناسفة.

بعد مورك تنفرد خارطة الريف الجنوبي لـ إدلب ليكون مفتوح الطرقات أمام الجيش العربي السوري الذي يضع أمامه هدفين أولهما يتمثل بمدينة خان شيخون التي تبعد نحو 30 كم شمال مورك، و الثاني يتمثل بمنطقة كفر زيتا، و بدخول خان شيخون الذي يعّد سهلاً قياساً على عملية مورك التي كانت تعتبر المعقل الأساس للميليشيات في المنقطة، يكون من السهل فك الطوق عن معسكري وادي الضيف و الحامدية اللذين تحاصرهما الميليشيات منذ 9 أشهر.

كما إن أسم العقيد سهيل حسن الذي وضع على اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي بسبب منجزاته العسكرية، بات مثيراً للرعب بالنسبة للميليشيات، فالأخيرة باتت تدرك تماماً أن النمر لا يعرف الإنسحاب ويقود جنوده خلال المعركة وفق نظرية ننتصر أو نستشهد، ولا يمكن عنده التراجع عن الهدف، وباستعادة السيطرة على مورك، يدخل النمر وكر الضباع الذي بات هشاً بسبب خسارة المدينة التي تعد واحدة من أهم نقاط الإمداد اللوجستي و نقطة عبور و تنقل للمسلحين بين مدن و قرى المنطقة.

عربي برس