Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 21:36:29
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الجيش العربي السوري .. هدوء ما قبل العاصفة

دام برس :

شهدت الجبهات على امتداد سورية تطوراتٍ ميدانية هامة تمثلت في نجاحات ميدانية كبيرة لمصلحة الجيش السوري وخصوصاً في جبهات حلب.
إلاّ أنّ تمدّد عناصر "الدولة الإسلامية" على حساب الجماعات المسلحّة الأخرى يُعتبر سيفاً ذو حدّين.

من الطبيعي أن يلعب الجيش السوري دور المتفرّج على حرب الإخوة الأعداء، بما يحقق له في المعارك القادمة تفوقاً عليهم جميعاً، لما في تقاتل هذه الجماعات فيما بينها من تأثير سلبي عليها عديداً وتسليحاً ويمّس جوهر قدرتها على إكمال المواجهة مع الجيش السوري بشكلٍ فاعل.

وكما هو معلوم فإنّ داعش استطاعت أن تحسم الكثير من معاركها في الرقّة ودير الزور، وآخرها المعارك التي تشنها على وحدات الحماية الكردية.
أما التطور الأهّم في حرب الإخوة الأعداء فكان في هحمات داعش التي تستهدف مواقع الجماعات المسلحة في الغوطتين الشرقية والجنوبية.
وإن كان ما بينّاه هو الحدّ الذي يصبّ في مصلحة الجيش السوري، فإنّ تقدم داعش باتجاه حقل الشاعر للغاز يعتبر الحدّ القاتل للجيش.

في حقل الشاعر مجموعةٌ من العوامل ساهمت في سقوط الحقل بيد داعش أهمها:
1- الخيانة التي حصلت من قبل احد ضباط الحماية.
2- تكليف مهمة حماية الحقل لمجموعة من المتطوعين لا يتجاوز عددهم  ال 400 مقاتل قضى اغلبهم ضحية الخيانة.
3- التقصير في ايلاء المنطقة المحيطة بحقل الشاعر الاهتمام اللازم كونها تشكل في حال تقدّمت داعش منها الى سلمية او الرهجان خطراً جدّياً على جبهات حلب وحماه وحمص، والمتابع للمحاولات المستمرة للجماعات المسلحة التسلّل من شمال لبنان الى ريف القصير يدرك أبعاد تمدّد داعش الى سلمية.

وعلى ما يبدو أنّ الجيش السوري أدرك خطورة الأمر، فباشر فوراً بفتح معركة لاسترداد الموقع تمثلت بالسيطرة على موقع المهر كممرّ إلزامي الى حقل الشاعر، إضافةً الى أنّ الجيش السوري وجّه ضربات قاسية لداعش في كل من عقيربات والقسطل وقصر وردان، الأماكن التي انطلق منها تنظيم داعش وهي تقع الى الشمال الشرقي من الحقل، إشارةً الى أنّ الجيش السوري يسيطر حالياً على حقل المهر وتلّة زملة المهر التي تشرف على حقل الشاعر وتؤمن للجيش سيطرة نارية هامّة، كما تؤمن له التلة إشرافاً على خط سير قواته بين التلال التي تربط بين حقول ريان وحجار والمهر.
وبالانتقال الى الغوطة الشرقية، ففي المليحة وجوبر لا تزال المعارك مستمرّة بين الجيش السوري والجماعات المسلحّة بالتزامن مع معارك تخوضها داعش مع جيش الإسلام.

معركة المليحة شارفت على النهاية وهي المعركة التي استغرقت الكثير من الوقت وبات وجود المسلحين فيها محصوراً بالحي الشمالي وبعدد لا يتجاوز 500 مسلّح.
الجيش السوري لم يعد همّه المليحة التي باتت بحكم الساقطة، ما يمكننا من القول إنّ عين الجيش السوري باتت على زبدين وجسرين اللتين شكلتا سابقاً الامتداد الطبيعي للمليحة وتشكلان حالياً مفتاح معركة الجيش القادمة مع دوما وجوبر.
ولا ننسى العمليات العسكرية التي تشنها داعش على ارض الغوطتين الشرقية والغربية والتي رغم انها تصب في خانة التأثير الإيجابي لمصلحة الجيش السوري في القريب القادم، الاّ انها لا تنفصل عن اهداف داعش بالسيطرة على حقل الشاعر، فأية سيطرة لداعش على الغوطة الشرقية بالتوازي مع امتدادات اخرى في جنوب بادية تدمر قد يشكل خطراً جدياً.
ولا بد من الإشارة الى عامل هام جدّا لا ندري إن كان في حسابات القيادة العسكرية للجيش السوري، مع تقديرنا انه لا يغيب عن بال هذه القيادة لما رأيناه من قدرات ممتازة على التعامل مع طبيعة الحرب منذ بدايتها

ألا وهو توسع داعش على مساحات واسعة جدًا من الارض سواء في العراق او في سورية.
هذا التوسع على المدى المتوسط والبعيد ليس في مصلحة داعش ابداً، لأنه سيجعل قواتها في وضع مشتت ويضع خطوط إمدادها وتواصلها الطويلة تحت رحمة ضربات الطيران العراقي والسوري، خصوصاً ان العراق سيستلم قريباً مزيداً من طائرات السوخوي، كما ان سورية على وشك استلام الدفعة الأولى من طائرات ىإخء130 وهي طائرات متطورة جدا وقادرة على العمل في كل الظروف الجوية.

وبناءً على هذه التطورات، لم يعد مسموحاً ان تراوح الأمور مكانها ليس على جبهة واحدة انما على كل الجبهات، ويبدو ملحّاً بالنسبة للجيش السوري البدء بعمليات واسعة في اكثر من جبهة لحسم بعض المسائل التي تبدو انها تفاصيل بالنسبة لكل جبهة على حدة، الاّ انهّا تبدو خطيرة في بعدها الاستراتيجي.

ما يجعل الأمور تخرج عن التعقيد ببعده الشامل، هو أنّ الجيش السوري ما زال يمسك بزمام المبادرة ويسيطر على امتداد الثقل الاستراتيجي لسورية، الممتد من قلب العاصمة دمشق مروراً بحمص والمنطقة الوسطى، وصولاً الى كامل الساحل واجزاء كبيرة من حلب واريافها.
ختاماً يمكننا القول إن المرحلة القادمة هي مرحلة حسم معارك عقد المواصلات لتقطيع مناطق الجماعات المسلحة وهي بالتأكيد مرحلة الانتقال من الهدوء الى العاصفة.

سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الجيش   ,   السوري   ,   المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-07-23 18:07:33   معلومات
هل عرف من هو الضابط الذي خان الأمانة وتسبب باستشهاد ما يقارب من 300 عنصر من المتطوعين ، وما الأجراء الذي اتخذته قيادتنا الحكيمة لمعاقبته منعاً لتكرار هذه الحادثة ؟ 300 إنسان في هجوم واحد كارثة يا جماعة .
سوري  
  2014-07-23 06:07:34   الدول العميلة
الدول التي ترسل الارهابيين الى سوريا هي من يتحمل المسؤولية المباشرة عن سفك دماء السورييين
ساشا  
  2014-07-23 06:07:34   مصير داعش
مصير داعش جهنم لكي ينعموا بالحوريات
مرح الغرب  
  2014-07-23 06:07:21   ببساطة
سوف ينكبس الارهاب و يندعس تحت البوط العسكري
لمار برهان  
  2014-07-23 06:07:40   سيتم الدعس
مهما ارسلو ومهما فعلو ستكون نهايتهم الدعس تحت البوط العسكري
نمير  
  2014-07-23 06:07:55   التاريخ
ان التاريخ لن ينسى تشجيعهم للارهاب باسم الديمقراطية
بتول علي  
  2014-07-23 06:07:10   هؤلاء الجراثيم
هؤلاء يرسلون الارهاب الينا لانهم لا يحبون الخير لاحد ولا لاي دولة عربية اسلامية
حسن مرعي  
  2014-07-23 06:07:18   سياكل
ان الذئب سياكل من الغنم القاصية
مرح الغرب  
  2014-07-23 06:07:35   لعن الله
لعن الله الخونة
مهيار البدري  
  2014-07-23 06:07:03   الله يخلصنا
الله يخلصنا و يخلص سوريا من الارهاب الاعمى الاسود الحاقد
الهام  
  2014-07-23 06:07:47   قادمون
الجيش العربي السوري قاااااااااااااااااااااااااااااااادمون
فرح درويش  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz