دام برس- اللاذقية – عاطف عفيف :
لم تعان  محافظة اللاذقية من أزمة حقيقة بما يخص الخبز  بل حدثت اختناقات وطلب متزايد على المادة في بعض الأحيان ولفترات قصيرة وتم تجاوزها بجملة من الإجراءات و يعود السبب الرئيسي في حدوث تلك الاختناقات صعوبة تأمين مادة الخميرة  والتي  شكلت التحدي الأكبر بالنسبة للمخابز بمحافظة اللاذقية خلال الفترة السابقة من الأزمة، دام برس التقت مدير فرع المخابز باللاذقية المهندس سعيد عيسى :
                                درس للمستقبل
حيث قال عيسى حول موضوع الخميرة ان هناك ثلاث معامل للخميرة في القطر، واحد في المنطقة الجنوبية من سوريا والثاني في حمص للمنطقة الوسطى والساحلية، والثالث في حلب للمنطقة الشمالية من سوريا وينتج الخميرة الطرية والجافة ويغذي بقية المحافظات ونتيجة الأعمال الإرهابية التي استهدفت معامل الخميرة في المنطقة الجنوبية والشمالية ولم يبق سوى معمل خميرة حمص والذي تعرض لضغط كبير لتأمين الخميرة لبقية المحافظات وهذا ما أدى إلى تخفيض كميات الخميرة إلى مخابزنا، كما أن وورودها إلينا بعض الأحيان دوغما جعلها دون الفاعلية المطلوبة ما يؤثر على نوعية الخبز المنتج ، وكانت كمياتها غير كافية ما اضطرنا لاستخدام البديل وهو الخميرة البلدية " العجين المتخمر" وهذا يترك بعض الأثر السلبي على نوعية الخبز ، وأشار بأنه في المنطقة الساحلية لا يوجد معمل خميرة وإن إقامة هكذا معمل بطاقة انتاجية تكفي بالأقل لمحافظتي اللاذقية وطرطوس يؤدي إلى توزيع عادل لمعامل الخميرة في القطر وإلى تجاوز الآثار السلبية لعدم توزيع الصناعات ذات البعد الإستراتيجي بين مناطق القطر ،هذه الآثار التي لمسناها في الأزمة الحالية والتي يجب أن تكون درساً لنا بالمستقبل.
                             معمل للخميرة ضرورة ملحة 
وكان موضوع ضرورة إقامة مصنع للخميرة في محافظة اللاذقية طرح وبقوة  أثناء الزيارة الأخيرة لوزير الاقتصاد محمد ظافر محبك  ورأى السيد الوزير بأنه في المرحلة السابقة كان هناك سوء في التخطيط  لا بد من العمل بالمستقبل  لتلافي ذلك.
وفي جوابه على سؤال دام برس  حول إمكانية إقامة هكذا معمل في محافظة اللاذقية قال المهندس عيسى: بأن إقامة معمل للخميرة هو برسم وزارة الصناعة وبحكم اختصاصي كمهندس للصناعات الغذائية ارى بأنه بما أن صناعة الخميرة تقوم على مادة المولاس وهي ناتج عن صناعة السكر ،وفي حال قيام معمل للخميرة في اللاذقية يمكن تزويده بهذه المادة من معامل السكر القريبة من المنطقة الساحلية مثل معمل سكر سلحب ومعمل سكر جسر الشغور، أما بالنسبة للمساحة الجغرافية التي يحتاجها المعمل فهي ما بين 200-500م2 ويمكن تأمينها وبسهولة من الأراضي التابعة لأملاك الدولة الواقعة في محيط مدينة اللاذقية.
                                زيادة بالطلب
وأشار المهندس عيسى  بأن نسبة التنفيذ في المخابز الآلية في عام 2012 أي خلال فترة الأزمة  وصلت إلى 120 % وهي بالمقارنة مع 2011 والتي كانت فيها نسبة التنفيذ 90.8%، و2010 والتي كانت فيها نسبة التنفيذ 95.36 %والذي يعني زيادة يومية بالإنتاج تقدر بـ 37 طن.
وحول سبب هذه الزيادة يقول مدير المخابز بأن ذلك يعود إلى وفود أعداد كبيرة من المهجرين من المحافظات الأخرى خاصة من محافظة حلب، عودة أسر من أهالي اللاذقية كانت تقطن في المحافظات الأخرى، نقل قسم من الخبز الذي تنتجه مخابز اللاذقية إلى محافظة حلب بواسطة الطيران ، وتغذية مدينة جسر الشغور التابعة لمحافظة إدلب من مخابز اللاذقية وبشكل يومي، إضافة لتزويد مناطق واسعة من سهل الغاب بالخبز بالتنسيق بين محافظة حماه ومحافظة اللاذقية ، هذا الأمر أدى إلى خلق شدة في الطلب على رغيف الخبز في محافظة اللاذقية ولكن لم تصل الأمور إلى حد الأزمة وبقيت في السياق الطبيعي بفعل بعض الإجراءات التي قام بها فرع المخابز الآلية باللاذقية.
                                   إجراءات عملية
وحول ماهية تلك الإجراءات قال المهندس عيسى : تضمنت الإجراءات تحديد عدد الربط بما لا يزيد عن 3 ربطات للمواطن الواحد استناداً إلى تعليمات الشركة العامة للمخابز، إلغاء كافة العطل الأسبوعية ووصل ساعات العمل بين الوردية النهارية والوردية الليلية ، المناورة بين المخابز التي تشهد انخفاضاً في الطلب على الخبز وتلك التي تشهد ارتفاعاً  حيث كان يتم نقل الخبز وبشكل يومي من مخابز الحفة والقرداحة الآليين إلى مدينة اللاذقية لتغطية الطلب المتزايد، إدخال خط انتاجي جديد إلى الخدمة الفعلية ليصبح عدد الخطوط العاملة 14 خطاً .
ولقد شهد خلال الفترات السابقة انتاج بعض المخابز الآلية  تدني بنوعية الخبز لعدة أيام، وفي هذا الإطار يقول المهندس عيسى : في ظل الظروف التي نعمل بها فإن نوعية الخبز قد تتأثر لعدة اعتبارات، فإلغاء العطل الأسبوعية ووصل الوردية النهارية بالوردية الليلية وعندما يكون هناك شدة كبيرة في الطلب سيؤدي بشكل حتمي إلى تدني النوعية لعدم القدرة على القيام بالصيانات اللازمة التي من شأنها أن تحسن واقع الخطوط العاملة، كما أن كميات الخميرة الواصلة من شركة سكر حمص غير كافية مما يضطرنا لاستخدام العجين المتخمر " الخميرة البلدية" وهذا الأمر يترك بعض الأثر السلبي على نوعية الخبز ومذاقه، إضافة لنوعية الدقيق في المطاحن ولا سيما ما يخص محتواها من مادة  الغلوتين وذلك نتيجة بعض  خلطات الأقماح المستوردة والتي يتم اللجوء إليها بعض الأحيان ما ينعكس على نوعية الخبز المنتج.
والجدير ذكره بأن نسبة التنفيذ لكمية الخبز التي أنتجته المخابز الآلية في اللاذقية بالربع الأول لعام الحالي  هي 135.74 حيث وصلت كمية الإنتاج إلى 12828 طن في حين الإنتاج المخطط 9450 طن.