دام برس- غصوب عبود :

أكد المهندس عبد الرحمن قرنفلة الخبير في الإنتاج الحيواني ، أن المضي قدماً في سياسات تخصيص كميات فائضة عن حاجة السكان من حبوب القمح لإنتاج الخبز تقدر بحوالي 1.4 مليون طن ، وتخصيص كميات من حبوب الشعير أقل من الإحتياج الفعلي للثروة الحيوانية السورية بحوالي 1.5 مليون طن، ينطوي على خسائر فادحة تلحق بالإقتصاد الوطني . حيث أدى هذا الخلل في توزيع المخصصات الى تحويل 4 مليارات من أرغفة الخبز الى علف حيواني ( وذلك وفق تصريحات لجنة المخابز الإحتياطية لموقع الإقتصادي في 17/6/2013 ) .

وأضاف قرنفلة أن انتاج 4 مليارت رغيف من الخبز مدعوم التكلفة من الحكومة يحتاج الى كمية / 575000 / طن من الطحين ، تكافئ ما يقارب / 799250 / طن من حبوب القمح ، يحتاج انتاجها استثمار مساحة من الاراضي الزراعية تقدر بـ / 199812 / هكتار. وكمية من مياه الري تقدر بـ  / 1.598 / مليار متر مكعب ، وهي تقارب حاجة سكان سوريا من مياه الإستعمال المنزلي . اضافة الى / 2.398 / مليون لتر من المبيدات المختلفة . وحوالي / 359663 / طن من انواع الأسمدة الكيمائية ، وكذلك / 199813 / طن من البذار .

كما يحتاج تحويل /575000 / طن من الطحين الى الخبز الذي يــؤول علفــاً حيوانياً الى حوالي / 61.525 / مليون لتر من المازوت، تستخدم في تشغيل الأفران مباشرة  ، و/ 460 / مليون لتر من مياه الشرب  ، و / 17.25 / مليون كيلو واط من الطاقة الكهربائية اضافة /5750 / طن من الخميرة ، وكمية / 8620 / طن من ملح الطعام ، وساعات العمل ، واستهلاك آلات وخطوط انتاج المطاحن والمخابز ، وجهود العمال . وهذا اذا ما تجاهلنا كميات اضافية وكبيرة من الخبز لا تزال تلقى في حاويات القمامة في مؤشر على سلوك غير صحيح في تعامل المستهلك مع هذه الثروة الوطنية وعدم ادراك تكاليفها الفعلية . رغم انه في كثير من الثقافات في الغرب والشرق الأدنى والاوسط نجد ان الخبز له اهمية تتجاوز دوره في التغذية فهو يصل لاعتباره بمثابة الصلاة الربانية لدى بعض الثقافات قديما وفي عام 1950 كان الخبز يستخدم كناية عن المال  .

واشار الخبير قرنفلة أنه في حين تبلغ تكلفة انتاج كيلو الخبز حوالي مائة وعشر ليرات سورية فإن سياسة الدعم الحكومي توفره للمواطن بسعر يبلغ ثماني ليرات سورية تقريبا وتتحمل خزينة الدولة ما يقارب / 200 / مليار ليرة سنوياً للحفاظ على هذا السعر الإداري للمواطنين مما يشكل ضغطاً كبيراً على الموارد المالية للحكومة . وقد شجع هذا السعر الإداري للخبز مربي الثروة الحيوانية على استخدامه بديلاً لتغذية قطعان الأبقار والأغنام والدجاج حيث يباع كيلو الخبز اليابس كعلف حيواني بحوالي ثلاثون ليرة سورية في ظل نقص كبير بالموارد العلفية المحلية يصل الى 2.6 مليون طن من المادة الجافة .

ومن جانب اخر نوه المهندس قرنفلة الى أن متوسط ما يخصص لاستهلاك الفرد السوري من الخبز سنويا 120 كغ  يعتبر مرتفعا بالمقارنة مع ما يستهلكه الفرد في كثير من بلدان العالم حيث بلغ متوسط استهلاك الفرد من الخبز سنوياً حوالي 109 كغ في مصر مقارنة مع 100 كغ في بلغاريا و 90 كغ في رومانيا و 74 كغ في هنغاريا و65 كغ في روسيا و63 كغ في تشيلي و62 كغ في المانيا و 59 كغ في هولندا

وأكد المهندس قرنفلة أهمية إعادة النظر بالإحتياج الفعلي للمواطن من مادة الخبز وتحسين جودة الخبز المنتج ، وكذلك بالموازنة العلفية في سوريا في ظل الإحتياجات الفعلية للثروة الحيوانية ، وتوجيه مزيد من الإهتمام لتحسين استخدام المخلفات الزراعية في تغذية الحيوان ، بهدف الحد من تبديد الموارد الطبيعية والقدرات المالية للدولة وتوجيهها نحو مجالات تنموية اكثر نفعاً تخدم الوطن .

كما ناشد المهندس قرنفلة الأخوة المواطنين الحفاظ على رغيف الخبز باعتباره نعمة من نعم الخالق يتعذر على البشرية الإستغناء عنها لاسيما في ظل الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد والتحديات الكبيرة التي تواجه أجهزة الدولة لتأمين مستلزمات انتاج رغيف الخبز للمواطنين بسعر قد يكون هو الأقل في العالم .